إيلاف من لندن: كشف وزير عراقي الجمعة عن اتجاه للاتفاق مع قطر لتزويد بلاده بالغاز لتشعيل محطات الكهرباء معلنا ان مباحثات ستجري في طهران حول تسديد ديونها على بغداد خلال ثلاث سنوات.
وقال وزير الكهرباء عادل كريم إن "الإنتاج الحالي للطاقة إذا توفر الوقود سيصل إلى أكثر من 22 ألف ميغاواط ولكن لعدم توفره وشح الغاز الإيراني فقد أصبح أقل من ذلك بكثير".. موضحاً أن الإنتاج حالياً أقل كون هناك اعتدال ربيعي وفي الاعتدال الخريفي أيضاً يكون الإنتاج قليلاً لكن بعد ذلك ستكون الحاجة إلى 19 ألف ميغاواط يومياً.
وأضاف الوزير في تصريح للوكالة الرسمية العراقية تابعته "إيلاف" أن تصدير الغاز الإيراني إلى العراق وصل إلى مستويات متدنية جداً وهناك ما يقارب 6 ألاف ميغاواط فُقدت بسبب عدم وجود الوقود سواء الغاز الإيراني أو وقود وزارة النفط العراقية.

التوجه إلى قطر
وأشار إلى أن "العراق يحتاج الغاز الإيراني لسنوات مقبلة طوال بسبب عدم وجود مشاريع لدى وزارة النفط خلال الحكومات السابقة لإنتاج حقول غاز جديدة، لذلك تم التوجه إلى قطر"للبحث عن مصادر أخرى مساعدة أو بديلة في حال انقطاع الغاز الإيراني أو شحته خاصة في فصل الصيف لكون إيران أيضاً تواجه شحاً في الطاقة الكهربائية".
وتابع "لذلك التقينا بوزير الطاقة القطري خلال زيارتنا للدوحة الأسبوع الماضي وتم الاتفاق على مبادئ أساسية للعمل وهو ما يحتاج إلى موافقة مجلس الوزراء العراقي".. مبيناً أنه "إذا تم الاتفاق على كل ما تم إدراجه خلال الأيام المقبلة فسيحتاج الموضوع سنة أو سنة ونصف لتهيئة الأمور اللوجستية للبدء بالتصدير إلى العراق".
وأشار إلى أن "إيران تصدر الغاز إلى العراق حسب العقود المبرمة حيث كان المفترض أن تصدر 45 مليون متر مكعب يومياً أو 35 مليون متر مكعب كحد أدنى لكن ما يصدر الآن هو 8 ملايين متر مكعب يومياً فقط".

تسديد ديون الغاز لإيران
ونوه الوزير إلى أنه قد تم "إعداد آلية وإقرارها في مجلس الوزراء حول تسدس العراق لديونه إلى إيران عن غازها المصدر إليه وتم طرحها كعرض عراقي على إيران وخلال الأيام المقبلة سيتوجه وفد برئاسة وكيل وزارة الكهرباء لغرض التفاوض مع الجانب الإيراني لتسديد الديون والاتفاق على إمدادات الغاز".. موضحاً أن "الآلية تتضمن دفع القروض المترتبة على العراق خلال 3 سنوات بأقساط متساوية" حيث تبلغ هذه الديون حوالى 3 مليارات دولار.
وكان وزير الكهرباء العراقي عادل كريم قد بحث في الدوحة في السابع من الشهر الحالي مع وزير البترول والطاقة القطري سعد شريدة الكعبي إمكانية توريد الغاز القطري للعراق.

استيراد الغاز القطري
وأوضح الوزير أن عملية استيراد الغاز من قطر ستكتمل خلال 15 شهراً من خلال الموانئ القطرية إلى الموانئ العراقية بهدف معالجة وسد النقص الحاصل من الغاز لإدامة زخم عمل محطات الكهرباء العراقية.
يشار إلى أن وزارة النفط العراقية قد أوضحت أواخر العام الماضي أن حقول نفط الشمال والوسط تنتج في اليوم 348 مليون قدم مكعب من الغاز ويتم هدر 115 مليون قدم مكعب من هذه الكمية عن طريق حرقه مباشرة أما إنتاج الغاز الطبيعي في محافظان الجنوب البصرة وذي قار وميسان فيبلغ مليارين و531 مليون قدم مكعب في اليوم يتم هدر مليار و392 مليون قدم مكعب منه.

التجهيز الإيراني لا يلبي حاجة العراق
وتجهز إيران العراق حالياً بـ 20 مليون قدم مكعب من الغاز يومياً وهذه الكمية لا تلبي حاجته لتشغيل محطاته الكهربائية التي تعتمد على هذا الغاز والتي تصل الحاجة الفعلية لها خلال فصل الصيف إلى 70 مليون قدم مكعب يومياً".
ويحتاج العراق حالياً إلى رفع طاقته الإنتاجية بنحو الضعف لتأمين مستويات مستقرة من الطاقة الكهربائية حيث ينتج ويستورد 19 ألف ميغاواط في الساعة فيما يحتاج إلى نحو 40 ألف ميغاواط لتأمين الكهرباء للدور والمؤسسات الحكومية.


إحراق العراق لغازه يسبب خسارة 6 مليارات دولار سنوياً (وزارة النفط)

80 مليار دولار تبخرت بسبب الفساد
يشار إلى أنه بعد إنفاق العراق حوالى 80 مليار دولار منذ سقوط النظام السابق عام 2003 يقضي العراقيون شتاء بارداً وصيفاً لاهباً وسط اتهامات متبادلة بين الأحزاب السياسية بالفساد الذي يغلف عقود وزارة الكهرباء.
وقبيل دخول فصل الصيف كل عام تبدأ مشاكل الكهرباء في العراق من دون علاجات حقيقية تضع حداً لأزمة مستعصية منذ مطلع تسعينيات القرن الماضي ما يؤدي إلى اندلاع احتجاجات شعبية في أغلب مناطق البلاد.
وكان وزير النفط العراقي إحسان عبد الجبار قد أعلن مؤخراً أن بلاده ستستغني عن استيراد الغاز الإيراني لتوفير الطاقة الكهربائية في بلاده بحلول عام 2024 موضحاً أن حكومته ستستمر في طلب الإعفاء الأميركي من العقوبات على إيران لضمان بقاء هذا الاستيراد حتى ذلك الوقت.
وتقدر وزارة النفط العراقية إحتياطي البلد من الغاز الطبيعي بـ124 ترليون قدم مكعب يشكل الغاز المصاحب لإنتاج النفط 70% من هذه والكمية.
ويأتي العراق في المرتبة 11 عالمياً والمرتبة الخامسة عربياً من حيث الغنى بالغاز الطبيعي.