ميونيخ (ألمانيا): حذّر المستشار الألماني أولاف شولتس السبت من أنّ فرص إحياء الاتفاق النووي الايراني تتضاءل، مؤكّداً أنّ "لحظة الحقيقة" حانت للمسؤولين الإيرانيين.

وقال شولتس خلال مؤتمر ميونيخ للأمن "لدينا الآن فرصة للتوصل إلى اتفاق يسمح برفع العقوبات. لكن إذا لم ننجح بسرعة كبيرة، فإن المفاوضات قد تفشل. المسؤولون الإيرانيون لديهم خيار. الآن لحظة الحقيقة".

الإيراني

بدوره، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان خلال المؤتمر إن بلاده "مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيّد في أقرب وقت ممكن إذا اتّخذ الطرف الآخر القرار السياسي اللازم".

وأضاف "نحن جادّون للغاية".

وأتاح اتفاق 2015 رفع عقوبات كانت مفروضة على طهران، مقابل الحد من أنشطتها النووية وضمان سلمية برنامجها.

الا أنّ مفاعيله باتت في حكم اللاغية مذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب سحب بلاده أحاديا منه عام 2018، معيدا فرض عقوبات قاسية على طهران. وردت الأخيرة ببدء التراجع تدريجيا عن العديد من التزاماتها بموجب الاتفاق.

ويبدو أنّ إطار اتفاق جديد مطروح على طاولة النقاش في المحادثات التي تستضيفها فيينا منذ تشرين الثاني/نوفمبر بين إيران والقوى التي لا تزال منضوية في الاتفاق (فرنسا وبريطانيا وروسيا والصين وألمانيا).

تقدّمٌ ملحوظ

وتهدف المباحثات التي تشارك فيها واشنطن بشكل غير مباشر، الى إعادة الأميركيين الى الاتفاق، خصوصا عبر رفع العقوبات التي أعادوا فرضها على طهران بعد انسحابهم، في مقابل عودة الأخيرة لاحترام كامل التزاماتها المنصوص عليها في اتفاق 2015.

وأشار وزير الخارجية الإيراني إلى أن على الدول الغربية أن تبدي "مرونة" في المحادثات.

وقال في ميونيخ "في حال لم يرغب الغربيون في هذه المرحلة بالقيام بما ينبغي عليهم القيام به عملياً، فيجب تحميلهم مسؤولية فشل المحادثات".

وكان ناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية قال لوكالة فرانس برس الخميس إنّ "تقدّماً ملحوظاً تحقّق الاسبوع الماضي".

وأوضح أنّه "إذا أبدت إيران جدية في هذا الشأن، يمكننا ويجب أن نتوصل إلى تفاهم بشأن العودة المتبادلة إلى التنفيذ التام لخطة العمل الشاملة المشتركة (التسمية الرسمية للاتفاق النووي) في غضون أيام".

وتابع أن "أي شيء يتجاوز ذلك بكثير، من شأنه أن يعرّض لخطر كبير إمكان العودة إلى الاتفاق".

ويعتقد خبراء أنّ أسابيع قليلة تفصل إيران عن امتلاك ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع سلاح نووي، حتى لو استغرق الأمر خطوات إضافية أكثر تعقيداً لصنع قنبلة فعلية.

وفي حين أنّ الرئيس الأميركي الحالي جو بايدن أبدى عزمه على إعادة بلاده الى الاتفاق مقابل عودة إيران لاحترام التزاماتها، تخشى طهران أن تعمد إدارة أميركية مقبلة، خصوصاً اذا كانت من الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، للانسحاب مجددا من الاتفاق.

وفي ما يتعلّق بتبادل محتمل للسجناء بين الولايات المتحدة وإيران، قال أمير عبد اللهيان إنّ الأمر يعدّ "مسألة إنسانية تماماً".

وأضاف "بعيداً عن المحادثات، يمكننا القيام بذلك فوراص بناء على الاتفاقيات التي تمّ التوصل إليها في السابق".