سانتياغو: سيؤدي ستة أشخاص تم نفيهم وهم أطفال في عهد ديكتاتورية أوغستو بينوشيه دورا حيويا الآن في مستقبل تشيلي كجزء من حكومة الرئيس الجديد غابريال بوريك.

وقالت وزيرة الدفاع الجديدة مايا فرنانديز لوكالة فرانس برس "اعتقد أن تاريخنا مهم لما نريده في المستقبل".

وعالمة الأحياء البالغة 50 عاما، هي حفيدة الرئيس الاشتراكي السابق سلفادور أليندي الذي أطاحه انقلاب بينوشيه.

عاشت فرنانديز في المنفى مع عائلتها في موطن والدها كوبا منذ 11 أيلول/سبتمبر 1973 يوم انقلاب بينوشيه، حتى العام 1992 عندما كانت تبلغ 21 عاما، وهي منخرطة في السياسة منذ ذلك الحين.

وقالت "أعتقد أن كل وزير لديه خبراته الخاصة ودرس في الخارج وأعتقد أن هذا أمر مهم". واضافت "أعتقد أن عيش المنفيين حياة أخرى وتعرّفهم على ثقافات أخرى، أمران مهمان جدا ولديهما تأثر كبير".

وعيّن بوريك الذي سيصبح أصغر رئيس لتشيلي بعمر 36 عندما يستلم منصبه في 11 آذار/مارس، حكومة مؤلفة غالبيتها من النساء ويبلغ معدل الأعمار فيها 42 عاما.

وستة من وزراء بوريك البالغ عددهم 24، من بينهم 14 امرأة، ولدوا في المنفى أو عاشوا أو درسوا فيه.

وكان هؤلاء من بين أكثر من نصف مليون مواطن تشيلي غادروا البلاد في ظل ديكتاتورية بينوشيه 1973-1990 لأسباب سياسية، كثر كانوا ضحايا التعذيب والاحتجاز والقمع والفقر.

وقالت مارسيلا ريوس وزيرة العدل وحقوق الإنسان المستقبلية لوكالة فرانس برس إن أولئك الذين درسوا في الخارج و"تلقوا تدريبات مهنية متعددة الثقافات ومختلفة، يشكلون مساهمة في رؤية الدولة".

وأضافت أنهم يقدمون "وجهة نظر مختلفة للمشكلات تتضمن ما تعلموه من بلدان أخرى".

وكانت ريوس في الثالثة عشرة من العمر عندما فرت عائلتها إلى مقاطعة ساسكاتشوان الكندية بمساعدة بعض الراهبات.

أما وزيرة الخارجية المقبلة أنطونيا أوريخولا، فكانت في السادسة عندما أجبر والداها على اللجوء إلى بريطانيا.

وانتهى المطاف بوزيرة الصحة الجديدة بيغونا يارزا في كوبا بعدما نقلت عائلتها في شاحنة عسكرية إلى طائرة تابعة لشركة الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) هبطت في هافانا بعد العديد من المحطات الأخرى.

وولدت ألكسندرا بينادو وزيرة الرياضة المقبلة في ستوكهولم عام 1976 حيث كان يعيش والداها في المنفى، قبل الانتقال إلى كوبا. وتم اغتيال والدتها الناشطة في الحركة اليسارية الثورية في العام 1983.

أما عالم الأحياء فلافيو سالازار (56 عاما) الذي سيكون وزيرا للعلوم، فقد ولد في بوينوس أيرس. عادت عائلته إلى تشيلي عام 1971 بعد فوز أليندي في الانتخابات.

لكنهم فروا إلى السويد بعد احتجاجات العام 1984 بعدما أجبر والده العضو في الحزب الشيوعي، على طلب اللجوء.

كانت فرنانديز طفلة صغيرة عندما غادرت البلاد ولهذا السبب "لا أملك ذكريات عن تشيلي ولا عن تاريخها".

لكنّ والديها علموها "ثقافة تشيلي وطعامها وعاداتها"، كما أضافت فرنانديز التي تابعت أنه من بين ذكرياتها الأليمة عدم تمكنها من رؤية خالاتها.

ما زالت العائلة متأثرة بوفاة جدها أليندي عندما أمطرت القنابل القصر الرئاسي في سانتياغو، فضلا عن انتحار والدة فرنانديز بياتريس أليندي بعد أربع سنوات من الانقلاب.

وستكون فرنانديز وزيرة الدفاع الاشتراكي الثانية منذ عودة البلاد إلى الديموقراطية، بعد ميشيل باشيليه التي شغلت لاحقا منصب رئيسة تشيلي لفترتين في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

واستخدمت ريوس تجربتها في المنفى للمساهمة في أحد أحدث تقارير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي حول عدم المساواة في بلدها.

وقالت فيه "النخب في تشيلي منغلقة جدا وصغيرة جدا ومتجانسة جدا، وغالبا ما يكون هناك عدد كبير جدا من الشبكات الشخصية التي شكّلت في الجامعة وقبل كل شيء، في المدارس، وهو نظام منفصل جدا".

وأضافت أن التعيينات الوزارية لأشخاص من خارج تلك المجموعات تضفي "روحا جديدة في الحكومة".