جنيف: دعا رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر بيتر ماورر طرفي النزاع في أوكرانيا الخميس إلى التخفيف من معاناة المدنيين مبديا "بصيص أمل" بعد عمليات الإجلاء هذا الأسبوع.

وقال ماورر السويسري خلال مؤتمر صحافي عبر الإنترنت "حضرت إلى كييف هذا الأسبوع لأوجّه نداء عاجلا إلى طرفي هذا النزاع. بإمكانهما العمل الآن من أجل توفير استراحة حقيقية للمدنيين".

وأكد في تصريحات للصحافيين أن حجم الدمار "هائل" في أوكرانيا.

لكنّه رأى "بصيص أمل" بعدما قامت اللجنة الدولية للصليب الأحمر والصليب الأحمر الأوكراني بإجلاء "آلاف الأشخاص" هذا الأسبوع من مدينة سومي في شمال شرق أوكرانيا.

وأفاد أن أعضاء الصليب الأحمر البالغ عددهم ثلاثين إلى أربعين الذين كانوا لا يزالون في ماريوبول مع عائلاتهم قبل الغزو الروسي، تمكنوا الأربعاء من الخروج من المدينة المحاصرة من القوات الروسية.

غير أن المنظمة تود إرسال طاقم جديد إليها مع مساعدة إنسانية ما أن يسمح الوضع بذلك.

تفاؤل

وأعرب ماورر عن قدر من التفاؤل حول فرص القيام بعمليات إجلاء مدنيين، خلافا لبعض الحالات في سوريا حيث تم أحيانا استخدام هذه العمليات لأهداف سياسيّة.

وقال "إننا أكثر ثقة بقليل بأن الوضع في أوكرانيا سيكون مؤاتيا أكثر منه في مواقع أخرى، بعدما يتفق الطرفان ويحرزان تقدما في المفاوضات وحول مسألة الممرات" الإنسانية.

وتابع "مثلما رأيتم في الأيام الماضية ... تم الاتفاق على أن المدنيين سيكون لهم الخيار حول وجهتهم. إنه تطوّر إيجابيّ جدا".

ودعا "الطرفين إلى اغتنام كل الفرص ... لتخفيف المعاناة" داعيا خصوصا للتوصل إلى "اتفاقات عملية" تسمح بإجلاء المدنيين من المناطق التي تشهد أعمال عنف.

كذلك دعا الطرفين إلى معاملة أسرى الحرب "بكرامة" والسماح بنقل المساعدة الإنسانية وضمان حماية المدنيين أينما كانوا.

وقال ماورر إن "المدنيين الذين يطالهم النزاع في أوكرانيا يشعرون بالذعر لما ينتظرهم في المستقبل. ثمة عائلات تحتمي في ملاجئ تحت الأرض ليس فيها تدفئة، وهي تعلم أن أحياءها باتت خطوط جبهة. ثمة نساء وأطفال يسيرون في البرد بحثا عن ملجأ".

وتابع أن سكان كييف الذين يختبئون فيها ما زالوا يحصلون بمعظمهم على المياه والكهرباء والعناية الطبية، لكن "في الكثير من المدن، العائلات محاصرة وتكافح للعثور على المياه والطعام من أجل البقاء على قيد الحياة".