إيلاف من لندن: فيما يبحث الاطار الشيعي العراقي الخميس آخر التطورات السياسية بعد اعلان اكبر تحالف شيعي سني كردي مرشحيه لرئاستي الجمهورية والحكومة فقد كشف المرشحان عن برنامجي عملهما تتصدره مهمة استعادة الدولة المؤسساتية.

المرشحان يتعهدان
وكتب المرشح لتشكيل الحكومة الجديدة جعفر محمد باقر الصدر تغريدة على حسابه بموقع تويتر تابعتها "إيلاف" قائلاً "يشرفني أن أكون مرشحاً لتحالف يمثل الوطن بكل أطيافه؛ لنعمل معاً لاستعادة الدولة التي يطمح لها جميع أبناء بلدي الغالي".


تغريدة جعفر الصدر عن ترشيحه لرئاسة الحكومة العراقية (تويتر)

ومن جهته تعهد مرشح التحالف الثلاثي لرئاسة جمهورية العراق ريبر أحمد في تغريدة مماثلة "بالعمل على تثبيت دعائم دولة مؤسساتية".
وقال " تشرفت اليوم بنيل ثقة تحالف "انقاذ الوطن" بتسميتي مرشحاً لمنصب رئيس الجمهورية متعهداً بالعمل من أجل تثبيت دعائم دولة مؤسساتية عصرية تلبي تطلعات المواطنين".


تغريدة ريبر أحمد عن ترشيحه لرئاسة الجمهورية العراقية (تويتر)

وشكلت مهة استعادة الدولة أولى مهمات حكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي والتي حاولت المليشيات العراقية المسلحة الموالية لإيران سرقة سيادة البلد والتعدي عليها من خلال ممارسات خارجة على القانون سعت لإرباك الأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية للبلاد.

من هو جعفر باقر الصدر؟
وجعفر الصدر السفير العراقي الحالي لدى لندن هو الابن الوحيد للمرجع الشيعي الراحل محمد باقر الصدر الذي نفذ النظام العراقي السابق الإعدام به وبشقيقته بنت الهدى في التاسع من نيسان/ أبريل عام 1980 بتهمة التخابر مع إيران وهو مؤسس حزب الدعوة العراقي عام 1957وابن عم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر.
وقد عاش جعفر بعد إعدام والده في مدينة النجف ودرس في كلية الحقوق ثم غادر العراق عام 1998 متوجها الى ايران حيث درس العلوم الدينية في مدينة قم وكان معمما طوال دراسته الدينية التي استمرت هناك 8 سنوات والتي وصلت إلى آخر مراحل "بحث الخارج" الذي يوازي الدراسات العليا وهي الأخيرة في الحوزة الدينية ومن ثم توجه إلى الدراسة الأكاديمية وخاصة القانون وحصل على الماجستير من لبنان ولكنه نزع الزي الديني لأنه كما قال في إحدى المقابلات التلفزيونية كان يقيده خلال الدراسة في الجامعة الإسلامية بلندن.


جعفر باقر الصدر المرشح لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة (مكتبه)

وخلال وجود في مدينة قم درس العلوم الدينية كالفقه والتفسير والادب اضافة للعلوم العقلية كالمنطق ومناهج البحث والفلسفة الإسلامية بمختلف مدارسها .. وهو يوضح أن اهتمامه انصب هناك بصورة خاصة على اشكالية علاقة الإسلام بالحداثة وكيف أن الإسلام بنصوصه المقدسة يتعامل مع الحداثة بمعانيها الفكرية والسياسية والاجتماعية. ثم انتقل إلى بيروت حيث درس علم الاجتماع والانثربولوجيا في الجامعة اللبنانية.
وقد عاد جعفر إلى العراق بعد سقوط النظام السابق عام 2003 وظل يتنقل بين بغداد وبيروت حتى أنهي دراسته الأكاديمية فيها عام 2018 حاصلاً على شهادة الماجستير في علم اجتماع المعرفة وكان حصا على شهادة جامعية في القانون والفقه المقارن من الجامعة الإسلامية في لندن عام 2007 وكان أيضاً قد تابع الدراسات الدينية في النجف وقم بين عامي 2005 و2007 .
وعن موقفه من الإسلام السياسي يشير جعفر الصدر قائلاً "حسب قناعتي وتجربتي الشخصية ودراساتي الدينية أيضاً لا أؤمن بأطروحة الإسلام السياسي كما تطرح من بعض المنظرين لذلك، كفكر الإخوان المسلمين وحركة طالبان والى حد ما التجربة الإيرانية".
وفاز جعفر بعضوية مجلس النواب العراقي مرشحاً مستقلاً ضمن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء اآنذاك نوري المالكي في انتخابات عام 2010 لكنه استقال منها مطلع عام 2011 احتجاجاً على عدم توفير الخدمات الأساسية للمواطنين وعجز الحكومة عن "تقديم أي شيء إلى الشعب" كما قال .
ويجيد جعفر الصدر اللغات العربية والإنكليزية والفارسية وهو متزوج وله أربع بنات وولد.

المرشح للرئاسة ريبر أحمد
كما رشح تحالف "إنقاذ الوطني" الثلاثي وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان ريبر أحمد (53 عاماً) رئيساً جديداً للجمهورية.
والمرشح الرئاسي من مواليد عام 1969 وحاصل على شهادة الماجستير في مجال الأمن الوطني من جامعة الأمن الوطني العراقية في بغداد عام 2007 وبكالوريوس في الهندسة المدنية من جامعة صلاح الدين في أربيل عاصمة الإقليم عام 1997.
وريبر أحمد عسكري يحمل رتبة لواء وشغل منصب رئيس دائرة التنسيق المشترك في مجلس أمن إقليم كردستان منذ عام 2012.
كما عمل مديراً لتحليل الأخبار في وكالة حماية الأمن في إقليم كردستان بين عامي 2005 و2012 ثم عين مديراً لمكافحة الإجرام المنظم في قسم الدفاع التابع لمؤسسة حماية الأمن بين عامي 2000 و 2005 .


ريبر أحمد المرشح لرئاسة الجمهورية العراقية (تويتر)

وعمل ريبر أحمد في تنظيمات الحزب الديمقراطي الكردستاني حيث انتخب عضاو في اللجنة التنفيذية لاتحاد طلبة كردستان بين عامي 1993و1997 ثم رقي إلى درجة عضو مكتب في الحزب عام 1997 واختير عضواً في مكتب شاندر لإعمار كردستان منذ عام 2000 إلى أن تولى حقيبة الداخلية في حكومة الإقليم التي شكلها مسرور بارزاني في تموز/يوليو عام 2019 وهو يتحدث إضافة إلى الكردية اللغات العربية والانكليزية والفارسية.

المالكي يستبعد انتخاب الرئيس
ورداً على إعلان تحالف "إنقاذ وطن" وانعقاد الجلسة البرلمانية المخصصة لانتخاب رئيس للجمهورية بعد غد السبت فقد استبعد رئيس ائتلاف دولة القانون القيادي في الإطار التنسيقي للقوى الشيعية نوري المالكي إمكانية تحقيق النصاب القانوني لانعقاد البرلمان.
وقال المالكي في حوار تلفزيوني مساء الاربعاء بعد قليل من إعلان التحالف الثلاثي الشيعي السني الكردي "من المستحيل أن يحقق التحالف الثلاثي 220 نائباً في البرلمان" في إشارة الى اشتراط المحكمة الاتحادية العليا حضور هذا العدد من النواب من بين مجموع الأعضاء البالغ 329 لانتخاب الرئيس.
وبين المالكي انه "إذا لم تعقد جلسة السبت سيضطر التحالف الثلاثي إلى إجراء مفاوضات لغرض التفاهم مع الإطار" الشيعي. وأَضاف أن "حسابات الإطار التنسيقي وتقديراته تؤكد بأن النصاب لن يتحقق بحضور 220 نائباً.. منوهاً إلى أن المتعارف عليه كان أن رئاسة الجمهورية للكرد ورئاسة البرلمان للسنة ورئاسة الوزراء للشيعة وأن رئيس الوزراء ترشحه الكتلة النيابية الأكثر عدداً من المكون المخصص له هذا المنصب إلا أن هذه الدورة خرجت عن المألوف حيث دخل شركاءنا في تحالفات مع الكرد والسنة" في إشارة إلى التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر.
وقال أن "الإطار التنسيقي هو الكتلة الأكبر لكنه لن يذهب إلى تشكيل حكومة من دون الطرف الآخر".
ومن جهته أعلن الإطار التنسيقي للقوى الشيعية أنه سيعقد اجتماعاً اليوم الخميس لبحث آخر التطورات السياسية على خلفية إعلان التحالف الثلاثي الشيعي السني الكردي.


المؤتمر الصحافي لقادة تحالف انقاذ الوطن الأربعاء 23 مارس 2022 حيث رشح شخصيتين لرئاستي الجمهورية والحكومة (تويتر)

شرخ سياسي خطير
يشار إلى أنه قبل يومين من انعقاد جلسة البرلمان لانتخاب رئيس البلاد السبت المقبل يؤكد قياديون في الحزبين الكرديين الرئيسيين عدم الاتفاق على مرشح تسوية واحد للمنصب.
فقد رشح الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني مدعوماً بالإطار التنسيقي للقوى الشيعية الرئيس العراقي برهم صالح لولاية ثانية فيما رشح الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني مدعوماً بتحالف إنقاذ الوطن وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان ريبر أحمد حيث أن المنصب من حصة الأكراد.
وهناك إضافة إلى صالح وأحمد 38 مرشحاً للمنصب تمت الموافقة على ترشحهم إلا أنهما المرشحين الأكثر قرباً من نيل أحدهما للمنصب.
يشار إلى أنه في حال عجز البرلمان عن اختيار الرئيس فإنه يمكن أن يتم حله بطلب من رئيس الجمهورية والحكومة أو من ثلث الأعضاء وموافقة الأغلبية المطلقة لعدد الأعضاء وفق المادة 64 من الدستور أو بقرار من المحكمة الاتحادية العليا وبذلك ستكون البلاد أمام انتخابات مبكرة جديدة وتستمر الحكومة الحالية بتصريف الأمور اليومية وفقاً لتلك المادة.