إيلاف من لندن: دعا الكاظمي الاحد القوى السياسية العراقية الى اعادة حساباتها من اجل عبور المرحلة الخطرة التي تمر بها البلاد والاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة واعتبر قانون الناجيات تحد للارهاب ومجموعاته.

وقال رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي خلال مؤتمر في بغداد اليوم لمناسبة مرور عام على تشريع قانون الناجيات "يشرّفني أن أكون اليوم بينكم، بعد عامٍ على إقرار البرلمان العراقي قانون الناجيات الإيزيديات، مع الإشارة والإشادة بدور الحكومة والبرلمان ورئاسة الجمهورية، في هذا السياق".

الاسراع بتشكيل الحكومة الجديدة

ودعا الكاظمي كل القوى السياسية للعمل وتشكيل حكومة تعمل بأسرع وقت على خدمة شعبها ومن ضمنهم الناجيات الأيزيديات.. منوها الى ان احترام التوقيتات الدستورية هو احترام الدستور، واحترام لمنطق الدولة، واحترام لاحتياجات لناس.

وشدد على ضرورة البحث "عن حلول منطقية تعكس نضوجاً سياسياً من الجميع، وتعكس قدراً عالياً من مسؤولية القوى السياسية إزاء واجباتها بوجودها في البرلمان أو خارج البرلمان" كما نقل عنه مكتبه الاعلامي في بيان صحافي تابعته "ايلاف".

الكاظمي في بغداد الاحد 27 آذار مارس 2022 بين مجموعة من الناجيات من أسر داعش لمناسبة مرور عام على قانون انصافهن (مكتبه)

عبور المرحلة الخطرة

واكد الكاظمي قائلا "علينا أن نتكامل جميعاً لعبور هذه المرحلة الخطرة".. منوها الى ان المطلوب من القوى السياسية ان تعيد حساباتها لكي نعبر هذه المرحلة.
وأشار الى ان "هناك اليوم أزمة عالمية، تنعكس على كل بقعةٍ من بقاع العالم، وإلى جانب هذه الأزمة، لدى منطقتنا ما يكفي من الأزمات المعقّدة والمتشابكة، هذا المشهد مظلم نعم، لكن هناك أمل، ويمكن أن نحول المشهد إلى فرصة نجاح وهناك فرصة، وهذه الفرصة لا يمكن أن تترجم بشكلٍ عملي بحكومة تصريف أعمال".

الحكومة تتحمل مسؤولياتها بشجاعة

وأضاف الكاظمي قائلا "بشجاعة ومن دون أي خوف أو وجل، هذه الحكومة تقف وتتحمل المسؤوليات، لكن هذا ليس منطقياً أو واقعياً، الأزمة الحالية هي سياسية، والانفراج السياسي يعني انفراجاً حكوميّاً، وبالتالي ضرورة تشكيل حكومة منتجة فاعلة تخدم المواطن في ظل هذه الظروف، وبناء الأمن والأمن الغذائي".

وقال رئيس الوزراء مخاطبا الفرقاء السياسيين "أقول للقوى السياسية الوطنية، إن المواطن مسؤوليتنا، الوطن مسؤوليتنا، كفانا انقسامات، علينا العمل لأجل البلد والانتقال إلى مرحلة جديدة من أجل مستقبل العراق وأبناء العراق وأحفادنا".

يشار الن العراق يمر بحالة انسداد سياسي خطيرة نتيجة فشل القوى السياسية بعد ستة اشهر من الانتخابات المبكرة الاخيرة في الاتفاق على متطلبات مرحلة مابعدها بأختيار رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة جديدة ما يهدد بحل البرلمان والذهاب الى انتخابات جديدة مع ماقد يسببه ذلك من مخاطر على الاوضاع السياسية والاقتصادية والامنية الهشة في الاساس.

وصمة عار

وعن جرائم داعش أشار الكاظمي الى ان الجريمة التي ارتكبت ضد الإيزيديات ستبقى وصمة عار كبرى في تاريخ عصابات تنظيم داعش الإرهابيّة، وكل الجماعات الظلامية التي تدعي أنها تحكم بأفكار قد ولّى عليها الزمان، وهو دليل على خطورة فكرهم الإلغائي، وعليه يجب أن نعمل على منع تكرار ما حصل.
وشدد على ضرورة العمل سوية على منع تكرار ما حصل، وهذا ممكن فقط عبر الحكم الرشيد، وأن تبحث الحكومة عن فرص لبناء التنمية كي لا يكون هناك موطئ قدم لهذه الجماعات الإرهابية.
وقال "من هذا المكان لا بدّ أن نحيّي من نجا، من صمد، من عاد وأخبرنا عن المآسي، من أكّد لنا أن هذه عصابة أخذت من الدين لبوساً لتحقيق أهدافٍ ومشاريع تدمّر العراق والمنطقة والعالم، وحاولت أن تخطف الدين تحت عنوان معين لكي تبرر جرائمها، والدين منها براء".

مرتكبو الجرائم في السجون وأمام القضاء

وأعتبر الكاظمي ان هذه الجريمة كانت تحدياً للموقف الإنساني العالمي، وليس في العراق فحسب، فقد كان هناك تعاطفٌ وتفاعلٌ إنسانيٌّ عالمي مع مأساة هذه الجريمة.
وحيا من "تابع هذه القضية في المحافل المحليّة والإقليميّة والدوليّة، واستطاع أن يحوّلها إلى قضيّة إنسانيّة، لا تخصّ فئة دون غيرها، بل قضيّة إنسانيّة، تعكس تضامن الإنسان مع أخيه الإنسان".

واكد الكاظمي ان حكومته وأجهزتها الأمنية مستمرة في عملياتها ضد كل من شارك في هذه الجريمة،.. منوها بالقول "نجحنا في الوصول إلى مجموعات كبيرة من هؤلاء المجرمين؛ والآن بعضهم في السجون والبعض الآخر صدرت عليه الأحكام، وأخذت الحكومة على عاتقها ملاحقة ومحاسبة كل من حاول أن يستهين بالدم العراقي، أينما كانوا، داخل العراق أم خارجه.

ملاحقة داعش داخل العراق وخارجه

وخاطب الكاظمي الناجيات قائلا "نؤكد لكنّ أيتها العزيزات أن المعتدي سينال عقابه، وتأكدوا أيّها الدواعش، إننا نتابعكم ونلاحقكم أينما كنتم، داخل العراق أم خارجه، وستفاجئون عندما ستكون أيديكم مغلولةً بالأصفاد لتنالوا عقابكم، والحكم الإلهي فيكم وجزاء أعمالكم".
ودعا إلى تطوير كل الجهود والعمل على إنجاز قضية الناجيات منوها الى ان الدولة بحاجة إلى تشريعات إضافية لحماية الناجيات ومنع تكرار ما حصل.

لماذا قانون الناجيات؟

وكان مجلس النواب العراقي قد أقر في الاول من مارس آذار عام 2021 قانون الناجيات الايزيديات من قبضة تنظيم داعش حيث اعتبر ماتعرضن لهن على يد التنظيم جرائم "إبادة جماعية" ونص على عدم إدراج مرتكبي "الاختطاف والأسر" ضدهن في أي "عفو عام أو خاص".

ويبلغ عدد الايزيديين الذين هاجروا خارج العراق بعد احتلال تنظيم داعش لمناطقهم في شمال العراق في منتصف عام 2014 حوالي 100 الفا وعدد المختطفين 6417 اما أعداد الناجيات والناجين من قبضة التنظيم فقد بلغ 3530.. فيما كان لايزال منذ ذلك الوقت هناك 2887 مختطفا منهم من الاناث 1308 ومن الذكور 1579 مختطفا او مغيبا.

ماهو قانون الناجيات ؟
ويتضمن قانون الناجيات الايزيديات الذي لقي ترحيبا عراقيا ودوليا واسعا 15 مادة نصت على عدد من إجراءات التعويض المهمة للنساء الإيزيديات اللواتي أسرهن مسلحو تنظيم داعش لدى احتلاله الموصل منتصف عام 2014 بما في ذلك التعويض وإعادة التأهيل والعلاج الطبي والفرص الاقتصادية.

ويصف القانون الناجية المستهدفة من هذا القانون "كل امرأة او فتاة تعرضت الى جرائم العنف الجنسي من خلال اختطافها واستعبادها جنسيا وبيعها في اسواق النخاسة وفصلها عن ذويها واجبارها على تغيير ديانتها او تزويجها وحملها واجهاضها قسرا او الحاق الاذى بها جسديا ونفسيا من قبل تنظيم داعش".

وتسري احكام هذا القانون على النساء من المكونات : التركماني والمسيحي والشبكي اللواتي تعرضن الى الجرائم نفسها وكذلك الناجين من هذه المكونات من عمليات القتل والتصفية الجماعية التي قام بها داعش.
ويهدف القانون الى تعويض الناجيات ماديا ومعنويا وتأهيلهن وتأمين حياة كريمة لهن واعادة تعمير البنى التحتية لمناطق الناجيات اضافة الى اعداد الوسائل الكفيلة بادماجهن في المجتمع وتأمين فرص العمل لهن.

وينص القانون على منح الناجية راتبا شهريا وقطعة ارض سكنية .. واعتبار الثالث من آب اغسطس من كل عام يوما وطنيا للتعريف بما تعرضت له الناجيات من ظلم وجرائم .

ايزيديات عراقيات تم تحريرهن من أسر داعش (تويتر)

الأسباب

ويشير القانون الى الاسباب التي دعت الى تشريعه قائلا "تعد الجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش ضد الايزيديين وباقي المكونات من المسيحيين والتركمان والشبك جريمة ابادة جماعية وجرائم ضد الانسانية .. ونظرا لما افرزته هذه الجرائم من اضرار جسدية ونفسية واجتماعية ومادية على جميع الضحايا وخاصة النساء والاطفال .. وبغية معالجة هذه الاضرار والاثار السلبية المترتبة عليها ومن اجل منح الحقوق اللازمة للناجيات والمشمولين بأحكام هذا القانون وأعادة تأهيلهم ودمجهم في المجتمع وكجبر ضرر وتعويض لما لحق بهم وبالناجيات منهن على وجه الخصوص وحمايتهم وحماية مناطقهم .. فقد شرع هذا القانون".

والايزيديون هم أتباع ديانة شرق أوسطية ذات جذور قديمة وجميع أبنائها هم من الأكراد ويعيش معظمهم حول الموصل وسنجار في العراق وهناك أيضًا مجموعات في سوريا، تركيا وإيران وجورجيا وأرمينيا. ويُقدّر العدد الإجمالي لليزيديّين بحوالي 800 الف إلى مليون.