سيول: حضر الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون مسيرة ضخمة للمواطنين في الذكرى العاشرة بعد المئة لمولد جده والزعيم المؤسّس البلاد كيم إيل سونغ، في غياب عرض عسكري يجرى عادة في هذه المناسبة.

وظهر في صور نشرتها وسائل إعلام رسمية السبت الزعيم الكوري الشمالي وهو يحيي من شرفة في ساحة كيم إيل سونغ في بيونغ يانغ آلاف الأشخاص الذين ارتدوا ملابس بألوان زاهية.

وتُعد ذكرى مولد الرئيس الراحل كيم إيل سونغ في 15 نيسان/ أبريل الذي يعرف باسم "يوم الشمس" في كوريا الشمالية المسلحة نووياً، أحدى أهم المناسبات في التقويم السياسي لبيونغ يانغ.

وقالت وكالة الأنباء الكورية الشمالية إن "أرتالاً من العمال والراقصين الفلاحين وغيرهم سارت في الساحة" ملوحين بلافتات عليها شعارات اشتراكية.

كما زار الزعيم قصر "كومسوسان الشمس" في بيونغ يانغ حيث يرقد الجثمان المحنّط لوالده وجثمان كيم إيل سونغ.

وجاءت الاحتفالات بالذكرى السنوية بعد ثلاثة أسابيع من قيام كوريا الشمالية بأكبر تجربة صاروخية لإطلاق صاروخ باليستي عابر للقارات على الإطلاق. وكانت هذه المرة الأولى التي تُطلق فيها بيونغ يانغ أقوى أسلحتها بمداها الكامل منذ 2017.

وكان ذلك الاختبار تتويجاً لحملة حطمت الأرقام القياسية حتى الآن هذا العام في خرق العقوبات على إطلاق الصواريخ، وشكلت نهاية لوقف اختياري للتجارب النووية طويلة المدى أعلنته كوريا الشمالية.

وتوقع مسؤولون كوريون جنوبيون وأميركيون أن تحتفل بيونغ يانغ بعرض عسكري للكشف عن أسلحة جديدة، أو بإجراء اختبار لأسلحة نووية محظورة.

لكن الاحتفال تميز احتفال بمسيرة للمدنيين واطلاق ألعاب نارية.

وفي الأيام التي سبقت الذكرى السنوية، غطت وسائل الإعلام الحكومية على نطاق واسع افتتاح مشاريع سكنية جديدة وعرضت أشخاصاً يلتقطون صوراً لأكاليل الزهور بهواتفهم المحمولة.

مصادر أخرى للكرامة

يرى ليف-إيريك إيزلي الأستاذ المساعد في قسم الدراسات الدولية في جامعة ايوها للمرأة في العاصمة الكورية الجنوبية سيول أن الهدف هو "إظهار اقتصاد ليس مرنًا فحسب بل ينمو".

وتشهد البلاد أزمة اقتصادية ضخمة، تفاقمت بسبب العقوبات الدولية والإغلاق الصارم لحدودها للحد من انتشار كوفيد-19.

وأكّد الخبير نفسه أن "نظام كيم يحتاج إلى مصادر أخرى للكرامة والشرعية الوطنية غير العروض العسكرية".

وأضاف إيزلي أن غياب النشاط العسكري عن ها الاحتفال لا يعني بالضرورة أن كوريا الشمالية أوقفت تعزيز آلتها العسكرية".

وأظهرت صور التُقطت بواسطة الأقمار الاصطناعية وجود مؤشرات تدل على أنشطة جديدة في نفق في موقع بونغي-ري للتجارب النووية الذي أعلنت بيونغ يانغ أنها هدمته في العام 2018 قبيل قمّة جمعت بين الزعيم الكوري الشمالي والرئيس الأميركي آنذاك دونالد ترامب.

في الذكرى السنوية السابقة، بثت بيونغ يانغ لقطات من العروض العسكرية على التلفزيون الحكومي فقط وبعد ساعات من إقامة تلك العروض، ولم تعلن عنها مسبقاً في الصحف الرسمية.

توفي كيم إيل سونغ عام 1994، لكنه يُعد الرئيس الأبدي للبلاد وجسده محفوظ في حجرة مضاءة باللون الأحمر في قصر "كومسوسان الشمس" في ضواحي العاصمة.

ويتعلّم الكوريون الشماليون منذ ولادتهم تقديس الزعيم الأبدي كيم إيل سونغ وابنه كيم جونغ إيل، ويرتدي جميع البالغين شارات تصور أحدهما أو كليهما.