إيلاف من لندن: حذّرت القيادات الرسمية العراقية العليا الثلاثاء من انزلاق بلادها الى متاهات خطيرة مؤكدة القلق من حالة الانسداد السياسي التي تعيشها داعية إلى ضرورة استعادة الثقة بين القوى السياسية.
جاء ذلك في كلمات للرؤساء الثلاثة صالح والكاظمي والحلبوسي خلال احتفالية في الذكرى الحادية والأربعين لتأسيس منظمة بدر العراقية إحدى فصائل الإطار التنسيقي الشيعي وبثتها الوكالة العراقية الرسمية وتابعتها "إيلاف".
فقد أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن الشعب العراقي قلق من نتائج الانسداد السياسي فيما شدد على ضرورة الاعتراف بأن البلاد تعيش أزمة سياسية.
وأشار الكاظمي في كلمته إلى "وجود أزمة ثقة حقيقية".. منوهاً إلى أن استعادة الثقة ستحمي البلاد من الانزلاق السياسي". وقال "كفى طعناً وتشويهاً وشعبنا لا يريد التراجع" وشدد على أن العراق لن يعود إلى الوراء.
ودعا القوى السياسية جميعاً إلى "إعادة الثقة فيما بينها والكف عن التخوين واحترام تضحيات الشهداء التي قدمت من أجل الحفاظ على العراق وشعبه" كما نقلت عنه الوكالة العراقية الرسمية.
ولفت الكاظمي إلى أن "العراق يعيش أزمة سياسية ونجتهد في إيجاد الحلول لها وأحياناً نجتهد وللأسف في ابتكار العوائق والانسداد السياسي".
وأضاف أن الشعب العراقي مؤمن بالنظام الحالي وبالديمقراطية الحقيقية وبالتداول السلمي للسلطة وبالدولة لكن هناك أزمة سياسية في البلاد ويجب أن نعترف أن هناك خلافات دستورية وتضارب في إدارة الدولة.

انزلاق العراق لمتاهات خطيرة
ومن جانبه أكّد الرئيس العراقي برهم صالح أن الإنسداد السياسي الراهن بات أمراً مقلقاً فيما أشار إلى أنّ تعطل الاستحقاقات الدستورية تمثل ظاهرة غير مقبولة.


الرئيس صالح خلال مشاركته الثلاثاء 19 أبريل 2022 في احتفالية ذكرى تأسيس منظمة بدر (الوكالة الرسمية)

وقال في كلمته إن "الانسداد السياسي الراهن في إنجاز الاستحقاقات الدستورية وتشكيل حكومة جديدة بعد خمسة أشهر على إجراء الانتخابات بات أمراً مقلقاً وغير مقبول ويؤدي لو استمرار انزلاق البلد في متاهات خطيرة".
وأضاف أن "هناك من يريد أن ينشغل العراقيين بصراعات داخلية تستنزف قوتهم وتضعف كيانهم، ولا يمكن للعراقيين أن يقبلوا بذلك ولن يتنازلوا عن حقهم في دولة وطنية".. مشيراً إلى أن "العراق المستقل ذو السيادة يمثل مصلحة العراقيين وأساس مشروعهم الوطني".
وأضاف أن "الانتخابات المبكرة التي أرادها الشعب وقواه الوطنية، كانت حلاً لتحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي، لكنها اصطدمت بعوائق لا ينبغي تجاهلها ومن الممكن تجاوزها بوحدة الكلمة وتغليب المصلحة الوطنية العليا في هذا الظرف من التحولات الإقليمية والدولية المعقدة".
وأكّد صالح على الحاجة الماسة لتعديلات دستورية لبنود كرّست الأزمات بدل حلها وابعدت المسافات بدل تقريبها".. لافتاً إلى أن "حماية البلد يتطلب وقفة جادة لمعالجة الأخطاء التي تراكمت بفعل ظروف وعوامل أدت لتصدع منظومة الحكم، ويستوجب الاقرار بضرورة الإصلاح ومعالجة مكامن الخلل من خلال عقد سياسي جديد يُمكّن العراقيين في بناء حقيقي لدولة ذات سيادة كاملة".

الحلبوسي : حكومة قريبة جديدة
أما رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي فقد أشار إلى أن الحكومة الجديدة ستتشكل قريباً منوهاً إلى أن البرلمان ماض بتشريع قانون الأمن الغذائي الطارئ.


الحلبوسي متحدثاً الثلاثاء 19 أبريل 2022 خلال احتفالية تأسيس منظمة بدر (الوكالة الرسمية)

وقال الحلبوسي في كلمته إنّ "منظمة بدر كانت لها صولة منذ أكثر من 40 عاماً وساهمت بتغيير النظام الدكتاتوري وقدمت الشهداء والتضحيات". وشدد الحلبوسي على "ضرورة السعي إلى تقوية أركان الدولة"، لافتاً إلى "أهمية حل جميع المشاكل الراهنة عبر التفاهم".

العامري: محاولات للايقاع بين القوى العراقية
اما الأمين العام لمنظمة بدر الموالية لإيران هادي العامري فقد اكد على على ضرورة إنهاء حالة الانسداد السياسي .. مبيناً أن العراق يمر بظروف استثنائية يتحتم الخروج منها بحلول واقعية.
وقال العامري في كلمته أنّ "داعش يستهدف ماضي العراق ومستقبله".. مشيراً إلى أن "العراق انتصر على الإرهاب بفضل المرجعية العليا".
وحذّر العامري من "مخططات الأعداء ممن ييدون الإيقاع بين الأطراف العراقية".. مُقراً بأن "النجاح المنشود في بناء الدولة لم يتحقّق".
يشار إلى أن العراق يواجه أزمة سياسية وانسداداً في العمل السياسي منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في العاشر من تشرين الأول/أكتوبر الماضي نتيجة الانقسامات الحادة بين القوى السياسية الكبرى ومطالبة فريق منها بحكومة أغلبية وآخري بتوافقية على الرغم من فشل هذه التجربة التي سارت عليها البلاد منذ عام 2003 والتي لم تنتج سوى انتشار الفساد وخراب الدولة ومؤسساتها وتدهور اقتصادي واجتماعي.

منظمة بدر
يذكر أن منظمة بدر أو فيلق بدر هي منظمة وحزب سياسي عراقي تأسست في إيران عام 1982 وهي الجناح العسكري الأكثر تنظيماً للمعارضة الشيعية إبان نظام الرئيس السابق صدام حسين وقد اتخذت من إيران ملاذاً لها.
وقد تأسست المنظمة في بدايتها باسم لواء بدر ثم إلى فيلق بدر الذي قررت قيادته فيما بعد في ختام مؤتمرها الأول الذي عقد في النجف بعد سقوط النظام السابق عام 2003 بتحويل فيلق بدر إلى منظمة مدنية وحزباً سياسياً مؤكداً أن فيلق بدر انتهى دوره العسكري عند سقوط النظام. وتعتبر منظمة بدر حالياً المظلة السياسية للمليشيات العراقية الموالية لإيران.