إيلاف من لندن: فيما رفض العراق بشدة العمليّات العسكريَّة التي تقوم بها القوّات التركيَّة في أراضيه الشمالية فقد أدانها واعتبرها عملاً مخالفاً للمواثيق والقوانين الدولية.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف أن الحكومةُ العراقية "ترفض رفضاً قاطعاً، وتدينُ بشدَّة العمليّات العسكريَّة التي قامت بها القوّات التركيَّة بقصف الأراضيّ العراقيَّة في منطقة متينة، الزاب، أفاشين وباسيان في شمال العراق، عبر مروحيات أتاك والطائرات المُسيَّرة" كما قال في بيان صحافي الليلة الماضية تابعته "إيلاف".
وأكدت الخارجية أن "العراقُ يعدُّ هذا العمل خرقاً لسيادته، وحُرمة البلاد، وعملاً يُخالِف المواثيق والقوانين الدوليَّة التي تُنَظِّم العلاقات بين البُلدان كما يخالف -أيضاً- مبدأ حُسن الجوار الذي ينبغي أنَّ يكون سبباً في الحرص على القيام بالعمل التشاركيّ الأمنيّ خدمةً للجانبين".
وأكدت على عدم قبول العراق بان تكونَ أراضيه مقراً أو ممراً لإلحاق الضررِ والأذى بأيٍ من دول الجوار ورفضه أنَّ يكونَ ساحةً للصراعات وتصفية الحسابات لأطراف خارجيَّة أخرى.

عملية عسكرية برية وجوية
وكانت تركيا قد أعلنت أمس عن عملية عسكرية شمال العراق ضد عناصر حزب العمال الكردستاني.
وأكد وزير الدفاع التركي خلوصي آكار قصف أهداف وملاجئ ومخازن ذخيرة لمسلحي الحزب في شمال العراق مشيراً إلى أن قوات خاصة شاركت في العملية العسكرية.
وقال إن "عمليتنا مستمرة بنجاح حتى الآن كما هو مخطط لها وتم اعتقال الأهداف التي تم تحديدها في المرحلة الأولى".
ومن جهتها اشارت وزارة الدفاع التركية الى إن طائرات حربية وهليكوبتر ومسيرة تركية قصفت أهدافاً لمسلحين الحزب الكردي التركي الانفصالي في شمال العراق في عملية جوية وبرية استهدفت منشآت تراوحت بين معسكرات ومخازن للذخيرة.
وأوضحت الوزارة في بيان إن العملية ركزت على مناطق ميتينا وزاب وأفاشين-باسيان في شمال العراق. وقالت إن هذه العملية استهدفت "منع الهجمات الإرهابية" و"ضمان أمن حدودنا" عقب تقييم بأن حزب العمال الكردستاني يخطط لشن هجوم على نطاق واسع. وأضافت أن المدفعية استخدمت أيضاً في قصف أهداف للمسلحين في العملية العسكرية.
وتشن تركيا غارات جوية بشكل منتظم على شمال العراق كما أرسلت قوات كوماندوس إلى المنطقة لدعم هجماتها.
ويعد هذا الهجوم جزءاً من حملة تركية مستمرة في العراق وسوريا ضد مقاتلي حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب الكردية السورية وكلاهما تعتبرهما أنقرة جماعة إرهابية.
في السنوات الأخيرة كثفت تركيا عملياتها البرية في شمال العراق كما وسعت عملياتها الجوية لتشمل مناطق أوسع بعمق الأراضي العراقية أبرزها مخمور وسنجار وتوعدت في أكثر من مناسبة بتنفيذ عملية عسكرية واسعة ضد تواجد تنظيم حزب العمال التركي الكردي في تلك المناطق.
ويشير خبراء عسكريون إلى أن الجيش التركي الذي هاجم قبل أشهر منطقة "غارا" الاستراتيجية شمالي العراق يهدف إلى توسيع سيطرته البرية في مناطق "ميتا وزاب أفشين" وهو ما يجعله أقرب من مقر قيادة الحزب في جبال قنديل واستخدام القواعد الجديدة في أي عملية متوقعة ضد قنديل أو سنجار وحتى مخمور في وقت لاحق.
يذكر أن جبال قنديل في إقليم كردستان العراق تقع عند نقطة التقاء الحدود العراقية الإيرانية التركية وتمتد بعمق نحو 30 كيلومتراً داخل الأراضي التركية وتبعد بنحو 150 كيلومتراً عن أربيل عاصمة إقليم كردستان العراق.
ويتجاوز امتداد سلسلة جبال قنديل الشاهقة مائتي كيلومتر، وتنتمي -إضافة إلى جبال خنيرة وهلكرد ونفتانين- إلى سلسلة جبال زاغروس وتصل أعلى قمة جبلية فيها إلى ما بين 3000 و4000 متر فوق مستوى سطح البحر.