إيلاف من لندن: في أحد أكثر القيود صرامة التي تفرض على النساء منذ سيطرة الحركة المتطرفة على الحكم مجددا العام الماضي، أمر القائد الأعلى لأفغانستان وحركة طالبان النساء، بارتداء البرقع في الأماكن العامة.
وجاء في مرسوم صادر يوم السبت، عن هبة الله اخوند زاده، كشفت عنه سلطات حركة طالبان أمام الصحافيين في كابول أنه "ينبغي على النساء وضع التشادري (تسمية أخرى للبرقع) تماشيا مع التقاليد".

متوسطات العمر

وأضاف المرسوم أن النساء متوسطات العمر "ينبغي أن يغطين وجوههن باستثناء العينين بما تنص عليه أحكام الشريعة عندما يلتقين رجالا من غير المحرمين".
وأَضاف المرسوم انه "يفضل أن تلازم النساء المنزل" إذا لم يكن لديهن عمل مهم في الخارج. وأصبح البرقع الأزرق رمزًا عالميًا لنظام طالبان السابق في أفغانستان من عام 1996 حتى عام 2001، وقرار جعله إلزاميًا مرة أخرى يمثل تصعيدًا للقيود المتزايدة على النساء في الأماكن العامة.
وقرأت وزارة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مرسوماً من المرشد الأعلى للجماعة هبة الله أخوند زادة في مؤتمر صحفي في كابول.
وقال خالد حنفي، القائم بأعمال الوزير في الوزارة المكوّنة بالكامل من الرجال، التي حلت محل وزارة المرأة في البلاد بعد سيطرة المسلحين على السلطة في أغسطس/ آب 2021، "نريد أن تعيش شقيقاتنا بكرامة وأمان".

إجراءات

وينص المرسوم على أنه إذا لم تغط المرأة وجهها خارج المنزل، فسيتم زيارة والدها أو أقرب أقربائها من الذكور وسجنهم أو فصلهم من الوظائف الحكومية في نهاية المطاف.

كما ينص على أنه إذا لم يكن لدى النساء عمل مهم يجب القيام به في الخارج، فمن الأفضل لهن البقاء في المنزل. وقال السيد حنفي: "المبادئ الإسلامية والأيديولوجية الإسلامية أهم بالنسبة لنا من أي شيء آخر".
ويضيف المرسوم أن غطاء الوجه المثالي هو البرقع الأزرق الذي يظهر العينين فقط. وقال شير محمد ، مسؤول في وزارة (الرذيلة والفضيلة) الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: "من الضروري ارتداء الحجاب لجميع الأفغانيات الكرام ، وخير الحاجب هو الشادوري (البرقع من الرأس إلى أخمص القدمين) وهو جزء من تقاليدنا ومحترم".
وأضاف: "هؤلاء النساء اللواتي لم يبلغن من العمر كبير أو صغير يجب أن يغطين وجوههن، ما عدا العيون".

أسباب دينية

يشار إلى أن معظم النساء في أفغانستان يرتدين الحجاب لأسباب دينية، لكن الكثيرات في المناطق الحضرية مثل كابول لا يغطين وجوههن.
وكانت حركة طالبان قررت سابقًا عدم إعادة فتح المدارس للفتيات فوق الصف السادس (حوالي 11 عامًا)، تراجعاً عن وعد سابق. وقد حث المجتمع الدولي قادته على إعادة النظر.
وقبل استيلائها على السلطة في عام 2021، حكمت طالبان أفغانستان آخر مرة من عام 1996 حتى الغزو الذي قادته الولايات المتحدة في عام 2001، وحظرت تعليم الإناث وتوظيفهن.
وبعد الإطاحة بالنظام، سُمح للفتيات والنساء بالعودة إلى المدرسة والعمل، وجعل المجتمع الدولي تعليم الفتيات مطلبًا رئيسيًا لأي اعتراف مستقبلي بإدارة طالبان