ايلاف من لندن : انتقلت الاثنين مساعي الخروج من الانسداد السياسي في العراق والتوجه لتشكيل الحكومة الجديدة الى مدينة أربيل باجتماع لقادة تحالف "انقاذ وطن" الثلاثي الشيعي الكردي السني مع مسعود بارزاني فيما يعقد الاطار الشيعي اجتماعا مماثلا في بغداد.

فقد شهد مقر رئيس الحزب الديمقراطي مسعود بارزاني في أربيل عاصمة اقليم كردستان العراق الشمالي اجتماعا لقادة التحالف أو ممثليهم

بمشاركة رئيس تحالف السيادة السيادة خميس الخنجر الذي يضم ايضا رئيس البرلمان زعيم تحالف تقدم محمد الحلبوسي فيما مثل التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر الفائز في الانتخابات البرلمانية المبكرة الاخيرة كلا من احمد المطيري وحسن العذاري بينما مثل الحزب الكردي فاضل ميراني سكرتير المكتب السياسي للحزب وريبر احمد مرشح الديمقراطي لمنصب رئيس الجمهورية.

وقد بحث الاجتماع مصير الحكومة الجديدة ومبادرة الصدر الأخيرة بدعوته للنواب المستقلين بتشكيل الحكومة مؤكدا دعم التحالف الثلاثي لهم.

واشار مكتب بارزاني في بيان نقلته وسائل اعلام محلية اطلعت عليها "ايلاف" الى ان الاجتماع بحث مع الزعيم الكردي تطورات الوضع السياسي العراقي والاجراءات المطلوبة للخروج من حالة الانسداد السياسي الخطيرة التي تمر بها البلاد حاليا حول شكل الحكومة المقبلة وفيما اذا ستكون توافقية او حكومة أغلبية.

واكد انفتاحه على القوى السياسية التي تؤمن بتشكيل حكومة أغلبية وطنية واتفاقه على أن يأخذ مجلس النواب العراقي "دوره في تشريع القوانين التي تصب في مصلحة المواطنين، وكذلك ممارسة دوره الرقابي"..مشيراً إلى أنه "مستمر في حواراته مع المستقلين بعد المبادرة التي أطلقها التحالف".

وقال النائب في البرلمان العراقي عن الحزب الديمقراطي الكردستاني محما خليل لشبكة رووداو الإعلامية الكردية ان "الهدف من الاجتماع هو انهاء الانسداد السياسي الحاصل في العراق والتصويت على مشاريع القوانين المهمة الى جانب دعم مبادرة زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر لتشكيل الحكومة الجديدة من قبل النواب المستقلين".

وجاء الاجتماع بعد يوم من اعلان هيئة رئاسة مجلس النواب العراقي عن تمديد الفصل التشريعي الحالي للبرلمان شهرا واستئناف اجتماعاته لمدة يومين اسبوعيا بدءا من الاربعاء المقبل .

فقد قررت الهيئة تمديد الفصل التشريعي الأول/ السنة التشريعية الأولى/ الدورة الانتخابية الخامسة لمدة شهر واحد استناداً إلى أحكام المادة (58/ ثانياً) من الدستور وذلك لاستكمال عدد من التشريعات والمهام والاستحقاقات الدستورية.

كما اتفقت على عقد جلسات للمجلس يومي الأربعاء والخميس الموافقين لـ (11-12) من الشهر الحالي اذ سيتضمن جدول الأعمال القراءة الأولى لقانون تجريم التطبيع مع الكيان الصهيوني والتصويت على قانون الدعم الطارئ للأمن الغذائي والتنمية فضلاً عن استكمال تشكيل اللجان النيابية.

.. وألاطار الشيعي يبحث الانسداد السياسي

وتأتي مباحثات أربيل اليوم فيما اعلن الاطار التنسيقي للقوى الشيعية من جهته عن عقد اجتماع وصف بالمهم مساء اليوم الاثنين لمناقشة مستجدات ازمة الانسداد السياسي التي تمر بها البلاد وتقييم مواقف القوى السياسية والنواب المستقلين من المبادرة التي كان الإطار قد اعلنها مؤخرا حول اقتراحه بتشكيل النواب المستقلين للحكومة.

قادة الاطار الشيعي يبحثون مساء الاثنين 9 مايو 2022 محاولات الخروج من حالة الانسداد السياسي في العراق

ومساء الاحد، فشل اجتماع للنواب المستقلين من التوصل الى اي اتفاق حول الدعوة الموجهة لهم بتشكيل الحكومة الجديدة. وابلغ مصدر عراقي "ايلاف "الاثنين ان 46 نائبا "مستقلا" شاركوا في اجتماع عقد في بغداد وانتهى في ساعة متأخرة من الليلة الماضية لكنهم فشلوا في التوصل الى قرار من دعوة الاطار التنسيقي للقوى الشيعية وزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الذي القى بثقل التحالف الثلاثي الذي يضمه مع تحالف السيادة السني والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني خلف المستقلين لتشكيل الحكومة الجديدة.

وقال الاطار التنسيقي للقوى الشيعية انه يتنازل عن حق المكون الشيعي الاكبر الى المستقلين لتشكيل الحكومة فيما منحهم الصدر 15 يوما تنتهي في العشرين من الشهر الحالي للقيام بهذه المهمة.

وارجع المصدر فشل الاجتماع الى ان النواب المستقلين حقا من بين مجموعة المستقلين لايتعدى السبعة نواب فيما يتوزع المتبقون في مواقفهم على كل واحدة من الكتلتين الاكبرين وهو ما سيقودهم في النهاية الى العجز عن تشكيل الحكومة.

وفي الرابع من الشهر الحالي دعا الصدر الفائز في الانتخابات النواب المستقلين الى تشكيل حكومة جديدة مؤكدا دعمها من قبل تحالفه الثلاثي "انقاذ وطن " الذي يضم اكثر من 170 نائبا.

واشترط الصدر على المستقلين تشكيل حكومتهم خلال 15 يوما بعيدا عن كتلته الصدرية وعن الاطار الشيعي الذي فشل بمهمة تشكيل الحكومة ولكن بالتعاون مع سنة وأكراد التحالف الثلاثي الذي يضمه.

وجاءت دعوة الصدر هذه بعد ساعات من دعوة مماثلة للاطار الشيعي ضمن مبادرة اطلقها وهي تقترح ترشيح النواب المستقلين رئيسا للحكومة الجديدة كحل وسط مشددا على اهمية حسم موضوع الرئاسات الثلاث عبر تفاهم أبناء كل مكون فيما بينهم.

وكان الصدر قد اعلن في 31 آذار مارس الماضي منح فرصة مدتها 40 يوما للقوى الشيعية المنضوية في الإطار التنسيقي للتباحث مع الأحزاب البرلمانية باستثناء قائمته لتشكيل الحكومة والخروج من الأزمة السياسية التي تعاني منها البلاد لكن ذلك لم يحصل لحد الان وفشل الاطار الشيعي ايضا في تشكيل الحكومة.

يشار الى ان المشهد السياسي العراقي يعاني حاليا من سياسي خطير يُعرقل انتخاب رئيسي الجمهورية والحكومة بسبب الخلافات بين التحالفين السياسيين الكبريين اللذين يضم الاول منهما : تحالف "انقاذ وطن" المطالب بحكومة أغلبية والثاني : يضم القوى الشيعية ضمن الاطار التنسيقي والداعي الى حكومة توافقية كما جرت عليه العملية السياسية منذ عام 2003 والتي فشلت تجربتها في انقاذ البلاد من اوضاعها السياسية والاقتصادية والاجتماعية المتدهورة.