طوكيو: اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين أن الصين "تلعب بالنار" محذرا من ان الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان عسكريا إذا قامت بكين بغزو الجزيرة ذات الحكم الذاتي، في ثان تعهد من هذا النوع يقطعه في ثمانية أشهر.

وفي رده على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتدخل عسكريا إن حاولت الصين السيطرة على الجزيرة بالقوة، أعلن بايدن "هذا هو التعهد الذي قطعناه على أنفسنا".

وأضاف "كنا موافقين على سياسة صين واحدة (...) ولكن فكرة أن تؤخذ (تايوان) بالقوة هي بكل بساطة غير ملائمة".

وتابع الرئيس الأميركي "سيؤدي ذلك إلى اضطراب المنطقة بأسرها ويشكل عملاً مشابهًا لما حدث في أوكرانيا".

وقال بايدن إن الصينيين "يلعبون بالنار بالفعل حالياً عبر التحليق بالقرب (من تايوان) وكل المناورات التي يقومون بها".

في اليابان

أدلى الرئيس الأميركي بهذه التصريحات خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا عقب اجتماع مطول في طوكيو.

وأعلن كيشيدا من جانبه أن اليابان والولايات المتحدة "ستراقبان أنشطة البحرية الصينية مؤخرا، فضلا عن التحركات المرتبطة بالتدريبات المشتركة بين الصين وروسيا".

وقال كيشيدا "نعارض بشدة محاولات تغيير الوضع القائم بالقوة في بحر الصين الشرقي وبحر الصين الجنوبي".

وأضاف "كما اتفقنا على التعامل مع مختلف القضايا المتعلقة بالصين معًا، بما في ذلك حقوق الإنسان".

عن روسيا

وتطرق بايدن إلى روسيا أيضًا محذرا من أنها "يجب أن تدفع ثمنا طويل الأمد" بسبب "وحشيتها في أوكرانيا" من ناحية العقوبات التي تفرضها عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها.

وقال بايدن إن "الأمر لا يقتصر على أوكرانيا فقط" لأنه "إذا لم يتم الإبقاء على العقوبات على مستويات عدة، فأي إشارة سوف توجه إلى الصين حول ثمن محاولة للسيطرة على تايوان بالقوة؟".

وإذ يتوقع أن مثل هذا الغزو "لن يحدث"، إلا أنه أعلن أن الأمر سيعتمد على "مدى قدرة العالم على جعل الصين تدرك" الثمن الذي سيترتب عليها في حال الغزو.

الصين تُحذّر

ردت الصين سريعا محذرة الرئيس الأميركي من "إساءة تقدير عزيمة الشعب الصيني الحازمة وإرادته القوية في الدفاع عن السيادة الوطنية وسلام أراضي" الصين.

وقال الناطق باسم وزارة الخارجية الصينية وانغ وينبن أمام الصحافيين "نطالب الولايات المتحدة بتجنب إرسال إشارات خاطئة الى القوى الاستقلالية" في تايوان.

من جانب آخر أعلن مسؤول في البيت الأبيض أن تعليقات بايدن تتوافق مع السياسة الأميركية المعتمدة بالنسبة لتايوان.

وقال هذا المسؤول "سياستنا لم تتغير. لقد كرر تأكيد سياستنا القائمة على أساس +صين واحدة+ والتزامنا في سبيل السلام والاستقرار من جانبي مضيق تايوان".

رغم ان واشنطن تعترف دبلوماسيا منذ 1979 ببكين وليس تايبه، فان الدعم الأميركي لتايوان لم يتوقف.

من جانب آخر أراد بايدن التهدئة مع بكين في مجال التجارة بقوله إنه يعتزم رفع بعض القيود الجمركية عن الصين مشيرا إلى أنها لم تفرض من قبل إدارته.