إيلاف من بيروت: قال مدير عام الأمن العام اللبناني اللواء عباس إبراهيم الخميس إنه التقى بمسؤولي إدارة بايدن هذا الأسبوع لمناقشة السبل التي يمكنه من خلالها المساعدة في تأمين إطلاق سراح ستة أميركيين محتجزين أو مفقودين في سوريا، بمن فيهم أوستن تايس، الصحفي المستقل الذي عمل لصالح "واشنطن بوست".

وقال إبراهيم إنه تلقى دعوة إلى البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر لمناقشة مسألة الأميركيين المفقودين، وجاءت الدعوة بعد أيام قليلة من لقاء الرئيس بايدن بوالدي تايس.

استئناف الجهود

إبراهيم، الذي ساعد في تأمين الإفراج عن العديد من الرهائن في الشرق الأوسط على مدى العقد الماضي، شارك لسنوات في الجهود المبذولة لتحديد مكان تايس الذي اختفى في سوريا في عام 2012، إضافة إلى أميركيين آخرين مفقودين. وقال: "أرادوا مني أن أستأنف جهودي لحل هذه المشكلة"، في إشارة إلى اجتماعاته هذا الأسبوع مع مسؤولي البيت الأبيض.

وأكد نيد برايس، المتحدث باسم الخارجية الأميركية، الأربعاء أن إبراهيم التقى روجر كارستينز المبعوث الرئاسي الخاص لشؤون الرهائن. وقال برايس خلال إفادة صحفية: "لن نعلق على تفاصيل تلك المناقشات بخلاف إعادة التأكيد على حقيقة أنه ليس لدينا أولوية أعلى من رؤية الإفراج الآمن عن الأميركيين المحتجزين ظلمًا أو الرهائن في أي مكان حول العالم".

أضاف برايس: "بالطبع، تحدثنا عن حالة أوستن تايس، وهو أميركي انفصل عن عائلته منذ ما يقرب من 10 سنوات، وقضى ربع حياته منفصلًا عن عائلته. إنه دائمًا في قمة اهتماماتنا. الأميركيون الآخرون المحتجزون في أماكن مثل إيران وروسيا وأفغانستان وفنزويلا وأماكن أخرى هم في قمة اهتماماتنا أيضًا".

في داريا

اختفى تايس عندما حاول مغادرة بلدة داريا التي كان يسيطر عليها المتمردون خارج العاصمة السورية دمشق. كانت داريا محاصرة من القوات الحكومية في ذلك الوقت. قال أفراد عائلته مرارًا إنهم واثقون من أنه على قيد الحياة. لم تقر سوريا علانية باحتجاز تايس أو الأميركيين الآخرين، بمن في ذلك مجد كمالماز، المعالج النفسي الذي فُقد في عام 2017، وأربعة مواطنين أميركيين آخرين لا تريد أسرهم الكلام في هذه المسألة.

وقال إبراهيم، الذي التقى أيضًا مع ديبرا تايس هذا الأسبوع، إن وقتًا طويلًا مر منذ ظهور أي معلومات موثوقة حول مصير أوستن تايس، "وأريد أن أخبر الجميع أن ديبرا لن تستسلم على الإطلاق. أنا بجانبها مع ذلك. نريد إغلاق هذا الملف. الجميع حريص على ذلك".

كان هذا الأسبوع هو المرة الثانية في أقل من عامين التي يستدعى فيها البيت الأبيض إبراهيم للمساعدة في تحديد مكان المفقودين الأميركيين. وكانت رحلته السابقة، في أكتوبر 2020، تهدف إلى تعزيز المفاوضات مع النظام السوري التي أطلقها الرئيس السابق دونالد ترامب للمساعدة في تأمين الإفراج عن الأميركيين.

في وقت سابق من ذلك العام، قام اثنان من كبار المسؤولين الأميركيين، بمن فيهم كارستينز، بزيارة دمشق لإجراء محادثات سرية مع رئيس وكالة المخابرات السورية حول مصير تايس، في أول محادثات رسمية بين البلدين منذ عام 2012.

قضية إنسانية

في وقت زيارة إبراهيم في عام 2020، كان ثمة خلافات داخل إدارة ترامب حول المدى الذي ينبغي أن تذهب إليه في التعامل مع رئيس النظام السوري بشار الأسد. موضوع آخر للخلاف يتعلق بتعامل الإدارة مع إبراهيم، الذي يجعله موقعه على اتصال دائم بحزب الله الذي تصنفه الولايات المتحدة منظمة إرهابية.

رفض إبراهيم تلك المخاوف ووصفها بأنها قضايا سياسية لا ينبغي أن تعرقل عمله. وقال الخميس: "نحن نتحدث عن قضية إنسانية".

ساعد إبراهيم في تأمين إطلاق سراح الأميركي سام جودوين، الذي احتُجز عند نقطة تفتيش للحكومة السورية في عام 2019، والمواطن الكندي كريستيان باكستر، الذي عبر بشكل غير قانوني إلى سوريا من لبنان. في عام 2014، أشرف إبراهيم على إطلاق سراح مجموعة من الراهبات اختطفتهن جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة.

لم يذكر إبراهيم مع من سيلتقي في الحكومة السورية، مضيفًا أن من الأفضل أن تظل جهوده في "الظل". قال: "عندما تكون تحت دائرة الضوء، تفسد الأمور".

وأفاد مطلعون على المفاوضات بأن سوريا كانت تصر في الماضي على الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من البلاد ورفع العقوبات الأميركية كشرط لأي مناقشات أخرى حول المفقودين الأميركيين. قال إبراهيم: "لست متأكدًا مما يريده السوريون الآن".

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن "واشنطن بوست"