إيلاف من لندن: رأت أغالبية من قراء "ايلاف" شاركوا في استفتائها عن امكانية تشكيل النواب العراقيين المستقلين للحكومة العراقية الجديدة أن الفشل سيكون مصير مهمتم هذه.

فقد كان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر قد اقترح في الرابع من مايو الحالي على النواب المستقلين تشكيل الحكومة الجديدة خلال 15 يوما بعد فشل اتفاقه مع الاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران في انجاز هذه المهمة.

فشل المستقلين

لكن غالبية ساحقة من قراء "ايلاف" الذين شاركوا في استفتائها حول هذه المهمة التي اوكلت إلى النواب المستقلين رأت عجزهم عن ذلك بحيث شكلت نسبتهم 89 في المئة من مجموع عدد المشاركين في الاستفتاء.

وجاء موقف القراء هذا مدفوعا بعدة حقائق على الرغم من النواب المستقلين شكلوا مفاجأة الانتاخابات العراقية المبكرة التي جرت في 10 اكتوبر 202، حيث حصدوا اكثر اصوات الناخبين الذين منح مليونان منهم ثقتهم للمرشحين المستقلين، ما ضمن وصول 43 منهم إلى البرلمان للمرة الاولى، وهم اعضاء جدد واعتبروا احدى القوى الرئيسية او بيضة القبان في اي محاولة لتشكيل الحكومة المنتظرة منذ سبعة اشهر.

من هذه الحقائق التي ابعدت الاعتقاد بامكانية المستقلين تشكيل الحكومة الجديدة هي عدم قدرتهم على صيانة حيادهم واستقلاليتهم فتماهى قسم منهم مع تحالف القوى الشيعية فيما تجاوب القسم الاخر مع تحالف "انقاذ الوطن" الذي يضم التيار الصدري والحزب الديمقراطي الكردستاني برئاسة مسعود بارزاني وتحالف السيادة السني بزعمة خميس الخنجر الذي يضم ايضا ائتلاف تقدم بزعامة رئيس البرلمان محمد الحلبوسي.

أضافة إلى ذلك، ضربت الانقسامات والانشقاقات صفوف قوى النواب المستقلين بسبب تسلط بعض قادتهم على مواقفهم وقراراتهم وانحياز بعضهم الاخر لاحد التحالفين السياسيين الكبيرين.

احبطت هذه الاوضاع الجديدة للنواب المستقلين الرأي العام العراقي الذي كان يعول عليهم في تصحيح المسارات السياسية في البلاد خاصة وانهم فازوا باصوات الناخبين المتطلعين للتغيير والذين شاركوا في الاحتجاجات الشعبية غير المسبوقة التي تفجرت في البلاد أواخر عام 2019 .

نجاح المستقلين

اما الاقلية من القراء الذين شكلت نسبتهم 11 في المئة من مجموع عدد المشاركين في الاستفتاء والذين صوتوا لإمكانية تشكيل المستقلين للحكومة العراقية الجديدة، فلهم أسبابهم لاتخاذ موقفهم هذا.

فمنذ الاقتراح على النواب المستقلين التصدي للمهمة التي اوكلت لهم والاخذ على عاتقهم تشكيل الحكومة وهؤلاء النواب يطلقون تصريحات تدعي اقترابهم من انجاز مهمتهم وانهم نجحوا في كسب دعم قوى داخل التحالفين السياسيين الكبيرين للتقدم وتنفيذ مهمتهم حتى انهم اعلنوا شروطهم التي يجب أن تتوفر بأي مرشح لرئاسة الحكومة التي سيشكلونها.

لكن فشل التحالفين السياسيين الكبيرين في الاتفاق على تشكيل الحكومة الجديدة شكل دافعًا لهذه الشريحة من المصوتين في الاستفتاء للاعتقاد بنجاح المهمة التي تكاد تصبح مستحيلة في الوقت الراهن.

ونظرا لكل هذه التداعيات والفشل الذي يصاحب جميع القوى الفائزة في الانتخابات الاخيرة في امكانية تشكيل الحكومة، فإن عددا من النواب يستعدون للتوجه إلى المحكمة الاتحادية العليا (أعلى هيئة قضائية في البلاد) للطلب منها إصدار حكم بحل البرلمان العراقي الجديد، والتجديد عاما واحدا لحكومة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لإنجاز انتخابات جديدة، وعسى أن يقود ذلك إلى الخروج من حالة الانسداد السياسي الخطيرة التي تمر بها البلاد.