مقديشو: استغل الرئيس الصومالي المنتخب حديثا حسن شيخ محمود خطاب تنصيبه الخميس لمناشدة المغتربين الصوماليين والمجتمع الدولي المساعدة في درء المجاعة التي تهدد بلاده المنكوبة بالجفاف.

وحذرت وكالات إغاثة من مجاعة مقبلة مع تزايد حالات سوء التغذية الحاد بين الأطفال في هذه الدولة المضطربة الواقعة في القرن الأفريقي والتي تكافح موجة جفاف قياسية بعد احتباس الأمطار أربعة مواسم متتالية.

وقال محمود "هناك مخاوف من حدوث مجاعة في بعض المناطق"، مناشدا "المغتربين والعالم على اداء دور في إنقاذ شعبنا الذي تضرر من الجفاف".

مشاكل متراكمة

وأضاف "هذه الظروف نتجت من مشاكل متراكمة مثل التغير المناخي وتدمير مواردنا الاقتصادية وضعف مؤسساتنا الحكومية، لذلك ستنشئ حكومتي وكالة للأمور البيئية".

وقالت الأمم المتحدة الإثنين إن النداءات المتعددة للحصول على مساعدات للصومال مرت بدون أن يلاحظها أحد حتى الآن، علما أن نحو نصف سكان هذا البلد يعانون سوء التغذية وأكثر من 200 ألف شخص باتوا على شفير المجاعة.

كما أثرت أزمة الجفاف على اثيوبيا وكينيا جارتي الصومال اللتين كان رئيساهما من بين الزعماء الأجانب الذين حضروا مراسم التنصيب التي أقيمت الخميس في ظل إجراءات أمنية مشددة في مطار مقديشو.

وبالإضافة إلى التصدي للمجاعة التي تلوح في الأفق، يواجه محمود الذي شغل سابقا منصب الرئيس بين عامي 2012 و2017 تمردا إسلاميا داميا في بعض مناطق البلاد، ما يصعب وصول المساعدات الإنسانية.

وفي مؤشر الى التهديد المستمر، أطلق مسلحون ليلا قذائف مورتر عدة استهدفت أحياء قريبة من المطار.

شابت الولاية الأولى لمحمود، الأكاديمي وناشط السلام السابق، قضايا فساد كبيرة وفضائح واضطرابات سياسية، الامر الذي أجبر اثنين من رؤساء حكوماته الثلاث على الاستقالة، إضافة الى استقالة محافظين اثنين للبنك المركزي.

وتعهد أول زعيم صومالي يفوز بولاية رئاسية ثانية بتحويل الصومال إلى "بلد مسالم يعيش في وئام مع العالم" وإصلاح الأضرار الناجمة عن شهور من الاقتتال السياسي، سواء على المستوى التنفيذي أو بين الولايات والوسط.

التشاور والوحدة

كما تحدث بنبرة معاكسة لسلفه محمد عبدالله محمد المعروف بفرماجو والذي كان ينحو الى المواجهة، داعيا الخميس الى تعزيز "الاستقرار السياسي من خلال التشاور والدعم المتبادل والوحدة بين (...) الحكومة الفدرالية والولايات".

ورحب شركاء الصومال الدوليون بانتخاب محمود، اذ يأمل كثيرون أن يضع حدا لأزمة سياسية طويلة الأمد صرفت انتباه الحكومة عن معالجة أزمتي تمرد حركة الشباب الاسلامية والجفاف.

ونشرت بعثة الأمم المتحدة في الصومال بيانا على موقع تويتر قالت فيه إنها "تهنئ الرئيس حسن شيخ محمود بتنصيبه اليوم وتتطلع إلى العمل مع إدارته لدعم تحقيق الأولويات الوطنية".

في غضون ذلك، لم تثمر الدعوات للحصول على مساعدات دولية عن جمع سوى أقل من 20 بالمئة من الأموال اللازمة لتجنب تكرار مجاعة 2011 التي أودت ب260 ألف شخص، نصفهم من الأطفال دون السادسة.