لوس انجليس: شدّد الرئيس الأميركي جو بايدن خلال قمّة الأميركيّتَين الأربعاء في لوس أنجليس على ضرورة الدفاع عن الديموقراطيّة والتعاون من أجل تحقيق مزيد من الازدهار الاقتصادي، بينما يشهد اللقاء خلافات دبلوماسيّة عدّة.
وخلال جلسة افتتاح القمّة، وعلى وقع أغانٍ ورسائل أطفال تتعلّق بالعجائب الطبيعيّة لدول أميركا اللاتينيّة، أكّد بايدن أن الديموقراطيّة هي "المكوّن الأساس لمستقبل الأميركيّتَين".
وقال إنّ "منطقتنا كبيرة ومتنوّعة. لا نتّفق دائمًا على كلّ شيء"، مشيراً إلى أنّ الدول الديموقراطيّة بإمكانها تجاوز الخلافات "بالاحترام المتبادل والحوار".
وشدّد بايدن على وجود وحدة خلال قمة الأميركيتين في ما يتعلّق بـ"مسائل جوهريّة"، رغم انتقادات علنيّة وجّهها زعيما الأرجنتين وبِليز بسبب استبعاد ثلاثة زعماء يساريّين من القمّة.
وقال بايدن "رغم بعض الخلافات المتعلّقة بالمشاركة، فإنّه في ما يتعلّق بالأمور الجوهريّة، ما لمسته هو الوحدة والتجانس". وأشار الرئيس الديموقراطي خصوصًا إلى "اتّفاق شبه كامل" حول مواضيع مثل إدارة الهجرة ومكافحة تغيّر المناخ، داعيًا إلى مناقشة أكثر عمقًا لهذه القضايا قبل نهاية القمّة الجمعة.
"خطأ استراتيجي"
يغيب رؤساء عدد من دول في أميركا اللاتينيّة عن القمّة، بمن فيهم رئيس المكسيك ونظيره الغواتيمالي ورئيس بوليفيا ورئيس هندوراس.
وانتقد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور البيت الأبيض لعدم دعوته كوبا ونيكاراغوا وفنزويلا إلى القمّة، لذلك قرّر عدم المشاركة فيها.
وقال وزير الخارجيّة المكسيكي مارسيلو إيبرارد الذي توجّه إلى القمّة نيابة عن الرئيس المكسيكي، لنظرائه إنّ استبعاد هذه الدول الثلاث يشكل "خطأ استراتيجيًا"، مشيرًا إلى أن المكسيك ستدرس سبل إصلاح المؤسّسات الإقليميّة.
وبرّرت الولايات المتحدة قرارها بأنّه لا تزال لديها "تحفظات" بشأن "عدم توافر مجال للديموقراطية ولاحترام حقوق الإنسان" في الدول الثلاث.
وأعلن بايدن الأربعاء إطلاق "شراكة الأميركيتين للازدهار الاقتصادي" لتشجيع نمو أوسع في أميركا اللاتينية.
وأضاف الرئيس الديموقراطي "ما هو صحيح في الولايات المتحدة هو صحيح في كلّ بلد. الاقتصاد الانسيابي لا يعمل". وكان بايدن انتقد مرارا نظريّة أنّ زيادة ثروات الأغنياء ستؤدي تلقائيًا إلى إثراء جميع الفاعلين الاقتصاديين.
وتهدف قمة الأميركيّتين إلى توضيح رغبة إدارة بايدن في إحياء العلاقة مع دول أميركا اللاتينية وتجديدها في وقتٍ تستثمر الصين بكثافة في المنطقة.
قال معهد الأبحاث الأميركي "مجلس العلاقات الخارجية (كاونسل أون فورين ريليشنز) إنّ أرقامه تدلّ إلى أنّ الرئيس الصيني شي جينبينغ زار أميركا اللاتينية 11 مرّة منذ تولّيه رئاسة بلاده في 2013.
في المقابل، لم يزر بايدن أميركا اللاتينية بعد منذ تسلّمه منصبه الرئاسي في كانون الثاني/يناير 2021.
لكنّ واشنطن لا تنوي الرد على الصين بإعلانات مالية صارمة.
"تقاسم المسؤولية"
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك ساليفان "لم تعتبر الولايات المتحدة أبدًا أن امتيازاتها في العالم تقضي بجمعها مبالغ هائلة من المال العام". وأشار إلى أن الهدف الأميركي سيكون "الإفراج عن مبالغ كبيرة من التمويل الخاص".
وتطرق بايدن أيضًا إلى توقيع "إعلان لوس أنجليس" حول الهجرة المقرر الجمعة وهي قضية سياسية داخلية رئيسية بالنسبة للرئيس الأميركي.
وتحدّث عن "مقاربة متكاملة" تهدف إلى "تقاسم المسؤولية" مع وصول العديد من المهاجرين إلى الحدود الجنوبية للولايات المتحدة.
واعتبر أن المشاركين في القمّة سيقومون "بالتزام مشترك" لإيجاد "فرص للهجرة الآمنة والمنظمة" و"وقف الاتجار بالبشر".
وأعلنت نائبة الرئيس الأميركي كامالا هاريس الثلاثاء تخصيص 1,9 مليار دولار لدعم الوظائف في أميركا الوسطى على أمل خفض الهجرة.
وستكون القمة أيضًا فرصة لبايدن لإجراء محادثات ثنائية.
وسيكون أكثر لقاء منتظر هو لقاء بايدن بنظيره البرازيلي اليميني المتطرف جايير بولسونارو، وسيتحدثان عن أهمية إجراء انتخابات حرة ونزيهة في البرازيل. وأثار بولسونارو حليف الرئيس السابق دونالد ترامب شكوكا دون أدلة حول نظام التصويت الإلكتروني في البرازيل.
التعليقات