أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في خطاب ألقاه في مؤتمر اقتصادي سنوي يعقد في مدينة سانت بطرسبرغ الروسية أن روسيا تدخل نظاماً عالمياً جديداً بصفتها دولة قوية وعصرية.

وقال إنه كان "واضحاً" أن قواعد النظام العالمي الجديد ستضعها دول وصفها بأنها "قوية وذات سيادة".

وأشار بوتين إلى أن الولايات المتحدة تتظاهر بأنها لا تلاحظ وجود مراكز نفوذ قوية أخرى في العالم.

وأضاف بأن الدول الغربية ما تزال تفكر بمفاهيم القرن الماضين حيث تعامل الدول الأخرى وكأنها مستعمرات لها. وقال إنها تحاول عزل أو إلغاء الدول "الخطأ"، على حد وصفه.

"الحرب الاقتصادية"

وهاجم بوتين العقوبات المفروضة على بلاده من قبل الغرب عقب غزوها لأوكرانيا، قائلاً إنها عقوبات "مجنونة وحمقاء".

وقال إن الدول الغربية فشلت في كسر شوكة موسكو. وأضاف بأن "الحرب الاقتصادية على روسيا لم تكن لديها فرصة للنجاح منذ البداية".

وأكد بوتين في خطابه على أن العقوبات تلحق الضرر أكثر بمن فرضوها. فالاتحاد الأوروبي قد يخسر أكثر من 400 مليار دولار بسبب العقوبات المفروضة على روسيا، بحسب قوله.

ووصف الاتحاد الأوروبي بأنه خسر "سيادته السياسية" في رده على الحرب في أوكرانيا.

وأضاف أن التضخم يزداد في الدول الأوروبية وإن مظاهر عدم المساواة ستزداد نتيجة للعقوبات، مضيفاً بأن المصالح الحقيقية للشعوب الأوروبية يتم تهميشها.

أورسولا فون دير لين
Getty Images
رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دبر لين تتحدث للصحفيين عقب تقديم المفوضية آراء أعضائها في طلب عضوية أوكرانيا

وجاء خطاب بوتين بعد أن أوصت المفوضية الأوروبية بمنح أوكرانيا مكانة الدولة المرشحة لعضوية الاتحاد الأوروبي.

لكن المفوضية حذرت من أنه يتعين على أوكرانيا أن تدخل إصلاحات على قضايا سيادة القانون والأوليغارشية وحقوق الإنسان وأن تحارب الفساد.

وتطرق بوتين إلى الحرب في أوكرانيا قائلاً إن قرار روسيا بشن ما وصفه بالعملية العسكرية الخاصة كان صعباً ولكنه "فرض علينا".

وقال إن الهدف من العملية العسكرية كان توفير الحماية لـ "شعبنا" أهالي إقليم دونباس في شرقي أوكرانيا، بينما كرر اتهاماته التي لا أساس لها بأنهم "أخضعوا لعملية إبادة جماعية".

وأضاف بوتين بأن "الغرب يواصل ضخ الأسلحة لأوكرانيا، قائلاً إن "جميع أهداف العملية الخاصة سيتم تحقيقها بدون أدنى شك".

طرق جديدة لتصدير الغاز

وأشار بوتين في خطابه إلى أن روسيا ستطور كاقتصاد مفتوح ولن تمشي على طريق العزلة، على الرغم من العقوبات غير المسبوقة التي فرضها الغرب.

وقال إن بلاده ستواصل التعامل مع الشركات الغربية وإنه يأمل بأن تزداد إمدادات الغاز عبر طرق جديدة. وأكد على أن روسيا ستواصل العمل على توسيع التعاون الاقتصادي مع "أولئك الذين يرغبون بذلك".

ودعا بوتين الشركات ومصالح الأعمال الروسية إلى الاستمرار بالعمل في بلاده قائلاً: "استثمروا هنا" فهناك "فرص هائلة" في روسيا.

وأضاف موجهاً كلامه للشركات بأن "العمل أكثر أماناً في دياركم". وقال إن "أولئك الذين لم يرغبوا بالاستماع لهذا (الكلام) خسروا الملايين في الخارج".

أزمة غذاء عالمية

واشار بوتين إلى المخاوف من حدوث أزمة غذاء عالمية بسبب الحرب في أوكرانيا، زاعماً بأن روسيا قادرة على زيادة صادراتها من الحبوب والسماد بشكل كبير.

وقال إن صادرات الحبوب لوحدها قد تزيد بحوالي 50 مليون طن.

وتُعتبرُ أوكرانيا من أكبر المنتجين في العالم للحبوب إلى جانب روسيا، لكنها كانت غير قادرة على إرسال الإمدادات إلى الخارج بسبب الحصار الذي تفرضه موسكو على موانئها.

لكن بوتين نفى بأن موسكو تمنع أوكرانيا من إرسال منتجاتها إلى خارج البلاد أو أنها مسؤولة عن ارتفاع الأسعار في أسواق الحبوب العالمية.

وأضاف أن روسيا سترسل صادرات غذائية إلى أفريقيا والشرق الأوسط.

هجوم سيبراني

وكان الرئيس الروسي قد أرجأ خطابه في المؤتمر لبعض الوقت بسبب هجوم سيبراني، كما أعلن الكرملين.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف في مكالمة هاتفية مع صحافيين إن الهجوم السيبراني بدأ الخميس وأدى إلى تعطيل نظام الاعتماد والقبول الخاص بضيوف المؤتمر، الأمر الذي خلق مشاكل عديدة في الدخول إلى النظام.

وأضاف بيسكوف بأن أخصائيين عملوا على حل المشكلة وأن خطاب بوتين تم تأجيله إلى الساعة الثالثة بعد الظهر بتوقيت موسكو.