إيلاف من بيروت: من ركام الاقتصاد المنهار، وقصص ترسيم منتصف الليل، ومن قهر المنظومة وتهديدات حسن نصرالله بالويل والثبور وعظائم الأمور، ومن تحت أنقاض النفس اللبنانية، خرجت "مياس" مجللة بالذهب في عقر دار الفن الطليعي، في بيت الإمبريالية والمشروع المناهض لثقافة الموت.

لم تكن هذه المرة الأولى التي ينبهر فيها المشاهدون بما تقدمه "مياس".. لكن النظرة على وجود أفراد لجنة الحكم في America's Got Talent كانت خير دليل على أن في هذا الجزء المقهور من العالم من يغرد خارج الأسراب كلها.. من يفكر فعليًا خارج المألوف، ومن يجرؤ على مقارعة العالم.

حين مدت النجمة العالمية صوفيا فيرغارا إلى "الباز الذهبي" لتخوّل نساء "مياس" اللبنانيات الانتقال الى العرض المباشر من دون المرور في المراحل الوسيطة في المسابقة، كانت تضع توقيعها على وثيقة ترسيم الحدود االفاقعة بين ثقافتي الموت والحياة في لبنان.

إنهن 31 امرأة بثياب من ألف ليلة وليلة، تمايلن بغواية على لحن مغرق في شرقيته، ليقدمن عرضاً راقصاً لم يرَ الأميركيون مثيلًا له، فقال ذاك الحكم الصلف، سايمون كويل، إنه العرض الأجمل في هذا البرنامج على الإطلاق.

للعرب، ومنهم اللبنانيين، مثال اليوم يُحتذى في ما هو غير مطروق في العالم، ومسار صاعد نحو فضاء الغد، من دون أن يأبه سالكوه بما يريد الحرس الثوري في فيينا، ولا بما ترومه الممانعة المجررة أذيال خيباتها الفظيعة. فأهلًا بكم ومرحبًا في المستقبل الزاهر.