ايلاف من لندن : فيما يواجه العراق غدا الجمعة عاصفة رملية شديدة فقد اعلن عن مشروع دولي لخمس سنوات بكلفة 3.3 مليار دولار لمواجهة تغير المناخ وشح المياه فيما حذرت الامم المتحدة من ارتفاع مقلق بدرجات الحرارة في البلاد.

فقد أعلنت الحكومة الكندية دعمها لمشروع العمل المناخي التحفيزي في العراق بـكلفة 3.3 مليارات دولار لحل مشكلة التغير المناخي وتخفيف شح المياه وقال سفيرها في العراق جريجوري جاليجان في كلمة اثناء حفل اطلاق مشروع تحفيز العمل المناخي في العراق إن "الحكومة الكندية تعمل بالتعاون مع برنامج الامم المتحدة الانمائي وحكومة العراق والمملكة المتحدة لدعم مبادرات التغيير المناخي".. مبينا أن "كندا تساهم في هذا المشروع ضمن برنامج المياه العابر للحدود لزيادة سعة العراق وقدرته".

وأضاف السفير الكندي ان "المشروع يدعم حكومة العراق في مجال المياه وتحديات الجفاف".. مشيرا في كلمته التي بثتها وكالة الانباء العراقية الرسمية وتابعتها "ايلاف" الى ان "هذا يسمح لحكومة كندا بدعم هذه المشاريع من خلال توفير 3.3 مليارات دولار على مدى 5 سنوات وكذلك حل مشكلة المياه في العراق والتغير المناخي والتطور الاقتصادي".

شح المياه في العراق بلغ 75 في المئة

وشدد السفير على ضرورة "ادارة ملف المياه لتلبية هذه الاحتياجات وكذلك قلة المياه التي تؤدي الى الهجرة وخاصة لسكان الاهوار الى المناطق الحضرية".. موضحا أن "نسبة انخفاض المياه في العراق بلغت 75%".

وأكد أن "الكثير من السكان واجهوا بعض التعقيدات الصحية وضعف التنفس بسبب تصاعد الغبار منوها الى ان هذه الامور تؤثر بشكل فعال وكبير على النساء والاطفال".. لافتا الى أن "هذا المشروع يوفر الفرصة للعراقيين رجالا ونساء لتطبيق الحلول الكفيلة بتخفيف حدة التغير المناخي وشح المياه تحديدا".

أضاف أن "هذا المشروع يوفر فرصة للعمل مع الشركاء الدوليين والمحليين لانجاز الاهداف المشتركة لاستدامة المناخ والبيئة".. مشددا على ضرورة بدء العمل من الان لمواجهة التغير المناخي وضمان ستمرار تدفق المياه في نهري دجلة والفرات عبر الاجيال .

تحذير أممي من ارتفاع مقلق قادم لدرجات الحرارة

حذّر برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق من ارتفاع مقلق بدرجات الحرارة في العراق خلال السنوات العشر المقبلة.

وقالت الممثل المقيم للبرنامج زينة علي أحمد للوكالة الرسمية إن "العراق الذي يعانى من الحرارة الشديدة والتصحر والعواصف الرملية والجفاف، يوجد موقعه الجغرافي ضمن أكثر البلدان عرضة لتأثرات التغير المناخي حيث تشير التوقعات إلى زيادة مفترضة لدرجات الحرارة خلال العشر سنوات المقبلة بشكل مقلق للغاية حيث الارتفاع في متوسط درجات الحرارة الحالية فوق 50 درجة مئوية خلال فصل الصيف، إضافة إلى موجات من الجفاف وانخفاض هطول الأمطار في السنة وزيادة شح المياه مما أثر على صحة الناس وسبل العيش وحماية النظم البيئية".

وأضافت أحمد أن "تغير المناخ حاليا يشكل تحدياً أساسياً للتقدم التنموي الذي تم إحرازه في العراق على مدى عقود مضت لمكافحة التغير المناخي في العراق، ومنها انضمامه الى أكثر من 190 دولة وشريكاً عالمياً لالتزامهم الموحد بتقليل الاحتباس الحراري والذي سيكون بمثابة ميثاق للسياسات الشاملة للدولة لاتخاذ إجراءات مناخية فعالة، إضافة إلى وضع استراتيجيات مختلفة للتخفيف من التغير المناخ والتكييف معها، مثل الاستراتيجية الوطنية البيئية واستراتيجية التنوع البايولوجي واستراتيجية الحد من الكوارث التي تجري صياغتها حالياً".

مشاريع أممية للتخفيف من التغير المناخي

واوضحت ان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي يعمل على حشد الموارد وتقديم التقنيات لدعم مكافحة التغير المناخي "برزمة من التدخلات والمشاريع الداعمة منها ما يتعلق بالتدريب ورفع القدرات وتوفيرها، إضافة إلى إعادة تأهيل البنى التحتية الموازية خاصة في المحافظات المحررة ومحافظات الجنوب".

وقالت ان البرنامج اطلق اليوم مع وزارة البيئة وبدعم سخي من المملكة المتحدة وكندا مشروع تحفيز العمل المناخي في العراق، والذي يشكل خطوة مهمة في رحلة تعزيز قدرة العراق على التخفيف من التغير المناخي والتكييف مع آثاره، من خلال إدارة الموارد الطبيعية بشكل فعال وتطوير مصادر الطاقة المتجددة وزيادة القدرة على التكيف مع المصادر الناتجة من تغير المناخ".

دعم المفاوضات حول المياه العابرة للحدود

أشارت الخبيرة الاممية إلى أن "المشروع الذي انطلق اليوم والذي يمتد لمدة عامين يركز على مجالات رئيسة تهدف إلى التحول في الطاقة وتدعم المفاوضات الدبلوماسية بخصوص المياه العابرة للحدود وإدارة المياه والتأهب للجفاف مع إعطاء الأولوية للمناطق الجغرافية والقطاعات وأفراد المجتمع الأكثر هشاشة".

وأوضحت أحمد أن "رحلة مكافحة التغيير المناخي لا يمكن أن تنجح من دون إشراك جميع المكونات المجتمعية حيث "سوف يسعى المشروع إلى إشراك المنظمات غير الحكومية والمجتمع المدني بما في ذلك الأوساط الأكاديمية ووسائل الإعلام ومجموعات الشباب والهيئات النسوية وغيرها من المجموعات لإحداث تغيير حقيقي في العمل المناخي في العراق".

يشار الى ان العراق يواجه غدا الجمعة عاصفة رملية جديدة هي العاشرة منذ منتصف شهر نيسان أبريل الماضي فيما تكررت في الشهرين الأخيرين العواصف الترابية بشكل غير مسبوق في العراق حيث يعزوها الخبراء إلى التغير المناخي وقلة الأمطار والتصحر.

ويعد العراق من الدول الخمس الأكثر عرضة لتغير المناخ والتصحر في العالم خصوصا بسبب تزايد الجفاف مع ارتفاع درجات الحرارة التي تتجاوز لأيام من فصل الصيف خمسين درجة مئوية وسط تحذيرات من تزايد العواصف الرملية.. خصوصا بعد ارتفاع عدد الأيام المغبرة إلى "272 يوما في السنة لفترة عقدين" مع توقعات بأن تصل إلى 300 يوم مغبر في السنة عام 2050 .