إيلاف من بيروت: مرجح أن تستمر حرب دونباس الروسية خلال الصيف. فقد أكدت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية الاثنين أن قوات الرئيس فولوديمير زيلينسكي انسحبت من ليسيتشانسك. ذكرت هيئة الأركان العامة أنه في مواجهة تفوق روسيا 'في المدفعية والطيران والصواريخ والذخيرة والأفراد'، فإن 'استمرار الدفاع عن المدينة سيؤدي إلى عواقب وخيمة'. وتابع المتحدث باسم هيئة الأركان العامة: 'سنعود وسننتصر بالتأكيد!'

مع ذلك، من شبه المؤكد أنهم مخطئون. حان الوقت لمواجهة واقع لا مفر منه: في جميع الاحتمالات، ستستمر القوات المسلحة الأوكرانية في تكبد الخسارة بعد الخسارة، مع تسليم المزيد من الأراضي للروس. إذا استمرت كييف والغرب في تجاهل الواقع القتالي فترة كافية، قد تتعرض أوكرانيا لهزيمة عسكرية صريحة. مع ذلك، بناءً على التصريحات العلنية لكبار قادة كييف وواشنطن، قد يُسامح المرء إذا اعتقد أن أوكرانيا تنتصر بالفعل.

قال الجنرال الأميركي المتقاعد بن هودجز في أواخر يونيو إنه 'مقتنع بأن الجيش الأوكراني سيكون قادرًا على إعادة الروس إلى مواقعهم في 24 فبراير بحلول نهاية هذا العام'. الجمعة الماضي، كرر زيلينسكي أن القوات المسلحة الأوكرانية ستواصل القتال، قائلًا إن خطوة بخطوة، 'سنطرد [روسيا] من بحرنا وأرضنا وسمائنا'.

لكن هذا يخالف ما يحدث في ساحة المعركة.

إنه الوهم

على الرغم مما يقوله الرئيس الأوكراني والجنرال الأميركي، لا أساس عسكرياً لدعم الأمل في فوز أوكرانيا في حربها. لننظر إلى الوضع الذي حدث في الجزء الشرقي من البلاد. في بداية معركة دونباس منتصف أبريل، بدأت روسيا متفوقة في القوى العاملة والدبابات وناقلات الأفراد والمدفعية والصواريخ والطيران. استغلت روسيا مزاياها خلال الشهرين الماضيين لطحن المقاومين الأوكرانيين. يصف الكثيرون في الغرب التقدم الذي أحرزته روسيا بأنه 'ضئيل' و 'متثاقل'، لكن عند النظر إليه بمرور الوقت، يجب أن تكون المصطلحات الأكثر دقة: منهجية روسية لا هوادة فيها.

منذ أبريل، استولت روسيا على البلدات والمدن الرئيسية مثل إيزيوم، وروبيزني، وكريمينا، وبوبوسنا، وزولوتو، وسيفيرودونتسك، واعتبارًا من الأحد، ليسيتشانسك. مع ذلك، من بعض النواحي، لم تكن أكبر انتكاسة لأوكرانيا هي خسارة الأراضي بقدر ما كانت خسارة أفضل قواتها تدريبًا وخبرة. كانت روسيا تقتل ما يصل إلى 1000 جندي أوكراني في اليوم في دونباس. تشير التقارير إلى أن القوات الأوكرانية أخلت سيفيرودونيتسك وليسيتشانسك بقوارب مطاطية. نظرًا إلى أن هيئة الأركان العامة الأوكرانية تأخرت في إصدار أمر الإخلاء، غادرت قواتها من دون معداتها تاركة كميات كبيرة من الدبابات وناقلات الأفراد، والأهم من ذلك، قطع المدفعية.

لم يكن إجمالي مجموع الأسلحة الثقيلة التي سلمها الغرب أو وعد به أوكرانيا سوى نسبة صغيرة مما هو مطلوب فعلًا، ولن يكون كافيًا على الأرجح لتعويض الخسائر الكبيرة التي تكبدتها أوكرانيا في هزائمها الأخيرة، ناهيك عن تمكين هجوم مضاد في غضون أسابيع من الآن. اعترف مسؤول عسكري أوكراني كبير أنه حتى قبل الهزيمة المزدوجة في سيفيرودونيتسك وليسيشانسك، فقد الجيش الأوكراني ما يقرب من 50 في المئة من مخزوناته من الأسلحة الثقيلة قبل الحرب. حتى وصول عدد قليل من قاذفات الصواريخ الغربية الحديثة لن يقترب من تعويض هذه الخسائر.

تفوق روسي

في غضون ذلك، تكبدت روسيا خسائر فادحة في معركة دونباس، لكن من المحتمل أن تكون بمعدل أقل لسببين رئيسيين: أولًا، تعلموا من الانهيارات الأولية للغزو في فبراير حيث حققوا تقدمًا واسع النطاق باستخدام الدروع التي لم تكن مدعومة بشكل كافٍ. الآن، تعطي روسيا الأولوية للقصف المكثف والصواريخ والضربات الجوية ولا تجلب القوات البرية إلا لقتال القوات الأوكرانية عندما يعتقد القادة الروس أن عدوهم قد سقط على الأرض بشكل كافٍ. ثانيًا، تتمتع روسيا بميزة 10 إلى 1 على الأقل في ذخيرة المدفعية والصواريخ – وتفوق دراماتيكي في الطلعات الجوية فوق نهر دونباس - وقوات الكرملين قادرة على ضرب القوات الأوكرانية بكثافة نارية أكبر.

ذكرت نيويورك تايمز الثلاثاء أن 'حرب المدفعية في شرق أوكرانيا بلا نهاية'، مشيرة إلى أن القصف مستمر - جرح وقتل ودفع الجنود إلى الجنون ببطء في الخنادق.

أثبت هذا التفوق الروسي أنه حاسم في السماح لقوات بوتين بالسيطرة على مساحات شاسعة من الأراضي الأوكرانية في دونباس. مع ذلك، مهم الاعتراف بأن هذا التفوق لا يزال موجودًا. يبدو أن مجموعة سلافيانسك / كراماتورسك للقوات الأوكرانية هي التالية في خط إطلاق النار الروسي، حيث يتعرض كلاهما بالفعل للقصف بلا هوادة. تشير الأسس العسكرية بقوة إلى أن القوات الروسية ستستمر في توجهها المنهجي غربًا.

فكرة أنه بحلول الشهر المقبل يمكن الجيش الأوكراني وقف هجوم موسكو ثم شن هجومه المضاد ليس لها أساس واقعي. لذلك حان الوقت للنظر في ما لا يمكن تصوره: قد لا تكون أوكرانيا قادرة على وقف الهجوم الروسي، ويمكن أن تخسر الحرب.

لا أرض مقابل السلام

تقول أعداد هائلة من المواطنين الأوكرانيين لمنظمي استطلاعات الرأي إنهم لا يريدون أن يتبادل زيلينسكي الأرض مقابل السلام. هذا الشعور مفهوم بالتأكيد. إن أي شعب وقع ضحية غزو غير مبرر سيكره فكرة تسليم أي من أرضه للمعتدي. لكن على القيادة في كييف وداعميها الغربيين أن يواجهوا الآن الحقائق المروعة بأن الدبلوماسية والتسوية التفاوضية قد تكون السبيل الوحيد لمنع سقوط المزيد من الأراضي الأوكرانية في أيدي روسيا.

اليوم، لا تزال كييف تسيطر على خاركيف وأوديسا، وأجزاء كبيرة من منطقة دونيتسك. مع ذلك، إذا استمر القتال، من المحتمل أنه بحلول نهاية الصيف، يمكن أن تقع بعض أو كل هذه الأراضي في يد روسيا. بقدر ما قد يكون من المؤلم أن تتفاوض كييف مع روسيا وهي في وضعها الحالي السيئ، فقد تثبت أنها أفضل فرصة لأوكرانيا للحفاظ على سيطرتها على غالبية أراضيها على المدى الطويل.

لا أحد يستطيع اتخاذ مثل هذا الخيار سوى الشعب والحكومة الأوكرانيين، لكن الحقيقة القاسية هي أنه كلما استمر القتال، زاد احتمال أن توسع روسيا سيطرتها على الأراضي الأوكرانية.

أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن موقع "1945"