الأمم المتحدة (الولايات المتحدة): استخدمت روسيا حق النقض الجمعة خلال تصويت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار قدمته النروج وايرلندا لتمديد آلية ايصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود لسوريا بدون موافقة دمشق لعام واحد، ولم تقبل موسكو سوى تمديد لستة أشهر.

تنتهي صلاحية التفويض الأحد، ما يمنح الاعضاء الـ15 في مجلس الامن بعض الوقت للتوصل الى اتفاق. وافاد دبلوماسيون فرانس برس أن الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس والمؤيدين لتمديد لعام واحد سيطرحون تمديدا لتسعة أشهر في محاولة لإنهاء المواجهة بين موسكو والدول الغربية.

وقال السفير الفرنسي في الامم المتحدة نيكولا دو ريفيير "لن نستسلم"، مؤكدا أن المفاوضات مستمرة.

لكن روسيا اعلنت الجمعة انها لا تؤيد تمديدا وسطيا. وقال مساعد السفير الروسي دميتري بوليانسكي للصحافيين إن "ستة اشهر لا تعني لا شيء"، ملمحا الى أن موسكو لن توافق على اي نص آخر لا يتضمن تمديدا لستة أشهر.

والآلية الاممية سارية منذ عام 2014 وتسمح بنقل مساعدات عبر معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية لأكثر من 2,4 مليون نسمة في منطقة إدلب (شمال غرب) الخاضعة لسيطرة جماعات جهادية ومعارضة.

الصين

وأيدت 13 دولة من أصل 15 هي أعضاء في مجلس الامن مشروع القرار. واختارت الصين هذه المرة الامتناع عن التصويت بعد مجاراتها روسيا في الماضي لجهة استخدام حق النقض، الامر الذي رحب به الغربيون.

واعتبر دميتري بوليانسكي أن "المشروع يشكل تحديا لسيادة دمشق"، مبديا أسفه ل"تعنت" الدول الغربية وإصرارها على تمديد آلية المساعدات لعام.

وأسفت سفيرة الولايات المتحدة في الامم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد للموقف الروسي. وقالت أن المشروع هو "نص تسووي" اقترحته النروج وايرلندا، موضحة أن ستة اشهر لا تكفي لضمان ايصال مساعدة جدية للسكان ومؤكدة أن الامر يتطلب "جدولا زمنيا واضحا".

وتم رفض مشروع القرار الروسي في عملية تصويت ثانية. وصوتت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا ضد المشروع فيما امتنع الاعضاء العشرة غير الدائمين عن التصويت. وحظي النص بتأييد عضوين فقط هما روسيا والصين.

ويتطلب إمرار النص موافقة تسعة اعضاء على الاقل من أصل 15 من دون أن يلجأ أي من الاعضاء الخمسة الدائمين الى حق النقض، أي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين.

وباسم الاعضاء العشرة غير الدائمين في المجلس، اعلنت كينيا قبل التصويت أن هذه المجموعة "تؤيد" تمديد آلية المساعدات لاثني عشر شهرا.

ومنذ الاربعاء، يخوض الاعضاء ال15 في المجلس مفاوضات متواصلة في محاولة لتجاوز مأزق الفترتين الزمنيتين المتباينتين بين الغربيين وروسيا، ولكن من دون جدوى.

واعقبت مشاورات جديدة مغلقة عملية التصويت. وقال دبلوماسي لم يشأ كشف هويته لفرانس برس إنها قد تستمر خلال نهاية الاسبوع.

الفيتو الـ17

وعمدت موسكو في الأعوام الأخيرة الى استخدام حق النقض مرارا في ما يتعلق بالازمة السورية. وفيتو الجمعة هو السابع عشر الذي تلجأ اليه منذ اندلاع الحرب في سوريا في 2011.

ومارست عشرات المنظمات غير الحكومية ومسؤولون كبار في الأمم المتحدة ضغوطا في الاسابيع الاخيرة على أعضاء مجلس الأمن لتمديد آلية ايصال المساعدات عبر الحدود لعام اضافي.

واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش الجمعة أن "الفيتو الروسي المشين ضد المساعدة عبر الحدود في شمال غرب سوريا يظهر أن ازدراء المسؤولين الروس بالحياة الانسانية يمكن أن يبلغ مستوى قياسيا جديدا"، داعية مجلس الامن الى بذل جهود إضافية لبلوغ اتفاق.

من جهتها، قالت منظمة "سيف ذي تشيلدرن" "لا تخطئوا. إن رفض المجلس تمديد" آلية ايصال المساعدات "يعرض حياة مئات آلاف الاطفال للخطر، اطفال لم يعيشوا سوى النزاعات والعيش في مخيمات".