جدة: أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن والبيت الأبيض الجمعة أنّ قوة حفظ السلام ستُغادر بحلول نهاية العام الحالي جزيرة تيران الاستراتيجيّة الواقعة في البحر الأحمر والتي انتقلت السيادة عليها مع جزيرة أُخرى من مصر إلى السعوديّة.

وقال بايدن في كلمة خلال زيارته إلى جدّة بعد لقائه مسؤولين سعوديّين إنّ "قوّات حفظ السلام الدوليّة بما فيها القوّات الأميركيّة ستغادر جزيرة تيران في البحر الأحمر حيث كانت منذ أكثر من 40 عامًا".

وأوضح البيت الأبيض من جهته في بيان أنّ الانسحاب سيتمّ في نهاية العام.

ورَفع العلم السعودي فوق تيران وصنافير القريبة مرهون بموافقة إسرائيل لأنّهما جزء من اتّفاقات سلام مبرمة بين الدولة العبريّة ومصر.

وأوضح بيان البيت الأبيض أنّه "تمّ التوصّل إلى ترتيبات لسحب قوّات حفظ السلام التابعة للقوّة المتعدّدة الجنسيّات وتطوير هذه المنطقة (...) من أجل السياحة والتنمية". وأضاف "رحّب الرئيس بايدن بهذا الترتيب الذي تمّ التفاوض عليه على مدى أشهر عدّة وأخذ في الاعتبار مصالح جميع الأطراف، بما في ذلك إسرائيل".

وتابع "وافقت المملكة العربيّة السعوديّة على احترام جميع الالتزامات والإجراءات القائمة في المنطقة والاستمرار فيها" والتي نصّت أساسًا على اعتبار الجزيرَتين جزءًا من منطقة لا توجَد فيها قوّات عسكريّة وتنتشر فيها قوّة حفظ السلام المتعدّدة الجنسيّات.

تبعد جزيرة تيران البالغة مساحتها 61,5 كلم مربّعًا قرابة ستّة كيلومترات عن الساحل الشرقي لشبه جزيرة سيناء حيث تقع مدينة شرم الشيخ السياحيّة، عند مدخل خليج العقبة. أمّا صنافير الممتدّة على مساحة 33 كلم مربّعًا، فتقع على بُعد 2,5 كلم شرقا.

وتتحكم الجزيرتان بمضيق تيران الذي يسمح بالوصول إلى ميناءي إيلات الإسرائيلي والعقبة الأردني من البحر الأحمر.

كانت الجزيرتان غير المأهولتين تحت سيطرة مصر منذ 1950 واحتلّتهما إسرائيل أثناء حرب السويس التي خاضتها ضدّ مصر مع فرنسا وبريطانيا في 1956.

وشكّلت الجزيرتان الشرارة التي أشعلت الحرب العربيّة-الإسرائيليّة في 1967 عندما أعلنت مصر نشر قوّاتها فيهما وإغلاق مضيق تيران.

واستعادت مصر السيطرة على الجزيرتين عام 1982 بموجب معاهدة السلام المصريّة-الإسرائيليّة الموقّعة في 1979 والتي نصّت على اعتبار الجزيرتَين جزءًا من منطقة لا توجد فيها قوّات عسكريّة إنّما قوّات شرطة فحسب وتنتشر فيها قوّة حفظ سلام متعدّدة الجنسيّات.

وقُتل خمسة أميركيّين على جزيرة تيران عام 2020 في حادث تحطّم مروحيّة.

وأبرمت القاهرة والرياض في الثامن من نيسان/أبريل 2016 اتّفاقيّة لترسيم الحدود نصّت على انتقال تبعيّة تيران وصنافير إلى السعوديّة بعد جدل قانوني واسع في مصر وغضب وتظاهرات احتجاجيّة صغيرة قُمِعت فورًا.

وانتقال السيادة على الجزيرتَين إلى السعوديّة مرهون فعليًا بموافقة إسرائيل لأنّهما جزء من اتّفاقيّات السلام المبرمة مع مصر. وأعلنت الدولة العبريّة قبل أيّام أنّه "ليس لديها اعتراض" على تسليمهما إلى المملكة.