إيلاف من لندن: في مهمة وساطة بين التيار الصدري والإطار الشيعي فقد اجتمعت الممثلة الأممية في العراق الجمعة مع الصدر بعد يومين من لقائها العامري .. فيما طالب خطيب الجمعة الموحدة الصدري العراقيين الى ثورة على الفساد.
وعقب لقائها مع زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في النجف (160 كم جنوب بغداد) الجمعة أكدت مبعوثة الأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت أن اللقاء كان إيجابياً.
وأضافت في تصريحات الى الصحافيين تابعتها "ايلاف" ان اللقاء الذي جمعها مع الصدر شهد بحث أهمية إيجاد حل للأزمة السياسية الراهنة .
وعما إذا كانت هناك رسالة مهمة من الصدر أو بوادر مبادرة سياسية اشارت بلاسخارت الى أن "الصدر سيقول ما في جعبته لاحقاً".
وجاء اجتماع بلاسخارت مع الصدرر بعد يومين من اجتماعها في بغداد الاربعاء مع رئيس تحالف الفتح هادي العامري القيادي في الاطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لإيران حيث بحثت معه آخر تطورات الوضع السياسي في البلاد.
بلاسخارت مجتمعة مع الصدر الجمعة 5 أغسطس 2022 بمقره في مدينة النجف الجنوبية (مكتب الصدر)
كما ناقشا "سبل معالجة الانسداد الحاصل وضرورة استمرار الحوارات والتفاهمات للوصول الى نتائج واقعية مقبولة تعتمد الأطر الدستورية" كما قال مكتب العامري .. مضيفاً أنه "تمت كذلك مناقشة ملف القصف التركي والتجاوزات التي تحدث من قبل الاتراك على الحدود العراقية".
من جانبها أكدت بلاسخارت "على ضرورة استقرار الوضع السياسي في العراق والوصول الى حلول مشتركة ترضي جميع الأطراف".
واليوم كشف مصدر سياسي أن العامري يعتزم زيارة الصدر في مقر الأخير بمنطقة الحنانة في مدينة النجف يرافقه رئيس حركة عطاء ضمن الإطار فالح الفياض خلال الساعات المقبلة حيث أوكل الإطار التنسيقي الى العامري مهمة التفاوض مع الصدر.
وكانت بعثة الامم المتحدة في العراق قد اعتبرت أن الحوار الهادف بين جميع الأطراف العراقية أصبح الآن أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى حيث أظهرت الأحداث الأخيرة خطر التصعيد السريع في هذا المناخ السياسي المتوتر فيما كان لفشل الأحزاب في الامتثال الدستوري واحترام مؤسسات الدولة تأثير سلبي واضح على ثقة الجمهور.
وحذرت في بيان تابعته "إيلاف" من أن دولة العراق تسيطر عليها المصالح المتنافسة مما يؤدي الى مزيد من عدم الاستقرار مع دفع الشعب الثمن مرحبة بالدعوات الأخيرة لإجراء حوار وطني يحقق اتفاقاً على الحلول دون تأخير.
ودعت بعثة الأمم المتحدة أصحاب المصلحة السياسيين أن يتحملوا مسؤولياتهم وأن يتصرفوا لما فيه المصلحة الوطنية حيث تقف الأمم المتحدة للدعم والمساعدة".
ثورة على الفساد
وفي خطبة الجمعة لآلاف المصلين في الصلاة الشيعية السنية الموحدة التي شهدتها ساحة الاحتفالات الكبرى بوسط المنطقة الخضراء فقد دعا خطيبها مهند الموسوي الشعب العراقي الى الثورة على الفساد ودعم الإصلاح.
وقال الموسوي في خطبته أن الشعب العراقي فقد الثقة بالسياسيين كما أن فساد السياسيين أدى الى رفض المرجعية الدينية مقابلتهم جميعاً. وأضاف "إن العراق أسير الفساد والفاسدين وتصدر دول العالم بذلك بسبب أداء الحكومات السابقة والأحزاب السياسية المتسلطة".
وأشار إلى أن كل من سمع داعية الإصلاح ولم ينصرها فسيكون أسير المليشيات والفقر والذل.
وتم أداء الصلاة وسط إجراءات أمنية مشددة في ساحة التحرير ومحيطها والمؤدية الى الخضراء عبر جسر الجمهورية إضافة إلى الشوارع المؤدية إلى المنطقة.
رئيسه يؤيد حل البرلمان
وفي تطور جديد فقد أعلن رئيس مجلس النواب العراقي محمد الحلبوسي الجمعة تأييده لاجراء انتخابات مبكرة.
وقال الحلبوسي في تغريدة على "تويتر" تابعتها "ايلاف" إن "مجلس النواب ممثل الشعب ،وتلك الجماهير التي احتشدت هي جزء من كيانه وضميره، والتي لا يمكن بأي حال إغفال إرادتها في انتخابات مبكرة التي دعا السيد مقتدى الصدر".
وأضاف "نؤيد المضي في انتخابات نيابية ومحلية خلال مدة زمنية متفق عليها للشروع مجدداً بالمسيرة الديمقراطية تحت سقف الدستور والتفاهم بما ينسجم مع المصلحة الوطنية العليا للبلاد".
وكان الآلاف من أنصار التيار الصدري قد تدفقوا منذ صباح اليوم على ساحة الاحتفالات حيث شاركوا في الصلاة بدعوة من الصدر الذي لا يزال رغم انسحابه من البرلمان مؤثراً إلى درجة كبيرة في العملية السياسية ومسار تشكيل حكومة جديدة.
وبفوزه بـ73 نائباً، كان الصدر يريد تشكيل حكومة أغلبية بالتحالف مع كتل سنية وكردية، فيما أراد خصومه في الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لايران تشكيل حكومة توافقية. إلا أن الصدر قرر سحب نوابه من البرلمان في حزيران/يونيو الماضي في خطوة تهدف إلى زيادة الضغط على خصومه السياسيين. وبانسحاب نواب الكتلة الصدرية، بات للإطار التنسيقي العدد الأكبر من المقاعد في البرلمان العراقي.
التعليقات