إيلاف من الرباط: أظهرت معطيات صادرة عن المندوبية السامية للتخطيط بالمغرب أن أكثر من ربع الشباب المغاربة، الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 (1,5 مليون شاب) لا يعملون ولا يدرسون ولا يتابعون أي تكوين، مع إشارتها إلى أن "قرابة 3 من كل 10 عاطلين عن العمل هم من الشباب".
وأوضحت المندوبية، في مذكرة إخبارية بمناسبة اليوم العالمي للشباب، أن الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 سنة يمثلون 16.2 بالمائة من سكان المغرب خلال سنة 2021، حيث يصل عددهم 5.9 ملايين شخص؛ 50.9 بالمائة منهم ذكور، و59.9 بالمائة يقطنون بالوسط الحضري، و56.6 بالمائة منهم تتراوح أعمارهم بين 15 و19سنة. كما أن أكثر من 6 شبان من بين كل 10 (64.6 بالمائة) لديهم شهادة متوسطة، 20.6 بالمائة لديهم شهادة ذات مستوى عال و14.8 بالمائة ليس لديهم أية شهادة.

نشاط وتشغيل الشباب
أظهرت معطيات المندوبية أنه من بين 5,9 مليون شاب، 16.3 بالمائة هم نشيطون مشتغلون (962 ألف شاب)، 7.6 بالمائة عاطلون عن العمل (448 ألف شاب)، في حين أن 76.1 بالمائة منهم خارج سوق الشغل، حيث إن أكثر من ثلاثة أرباع الشباب خارج سوق الشغل (75.5 بالمائة) هم تلاميذ أو طلاب و21.1 بالمائة ربات بيوت.
ولاحظت المندوبية أن فئة الشباب تتميز بضعف المشاركة في سوق الشغل، حيث إن معدل نشاطهم يصل 23.9 بالمائة مقابل 45.3 بالمائة بالنسبة لمجموع السكان. ويبلغ هذا المعدل 28.9 بالمائة بالوسط القروي مقابل 20.6 بالمائة بالوسط الحضري. كما أن معدل نشاط الشباب الذكور (35.4 بالمائة) أعلى بثلاث مرات من نظيره لدى الإناث (12.1 بالمائة).
وزادت المندوبية أن الانخفاض في معدل النشاط يتجلى بشكل أكبر بين الشباب خلال السنوات الخمس الماضية، حيث انخفض هذا المعدل ب 4,3 نقطة مقابل 1,4 نقطة لدى مجموع السكان في سن النشاط (15 سنة فأكثر).

جودة الشغل لدى الشباب
أظهرت معطيات المندوبية أن الشباب النشيطون المشتغلون يوجدون أكثر في قطاع الفلاحة والغابات والصيد بنسبة 43.6 بالمائة، متبوعا بقطاع الخدمات بنسبة 32.8 بالمائة ثم قطاع الصناعة بنسبة 12.9 بالمائة. فيما يشتغل قرابة نصف الشباب النشيطون المشتغلون كمستأجرين (48,6 بالمائة). ويبقى العمل بأجر أكثر انتشارا بين النساء الشابات النشيطات المشتغلات بالوسط الحضري بنسبة 86 بالمائة مقابل 65,2 بالمائة لدى نظرائهن من الرجال. في حين يمثل الشغل الذاتي 9,6 بالمائة بين الشباب النشيطين المشتغلين، وتصل هذه النسبة 11 بالمائة بين الرجال مقابل 4.1 بالمائة بين النساء. وتبلغ نسبة المساعدين العائليين 37.3 بالمائة من مجموع الشباب النشيطين المشتغلين، لتصل أعلى مستوى لها في صفوف الشابات النشيطات بالوسط القروي 82.6 بالمائة.

بطالة الشباب
اشارت مذكرة المندوبية الى أن قرابة ثلاثة أرباع الشباب العاطلون عن العمل تقطن بالوسط الحضري، 67.3 بالمائة منهم ذكور و90.1 بالمائة حاصلون على شهادة دراسية .
وبلغ معدل البطالة، على المستوى الوطني، 31.8 بالمائة في صفوف الشباب بين 15 و24 سنة مقابل 13.7 بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و44 سنة و3.8 بالمائة بالنسبة للأشخاص الذين البالغين 45 سنة أو أكثر. وحسب مستوى الشهادة، بلغ معدل البطالة لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 سنة والحاصلين على شهادة ذات مستوى عال 61,2 بالمائة، و30.4 بالمائة لدى حاملي شهادة ذات مستوى متوسط، و12.9 بالمائة لدى الشباب من دون شهادة.
وتتجلى بطالة الشباب بشكل أكبر بالوسط الحضري وبين النساء الشابات، حيث يبلغ هذا المعدل ذروته 46.7 بالمائة بالوسط الحضري مقابل 15.9 بالمائة بالوسط القروي ويفوق المعدل لدى الشابات نظيره لدى الرجال ب 13 نقطة.
وأشارت المندوبية إلى أن ارتفاع معدل البطالة، خلال السنوات الأخيرة، يبقى ملحوظا لدى الشباب، حيث ارتفع هذا المعدل ما بين سنتي 2019 و2021 ب 6,9 نقطة مقابل 3,1 نقطة لدى مجموع السكان النشيطين.
وشددت المندوبية على أن البطالة لدى الشباب هي بطالة طويلة الأمد، مشيرة إلى أن 70.4 بالمائة من الشباب العاطلين هم في وضعية بحث عن شغل منذ سنة أو أكثر وحوالي ثلاثة أرباع الشباب في وضعية بطالة لم يسبق لهم أن اشتغلوا.