إيلاف من لندن: بعد يوم من دعوته الى اتفاق عراقي بانسحاب جميع القوى والرموز التي حكمت منذ 2003 من العملية السياسية فقد أفصح زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر عما أسماه بالعراق الجديد الذي يسعى اليه.
وتحت عنوان "تعالو الى #عراق_جديد" فقد أفصح صالح محمد العراقي المتحدث باسم الصدر عن مواصفات زعيم التيار الصدري وأنصاره لما قال انه "العراق الجديد" الذي يردونه لكنه لم يشر الى وسائل وكيفية تحقيق مثل هذا العراق المثالي.
وأشار العراقي الذي يوصف بانه وزير الصدر الى أن "العراق الجديد" الذي يتطلع اليه التيار يجب أن يكون "لا تبعية فيه.. ولا ملــيشــيات فيه.. ولا احـتــلال فيه.. ولا إرهـــاب فيه.. ولا فســـاد فيه.. ولا مــخــدرات فيه.. ولا ســلاح منفلت فيه.. ولا أحزاب مجرّبة فيه.. ولا مجرّب يجرّب فيه.. ولا دولة عميقة فيه".. في إشارة الى خصم الصدر رئيس ائتلاف دولة القانون القيادي في الإطار التنسيقي للقوى الشيعية الموالية لإيران نوري المالكي الذي يتهمه الصدر بقيادة دولة عميقة تنشر الفساد.

لا طائفية ولا محاصصة ولا اقتتال
وأضاف أن العراق الجديد يجب أن "يخلو من الطائفية والمحاصصة.. ولا جــريــمة فيه.. ولا عــنف فيه.. ولا اقــتتال فيه.. ولا تمسّك بالسلطة فيه.. ولا وباء فيه.. ولا فقر فيه.. ولا بطالة فيه.. ولا غلاء فيه.. ولا تهــريب فيه.. ولا جفاف فيه.. ولا فاحـشة فيه".
وشدد على أن هذا العراق الجديد يجب أن يسود فيه "قانون يُعمل به.. وفيه أخوّة تسود.. وفيه المواطن مكرّم.. وفيه الأقلّيات تكرم.. وفيه قضاء نزيه.. وفيه علاقات مع الخارج متوازنة.. وفيه سلام يسود.. وفيه جيش يحمي.. وفيه شعب يُخدم.. وفيه حكومة تَخدِم.. وفيه ولاء للوطن.. وفيه العشائر تتآخى.. وفيه حدود تصان.. وفيه الكرامة لا تهان".
وأشار الى أن العراق الموعود يجب ان تكون فيه "المرأة مصانة.. وفيه الشباب يعين ويعان.. وفيه تحترم الأديان.. وفيه تسلم العقائد.. وفيه تصاغ الأفكار.. فيه الزراعة والصناعة تزدهر.. وفيه الإعمار مستمر.. وفيه العملة والإقتصاد أقوى.. وفيه الموازنة مقرّة.. وفيه الطاعة لله محبوبة .. وفيه العصيان لله منبوذ.. وفيه الولاء للوطن مطلوب".

دعوة لانقلاب "أبيض"
وجاءت مواصفات الصدر هذه للعراق الذي يريده بعد يوم من إعلانه السبت اقتراح بأن تتخلى جميع الأحزاب على الساحة السياسية منذ سقوط النظام السابق عام 2003 بما في ذلك تياره عن المناصب الحكومية التي تشغلها للسماح بإيجاد حل.
وفيما اعتبر مراقبون للأوضاع العراقية اقتراح الصدر بأنه "انقلاب أبيض" على الواقع السياسي وقواه ورموزه فقد تضمن اقتراحه الذي جاء في تغريدة على "تويتر" تابعتها "إيلاف" قائلاً أن "هناك ما هو أهمّ من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة".. وهو "الأهم" وهو انسحاب جميع الأحزاب والشخصيات التي حكمت البلاد " منذ الاحتلال الاميركي عام 2003 وإلى يومنا هذا بما فيهم التيار الصدري بزعامته من العملية السياسية وتخليها عن مناصبها الحكومية.
وأضاف "أنا على استعداد وخلال مدة أقصاها 72 ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك" مشيراً الى أن "إذا لم يتحقق ذلك فلا مجال للإصلاح". وعلى الفور رفض الإطار التنسيقي للقوى الشيعية مقترح الصدر وعلق أحد قادته مستهزءاً بالقول "ومن أين سنأتي بسياسيين يحكمون العراق.. هل من الفضاء".
ويواجه العراق حالة خطيرة من الانسداد السياسي منذ انتخابات العاشر من تشرين الأول/أكتوبر عام 2021 حيث لا رئيس جديد للبلاد ولا رئيس حكومة جديد ولا حكومة.
ويطالب التيار الصدري بحل البرلمان وإجراء انتخابات تشريعية مبكرة فيما يريد خصمه الإطار التنسيقي الشيعي الموالي لايران إجراء هذه الانتخابات لكن بشروط مطالباً بتشكيل حكومة قبل إجراء الانتخابات.
وأطلق رئيس الوزراء الحالي مصطفى الكاظمي مؤخراً "حواراً وطنياً" لمحاولة إخراج العراق من المأزق لكن ممثلي التيار الصدري وزعيمهم قاطعوا هذه المبادرة واعتبروا أنها لم "تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع" مما اضطره الى إلغاء جلسة ثانية من الحوار كانت مقررة الخميس الماضي لكنه أعلن أمس أنه سيعمل على تطوير هذه المبادرة بما يكفل نجاحها.