إيلاف من لندن: دعا الإطار الشيعي المجتمع الدولي الثلاثاء لموقف ضد الصدر، فيما لمّح إلى امكانية انهاء الاعتصام والتظاهر لأنصاره بينما حذّر الرئيس صالح من الانزلاق لمتاهاتٍ خطيرة وبدأ القضاء التحقيق مع قادة عسكريين لتهاونهم في الاعتصام امام مقره.
وأكد الاطار التنسيقي للقوى الشيعية العراقية ادانته الكاملة لما وصفه بالتجاوز الخطير على المؤسسة القضائية وتهديدات التصفية الجسدية ضد رئيس المحكمة الاتحادية العليا.
ودعا الإطار في بيان حصلت "ايلاف" على نصه "جميع القوى السياسية الوطنية المحترمة وكذلك الفعاليات المجتمعية الى عدم السكوت بل المبادرة الى ادانة هذا التعدي".
أنصار الصدر يرفعون مطاليبهم الثلاثاء 23 اغسطس 2022 خلال اعتصامهم امام مبنى المجلس الاعلى للقضاء وسط بغداد (اعلام محلي)
وأكد رفضه "استقبال أي رسالة من التيار الصدري أو أية دعوة للحوار المباشر الا بعد ان يعلن عن تراجعه عن احتلال مؤسسات الدولة الدستورية والعودة الى صف القوى التي تؤمن بالحلول السلمية الديمقراطية".
وحمل الإطار التنسيقي "الحكومة كامل المسؤولية للحفاظ على ممتلكات الدولة وارواح الموظفين والمسؤولين خصوصاً السلطة القضائية التي تعتبر الصمام الوحيد الذي بقي للعراق نتيجة تسلط قوى خارجة عن الدولة على المؤسسات وفرض ارادتها خارج سلطان الدولة".
ودعا "الشعب العراقي بكامل شرائحه الى الاستعداد العالي والجهوزية التامة للخطوة المقبلة التي يجب ان يقول الشعب فيها قوله ضد مختطفي الدولة لاستعادة هيبتها وسلطانها" في اشارة الى امكانية تحرك الاطار ضد التيار الصدري.
وطالب الاطار التنسيقي المجتمع الدولي الى بيان "موقفه الواضح" امام ما وصفه بالتعدي الخطير على المؤسسات الدستورية وفي مقدمتها السلطة القضائية والمؤسسة التشريعية" في اشارة الى بدء اعتصام انصار التيار الصدري اليوم امام مبنى المجلس اعلاغلى للقضاء العراقي في المنطقة الخضراء وسط بغداد ما دفعه الى تعليق اعماله في انحاء البلاد احتجاجا.
هل يعلّق الصدر التظاهرات والاعتصامات؟
واليوم اشار صالح محمد العراقي المتحدث باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الى امكانية انهاء الاعتصامات والتظاهرات الاحتجاجية التي ينظمها انصاره منذ نهاية الشهر الماضي مطالبين بحل البرلمان.
وقال العراقي الذي يوصف بوزير الصدر في تغريدة تابعتها "ايلاف" انه "ما إن تشتدّ حدّة الاحتجاجات ضدّ الفاسدين.. فإنهم يسارعون مستنجدين بسماحته، لكن سماحته (اعزه الله) ومنذ يومين قرر عدم التدخل مطلقاً".
وأضاف أنه "لإستمرار (ثورة عاشوراء) على عفويتها.. فإن سماحته قد يأمر مستقبلاً بتعليق عمل اللجنة المشرفة على الاحتجاجات (جزاهم الله خير جزاء المحسنين) مقابل تعليق القضاء والمحاكم عملها".
تغريدة المتحدث باسم الصدر عن امكانية انهاء اعتصامات وتظاهرات انصار التيار الصدري (تويتر)
وأكد العراقي أن "من المعيب أن يعلّق القضاء والمحاكم العمل من أجل إنهاء ثــورة إصلاحية ولا تعلّق أعمالها من أجل استنكار فساد مستشرٍ إذا لم تستطع محاكمة الفاسدين من جميع الأطراف".
وختم بالقول "أن "القرار قرار الشعب فإلى ذلك نسترعي انتباهكم".
الأمم المتحدة لضرورة استمرار عمل المؤسسات العراقية
ومن جانبها أكدت بعثة الأمم المتحدة في العراق "يونامي" اليوم على ضرورة استمرار عمل مؤسسات الدولة دون "عائق" تعليقا على اعتصام الصدريين امام مبنى المجلس الاعلى للقضاء العراقي.
وقالت البعثة على موقعها الالكتروني في منشور تابعته "ايلاف" إن "الحق في الاحتجاج السلمي عنصر أساسي من عناصر الديمقراطية. ولا يقل أهمية عن ذلك التأكيد على الامتثال الدستوري واحترام مؤسسات الدولة".
وشددت على ضرورة ضمان استمرار عمل "مؤسسات الدولة دون عوائق لخدمة الشعب العراقي بما في ذلك مجلس القضاء الأعلى".
الاعتقال لقياديين صدريين والتحقيق مع قادة عسكريين
وعلى الصعيد نفسه أصدرت محكمة تحقيق الكرخ في بغداد الثلاثاء مذكرة قبض ضد النائبين المستقيلين القياديين في التيار الصدري صباح الساعدي وغايب العميري وكذلك العضو الصدري محمد الساعدي ومنعهم من السفر وحجز أموالهم .
وقال مجلس القضاء العراقي الاعلى في بيان تابعته "ايلاف" ان "محكمة تحقيق الكرخ تصدر مذكرة قبض بحق صباح الساعدي عن جريمة تهديد القضاء" .
وكان الساعدي قال في تغريدة على "تويتر" انه لم تكن (المسافة واحدة) يوما في ااشرة الى القاء العراقيملمحا الى انحيازه الى جهات سياسية بعينها ضد اخرى.
وأضاف انه "لم تكن (المسافة واحدة) يوما فالشعب الثائر قياسه (الحق) واحزاب الفساد قياسها (الباطل) والذي يساوي بينهما (میزان حكمه) مختل).. خاتما تغريدته بالقول "مستمرون، لن نتراجع، ثورة محرم تتجدد".
كما اصدر مجلس القضاء الاعلى امر قبض بحق النائب المستقيل عن التيار الصدري غايب العميري بتهمة التحريض على قتل القضاة.
واوضح المجلس ان "محكمة تحقيق الكرخ اصدرت مذكرة قبض بحق المدعو غايب العميري عن جريمة التحريض على قتل القضاة وتمنع سفره وتطلب من الاجهزة الامنية سرعة تنفيذه".
جاء ذلك على اثر تغريدة متداولة قال عنها العميري إنها "مزورة" في حين اكد مدونون نشر التغريدة على منصة تويتر الا انها سرعان ما تم حذفها.
ومن جانبه كشف المرصد العراقي لحقوق الإنسان الثلاثاء عن اتخاذ محكمة تحقيق الكرخ الأولى في بغدادإجراءات قانونية بحق قائد الفرقة الخاصة وآمر لواء 56، على خلفية الأحداث أمام مبنى مجلس القضاء.
وقال مدير المرصد مصطفى سعدون في تغريدة على تويتر اطلعت عليها "ايلاف" ان "محكمة تحقيق الكرخ الأولى تتخذ إجراءات قانونية بحق الفريق حامد مهدي عبدالعزيز قائد القرقة الخاصة والعميد عمار عبدالزهرى آمر لواء 56، لإخلالهما بواجبات وظيفتهما بالسماح لجهات بمحاصرة مبنى مجلس القضاء".
الرئيس العراقي يحذر من متاهات مجهولة
وومن جانبه حذر الرئيس العراقي برهم صالح اليوم من الانزلاق نحو متاهات مجهولة وخطيرة.
وقال صالح في بيان تابعته "ايلاف" إن "تطورات الأحداث في البلد تستدعي من الجميع التزام التهدئة وتغليب لغة الحواروضمان عدم انزلاقها نحو متاهات مجهولة وخطيرة يكون الجميع خاسراً فيها، وتفتح الباب أمام المُتربصين لاستغلال كل ثغرة ومشكلة داخل بلدنا".
واشار الى إن التظاهر السلمي والتعبير عن الرأي حق مكفول دستورياً، ولكن تعطيل عمل المؤسسة القضائية أمر خطير يهدد البلد وينبغي العمل على حماية المؤسسة القضائية وهيبتها واستقلالها، وأن يكون التعامل مع المطالب وفق الأطر القانونية والدستورية".
واعتبر الرئيس العراقي ان البلد يمر بظرف دقيق يستوجب توحيد الصف والحفاظ على المسار الديمقراطي السلمي الذي ضحى من أجله شعبنا، ولا ينبغي التفريط بها بأي ثمن، والعمل على تجنّب أي تصعيد قد يمس السلم والأمن المجتمعيين.
وفي وقت سابق اليوم قطع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي زيارته إلى مصر وعاد إلى بغداد لمتابعة تطورات الاوضاع محذرا من أن تعطيل عمل المؤسسة القضائية يعرض البلاد إلى مخاطر حقيقية.
واشار مكتب الكاظمي الى انه قد عاد إلى بغداد "إثر تطورات الأحداث الجارية في البلد ولأجل المتابعة المباشرة لأداء واجبات القوات الأمنية في حماية مؤسسات القضاء والدولة".
وحذر من أن "تعطيل عمل المؤسسة القضائية يعرض البلد إلى مخاطر حقيقية"، مؤكداً أن "حق التظاهر مكفول وفق الدستور، مع ضرورة احترام مؤسسات الدولة للاستمرار بأعمالها في خدمة الشعب".
وطالب الكاظمي "جميع القوى السياسية بالتهدئة، واستثمار فرصة الحوار الوطني؛ للخروج بالبلد من أزمته الحالية"، داعيا إلى "اجتماع فوري لقيادات القوى السياسية؛ من أجل تفعيل إجراءات الحوار الوطني، ونزع فتيل الأزمة".
وصباح اليوم اعتصم المئات من انصار التيار الصدري امام مبنى المجلس الاعلى للقضاء في المنطقة الخضراء وسط بغداد حاملين شعارات تطالب بتنفيذ دعوة زعيمهم مقتدى الصدر لحل البرلمان واجراء انتخابات تشريعية مبكرة في العراق.
التعليقات