إيلاف من لندن: باشر رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي فور وصوله الأربعاء الى مدينة كربلاء الجنوبية بالإشراف على تنفيذ الخطط الأمنية والخدمية لمشاركة أكثر من 10 ملايين عراقي وأجنبي في مراسم أربعينية الإمام الحسين هناك.
فقد وصل الكاظمي إلى مدينة كربلاء (110 كم جنوب بغداد) اليوم يرافقه وزير الداخلية عثمان الغانمي وقادة عسكريين كما قال مكتبه الإعلامي في بيان تابعته "ايلاف" حيث باشر بمتابعة تنفيذ الخطط الأمنية والخدمية الواسعة لزيارة أربعينية الإمام الحسين التي تحل الجمعة المقبل.

وترأس الكاظمي حال وصوله اجتماعاً موسعاً ضم مسؤولي الدوائر والتشكيلات الأمنية والخدمية في محافظة كربلاء بحضور عدد من وزراء الوزارات الأمنية والخدمية. وقدم في بداية كلمة "أحر التعازي بمناسبة ذكرى أربعينية الإمام الحسين (ع)، وأهل بيته وأصحابه حيث نستلهم من ذكرى عاشوراء الإمام الحسين (ع) وأربعينيته الكثير من العبر والقيم التي عمل عليها الإمام الحسين (ع) في الثبات والصبر وتحمّل المسؤولية لأجل الأهداف السامية، وهو خدمة الإنسان والإنسانية وخدمة الإسلام".

وخاطب المشاركين في الاجتماع قائلا "أحببت أن أكون قريباً منكم اليوم، وأستمع للتحديات التي تواجهونها، وبوجود السيد وزير الداخلية والسادة الوزراء المسؤولين عن الخدمات، والسيد المحافظ، وكذلك القادة الميدانيين".

وأضاف "نقف اليوم من موقع المسؤولية، في توفير كل متطلبات حماية الزائرين، وتقديم الخدمات، وكذلك تقديم أنصع صورة لكرم وضيافة العراقيين لزوار أبي عبد الله الحسين (ع)، والمطلوب منّا كيف نتعاون في توفير أفضل الخدمات لغاية نهاية الزيارة".
وشدد بالقول "نحن جاهزون لتذليل العقبات في كل ما يخص تسهيل هذه المهمة، لقد وفرنا الأموال رغم غياب الموازنة ووفرنا الجهد الأمني مع وجود تحديات سياسية وأمنية في بغداد وباقي المحافظات".

تحديات
وأكد الكاظمي انه يدرك أن هناك تحدياً في موضوع الكهرباء بسبب الأحمال الكبيرة، إلّا أن الوزارة تقوم بجهد استثنائي وأنا بخدمتكم في أي ملاحظة لتذليل أي عقبة تواجهكم".
ونوه الى ان "كربلاء تستقبل عدداً كبيراً من الزائرين، في هذه الزيارة، وكذلك في العاشر من محرم، ومع كل هذا فإن البنى التحتية في محافظاتنا وفي عموم العراق غير متوفرة بشكل كامل، لكن تعاون الناس والمؤسسات والمحافظة والعتبات المقدسة تقوم بدور كبير لتذليل العقبات".
واشار قائلا "نتمنى لو كانت لدينا ظروف أفضل من هذه، أن نقدم الخدمات بشكل أفضل وأنتم تعرفون ظروف هذه الحكومة وكيف أتت، ولغاية اللحظة ومنذ 28 شهراً كان لدينا موازنة فقط لستة شهورومع ذلك سرنا إلى الأمام، وعبرنا الجراح، وتحملنا فقط من أجل خدمة شعبنا وكذلك الزائرين".
واضاف قائلا "لدينا تحديات نحوّلها إلى فرص نجاح عن طريق تقييم الأخطاء والتجارب الماضية كي نتلافاها في المستقبل، ونحوّل هذه الزيارة إلى جزء من تراثنا وتأريخنا وتوفير أفضل الخدمات ليس للزائرين فقط إنما للمناطق التي يمر بها الزائرون، في الشوارع، والطرق، وتوفير الكهرباء".
واضاف الكاظمي "أتمنى في المستقبل أن تكون ظروفنا أفضل؛ كي نقوم بواجبنا التأريخي في خدمة زوّار أبي عبد الله الحسين (ع)، وكذلك تقديم الخدمات لجميع المواطنين بصرف النظر عن مناسبات الزيارات لكن
بتعاوننا جميعاً وبصبرنا وتلافي أي صدام أو تطورات سياسية سلبية سيمكن في المستقبل بناء ظروف أفضل من الظرف الحالي.

الجهد الامني
واشار الكاظمي الى ان الجهد الأمني قام بجهد طيب.. وقال "قواتنا الأمنية والحشد الشعبي وأجهزة الشرطة وكذلك الوزارات الخدمية وكذلك العاملين في المنافذ الحدودية قدموا جهوداً مضاعفة في استقبال الأعداد الكبيرة من الزائرين.
وثمن رئيس الوزراء العراقي جهود الاجهزة الأمنية "التي تعمل على أكثر من جبهة، في محاربة داعش، وتوفير الأمن مع الوضع السياسي الاستثنائي في العراق، وكذلك لزوّار أبي عبد الله الحسين".

دعم جوي واستخباري
ومن جانبها أعلنت قيادة عمليات عن مشاركة 5 آلاف عنصر استخباري وقال قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم للوكالة الرسمية أن
القيادة باشرت بتنفيذ خطة حماية الزوار المشاركين منذ العاشر من الشهر الحالي من خلال تأمين طرقهم الى كربلاء سيراً على الأقدام أو بواسطة العجلات والقطار الناقل للزوار من بغداد.
وأشار الى تنفيذ خطة مراقبة من قبل الأجهزة الاستخبارية بمشاركة اكثر من 5 آلاف عنصر استخباري يرتدون الزي المدني إضافة الى دور قيادة طيران الجيش وقيادة القوة الجوية في تقديم اسناد للقطعات الأرضية من استطلاع المسلح وغير المسلح وكذلك هناك توقيتات لطلعات جوية وتخصيص طائرات لإسناد القطعات.
المناسبة الدينية الأكبر
وتعتبر مناسبة أربعينية الإمام الحسين من أهم المناسبات لدى المسلمين الشيعة إذ يتوافد الملايين من جميع أنحاء العالم إلى مدينة كربلاء حيث مرقد الامام الحسين.


حشود من المشاركين في مراسم أربعينية الإمام الحسين في كربلاء الأربعاء 14 سبتمبر 2022 (العتبة العباسية)

واستقبلت المدينة في مناسبة العام الحالي مشاركين في المراسم من 80 دولة حيث يتوقع أن يصل عددهم مع العراقيين الى أكثر من 10 ملايين شخص.
واليوم قال وزير الخارجية الإيراني أحمد وحيدي أن أكثر من 5 ملايين ايراني قد دخلوا الى العراق للمشاركة في الأربعينية.. فيما أعلنت محافظات الجنوب معظم أيام الأسبوع الحالي عطلة رسمية كما قرر الكاظمي اعتبار الأحد المقبل عطلة عامة في البلاد.
يشار الى أن المسلمين الشيعة يحيون ذكرى الزيارة الأربعينية للامام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد أربعين يوماً على عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين مع رهط من أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من شهر محرم عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي حيث تصادف أربعينية هذا العام الجمعة المقبل السابع عشر من الشهر الحالي.