ايلاف من لندن: شهدت بغداد الاربعاء مباحثات عراقية - أممية حول انهاء حالة الانسداد السياسي في العراق، فيما عبرت ايران عن ارتياحها لحكمة حكومة العراق في معالجة الازمة.

وبحث رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم مع الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين بلاسخارت تطورات الأوضاع السياسية في العراق وحالة الانسداد السياسي التي يشهدها البلد والجهود المبذولة من قبل الحكومة في احتواء الأزمة وحماية السلم الأهلي في البلاد.

وأكد الاجتماع على أهمية دعم مبادرة الحوار الوطني التي يرعاها الكاظمي وشهدت جلستي مناقشات لقادة القوى السياسية في البلاد قبل ايام واعتماد منهج الحوار بوصفه السبيل الوحيد للخروج من الأزمة السياسية الحالية والضامن لأمن العراق واستقرار الساحة المحلية وبما يلبي مطالب المواطنين وطموحاتهم في حياة آمنة وكريمة.

كما تم بحث تعزيز آليات التعاون بين العراق وبعثة الأمم المتحدة في مختلف الملفات التي تدعم الاستقرار والسلم المجتمعي في العراق.

وكانت جلسة الحوار الثانية التي شهدتها بغداد الاثنين الماضي قد شددت على ضرورة منع التصعيد والعنف وطالبت الصدر بالانخراط في مناقشة القضايا الخلافية وشكلت فريق عمل يُعد خارطة طريق لحل الازمة السياسية لكنها انعقدت بمقاطعة التيار الصدري ومشاركة القوى السياسية الاخرى.

وقرر المجتمعون تشكيل فريق فني من مختلف القوى السياسية؛ لتنضيج الرؤى والأفكار المشتركة حول خارطة الطريق للحل الوطني، وتقريب وجهات النظر؛ بغية الوصول إلى انتخابات مبكرة، وتحقيق متطلباتها بمراجعة قانون الانتخابات، وإعادة النظر في المفوضية.

يذكر ان العراق يشهد ازمة سياسية خطيرة منذ الانتخابات المبكرة التي جرت في تشرين الاول اكتوبر 2021 وفاز فيها التيار الصدري بزعامة مقتدى الصدر وأفرزت خسارة قاسية للقوى الموالية لايران التي لجأت الى عرقلة انعقاد جلسات البرلمان لانتخاب رئيس للبلاد يرشح رئيسا لحكومة جديدة ما اثار غضب الصدر الذي سحب في 12 حزيران يونيو الماضي نوابه من البرلمان وهو ما قاد الى تصاعد الخلافات بين الجانبين وتفجرها عنفا بين مسلحيهما في اشتباكات دامية شهدتها المنطقة الخضراء وسط العاصمة مطلع الاسبوع الماضي وأوقعت 30 قتيلا إضافة الى 700 مصابا غالبيتهم من القوات الامنية .

ايران مرتاحة لحكمة بغداد في معالجة الأزمة السياسية

من جهتها عبرت ايران عن ارتياحها لحكمة وعقلانية الحكومة العراقية في معالجة الازمة السياسية في بلدها.

وخلال تلقي رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي اليوم اتصالاً هاتفياً من نائب الرئيس الإيراني محمد مخبر فقد أكد الاخير أهمية مبادرة الحوار الوطني وجهود الحكومة العراقية في تقريب وجهات النظر .. مشيداً بمنهج الحكمة والعقلانية التي تنتهجها في معالجة الأزمة السياسية في بلدها.

وتم خلال الاتصال التباحث في تطوير العلاقات بين البلدين والسبل الكفيلة بتعزيزها وبما يصب في مصلحة شعبيهما الجارين وكذلك مناقشة أهم الملفات ذات الاهتمام المشترك كما قال المكتب الاعلامي لرئاسة الحكومة العراقية تابعته "ايلاف".

ايرانيون يدخلون العراق للمشاركة في اربعينية الامام الحسين في كربلاء في 17 من الشهر الحالي

وتطرق الاتصال ايضا إلى جهود الحكومة العراقية بمختلف مؤسساتها في تقديم التسهيلات والحماية الأمنية لجميع الزائرين الذين يحيون أربعينية الإمام الحسين في مدينة كربلاء.

واثر ذلك تم الاعلان في طهران عن توجه وزير الداخلية الايراني أحمد وحيدي الى العراق الاربعاء لإجراء محادثات مع المسؤولين العراقيين لحل المشاكل التي يواجهها بعض الزوار الايرانيين وتسهيل عملية دخولهم الاراضي العراقية.

وامس الثلاثاء كشفت هيئة المنافذ الحدودية العراقية عن دخول أكثر من 173 ألف زائر أجنبي الى البلاد براً وجواً للمشاركة في الزيارة الأربعينية التي تصادف السابع عشر من الشهر الحالي.

من جانبها اعلنت وزارة النقل العراقية ان خطتها لزيارة الاربعين تركز على مشاركة 20 قطاراً لنقل المشاركين فيها.

وقال مدير عام شركة سكك حديد العراق طالب جواد الحسيني ان شركته تعمل على تأمين وسائل نقل الزوار من مختلف المحافظات التي تمر فيها قطارات السكك الحديد. وقال أن عدد القطارات المشاركة في نقل الزوار بلغت 20 قطاراً بعضها فرنسي والأخرى صيني وتركي وهي حديثة تم تأهيلها من الكوادر الفنية والهندسية التابعة لشركة العامة للسكك .

وفي ايران أعلن وزير الصحة بهرام عين اللهي إنشاء بلاده 8 مستشفيات ميدانية ونشر 2000 فريق صحي في المناطق الحدودية مع العراق لرعاية زوار الأربعين .

واشار الوزير الى نشر 7 مروحيات طوارئ و 200 سيارة إسعاف و 35 حافلة إسعاف و 20 سيارة نقل و 8 مستشفيات وعيادات ميدانية للرعاية الصحية وعلاج الزوار في مناطق مختلفة من الحدود".

وأكد الوزير اللهي إرسال قوافل للصحة والعلاج إلى منافذ ايران الحدودية الثمانية مع العراق وهي تضم 1000 فني طبي للطوارئ و 2000 فريق صحي .

يذكر ان المسلمين الشيعة يحيون ذكرى الزيارة الاربعينية للامام الحسين بن علي بن أبي طالب بعد أربعين يوماً على عاشوراء ذكرى مقتل الإمام الحسين مع رهط من أهل بيته وأصحابه في واقعة الطف على أيدي جيش الخليفة الأموي يزيد بن معاوية في العاشر من شهر محرم عام 61 للهجرة الموافق 680 ميلادي حيث تصادف أربعينية هذا العام السابع عشر من الشهر الحالي.