وافق القائد العسكري لبوركينا فاسو، الذي اُنقلب عليه الجمعة الماضية، رسميا على التنحي بحسب زعماء دينيين ومحليين.

وذكروا أن النقيب إبراهيم تراوري، الذي أعلن نفسه زعيما للبلاد، قبل استقالة المُقَدم بول-هنري داميبا والشروط التي وضعها.

وجاء الإعلان في أعقاب هجمات على مؤسسات فرنسية، بعدما ورد أن داميبا كان يتحصن في قاعدة عسكرية فرنسية. وأشارت تقارير غير مؤكدة أنه موجود في توغو.

وتخوض روسيا وفرنسا معركة تفوذ في المستعمرات الفرنسية السابقة في غرب وشرق أفريقيا.

ورفع الموالون للقائد العسكري الجديد، إبراهيم تراوري، أعلام روسيا ورددوا شعارات موالية لموسكو، الأحد.

والقائد العسكري الجديد يعتبر فرنسا القوة الاستعمارية السابقة حليفا للرجل الذي أطاح به، وتحدث عن استعداده للعمل مع شركاء جدد لمحاربة المتشددين الإسلاميين، ويعتقد المحللون أن ذلك قد يعني توظيف مرتزقة روس.

ورحب رئيس جماعة فاغنر الروسية للمرتزقة، يفغيني بريغوجين، بالاستيلاء على السلطة.

أنصار الانقلاب في بوركينا وعلم روسيا
Getty Images
رفع أنصار الانقلاب العسكري في بوركينا علم روسيا

ويقول الخبراء إن بوركينا فاسو تسيطر على 60 في المئة من أراضيها، والعنف الناجم عن الجماعات المتشددة فيها يتفاقم.

وطالب الاتحاد الأفريقي بإعادة النظام الدستوري بحلول يوليو /تموز 2023 على أبعد تقدير، واتفق مع المجموعة الإقليمية الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) على أن الإطاحة بالمقدم داميبا "غير دستورية".

لكن إيكواس أشادت منذ ذلك الحين بـ "الأحزاب المختلفة في بوركينا فاسو لموافقتها على تسوية سلمية لخلافاتها"، حيث انتهت أيام من الصراع على السلطة دون إراقة دماء.

ولم يصدر أي بيان من قبل المُقَدم داميبا مباشرة.

لكن زعماء دينيين ومجتمعيين قالوا إن داميبا نفسه قدم استقالته "من أجل تجنب المواجهات ذات العواقب البشرية والمادية الخطيرة"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.

وقالوا إن داميبا وضع سبعة شروط للتنحي، بما في ذلك ضمان أمنه، والاتفاق على مواصلة جهود المصالحة الوطنية والاحترام المستمر لضمان العودة إلى الحكم المدني في غضون عامين.

وكان القائد العسكري المخلوع قد أطاح بنفسه بالرئيس روش كابوري في يناير /كانون الثاني، قائلا إنه فشل في التعامل مع العنف الإسلامي المتزايد.

ولم يشعر العديد من المواطنين في بوركينا فاسو بالأمان لبعض الوقت.

واندلع عنف الجماعات الإسلامية المتشددة في البلاد في عام 2015، مما أسفر عن مقتل الآلاف وإجبار ما يقدر بنحو مليوني شخص على ترك منازلهم.

وهذا هو الانقلاب التاسع لبوركينا فاسو منذ الاستقلال عن فرنسا عام 1960.