طهران: أعلن مسؤول قضائي إيراني أن التحقيقات الأولية تؤشر الى أن الشابة سارينا اسماعيل زاده قضت "انتحاراً"، وذلك بعد تقارير خارج البلاد عن وفاتها على هامش مشاركتها في احتجاجات تشهدها الجمهورية الإسلامية.

ونشر موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية ليل الخميس، ما قال إنها ايضاحات من حسين فاضلي هرينكدي، المدعي العام لمحافظة ألبرز، بشأن ما أوردته "وسائل إعلام معادية" عن "مقتل فتاة من (مدينة) كرج اسمها سارينا اسماعيل زاده على يد قوات الأمن خلال التجمعات".

تشهد إيران منذ ثلاثة أسابيع احتجاجات إثر وفاة الشابة مهسا أميني في 16 أيلول/سبتمبر، بعد توقيفها من قبل شرطة الأخلاق في طهران لعدم التزامها قواعد اللباس الإسلامي. وأدت الاحتجاجات التي شارك فيها طلاب جامعات وتلامذة، الى مقتل العشرات بينهم عناصر من قوات الأمن.

حادثة اسماعيل

وأوردت منظمة العفو الدولية ومقرها لندن، أن سارينا اسماعيل زاده توفيت في 23 أيلول/سبتمبر جراء تعرضها "للضرب بهراوات على الرأس" في مدينة كرج، مركز محافظة ألبرز غرب طهران.

ونقل "ميزان أونلاين" عن فاضلي هرينكدي قوله إنه بعيد منتصف ليل 23-24 أيلول/سبتمبر "أفادت الشرطة المحلية القاضي المناوب بقضية سقوط (شخص) من مكان مرتفع".

وأضاف "تبيّن أن الجثة تعود لمراهقة في السادسة عشرة من العمر، موجودة عند مدخل الموقف الخلفي للبناء المجاور لمنزل جدتها" في حي عظيميه في شمال غرب كرج.

وأوضح إنه "وفق التحقيقات الأولية"، فإن الفتاة "أقدمت على الانتحار"، مشيراً الى أن تقرير الطب الشرعي حدد سبب الوفاة "بالصدمة الناتجة عن إصابات متعددة وكسور ونزيف جراء السقوط من مكان مرتفع".

وشدد هرينكدي على أن "المنطقة التي وقعت فيها الحادثة في كرج لم تشهد أي أعمال شغب" في ذلك الوقت.

وكانت وكالة "تسنيم" أفادت في 25 أيلول/سبتمبر، عن توقيف "قادة أعمال شغب" في "بعض أحياء كرج بينهم رجائي شهر" القريب من عظيميه.

ونشر موقع "ميزان أونلاين" الجمعة شريطاً مصوّراً قصيراً لوالدة سارينا اسماعيل زاده، نفت فيه "أي علاقة" لابنتها بالاحتجاجات في إيران.

نتيجة الطب الشرعي

وكانت السلطات القضائية الإيرانية أعلنت في وقت سابق هذا الأسبوع فتح تحقيق بشأن مراهقة أخرى تدعى نيكا شاكرمي، في ظل تقارير عن وفاتها على خلفية مشاركتها في الاحتجاجات.

وقال رئيس مكتب المدعي العام في طهران محمود شهرياري "قام الطبيب الشرعي بتشريح الجثة وأخذ عينات من السموم والأمراض بأمر من السلطة القضائية. وبحسب التحقيقات كان سبب الموت السقوط من ارتفاع شاهق"، وفق ما نقلت عنه وكالة "إرنا" الرسمية.

من جهتها، اتهمت نسرين والدة نيكا شاكرمي السلطات بالمسؤولية عن وفاة ابنتها على هامش مشاركتها في الاحتجاجات، وذلك في شريط مصوّر بثته قنوات ناطقة بالفارسية خارج إيران.