كييف (أوكرانيا): أعلنت روسيا الخميس أنها ستساعد في تنظيم إجلاء سكان من خيرسون في جنوب أوكرانيا بطلب من الإدارة التابعة لها في المنطقة في ظل الهجوم المضاد الذي تشنه قوات كييف.
ووجه الاتحاد الأوروبي تحذيرا جديدا للرئيس فلاديمير بوتين مفاده أنه سيتم "القضاء" على جيشه إذا قام بضربة نووية.
لكن الآن تنكب روسيا على موضوع إجلاء السكان، إذ قال نائب رئيس الوزراء مارات خوسنولين للتلفزيون الروسي "عقب نداء رئيس منطقة خيرسون في الاتحاد الروسي فلاديمير سالدو قررت الحكومة تنظيم عمليات مساعدة على مغادرة سكان المنطقة إلى مناطق أخرى في البلاد".
وأضاف في كلمة مقتضبة "سنوفر للجميع سكنًا مجانيًا وكل ما هو ضروري"، بدون أن يحدد عدد الأشخاص الذين يشملهم القرار.
وطلبت السلطات المنصّبة في خيرسون من موسكو في وقت سابق الخميس تنظيم إجلاء المدنيين من المنطقة التي أعلنت روسيا ضمها نهاية أيلول/سبتمبر إلى جانب ثلاث مناطق أوكرانية أخرى.
واقترح سالدو أن يشمل الإجلاء "في المقام الأول" سكان المناطق الواقعة على الضفة اليمنى لنهر دنيبر حيث تتقدم قوات كييف.
سيتم نقل السكان إلى شبه جزيرة القرم الأوكرانية التي ضمتها موسكو في عام 2014، وإلى مناطق روستوف وكراسنودار وستافروبول في جنوب روسيا.
ولم تتفاعل السلطات الأوكرانية بعد مع إعلانات الإجلاء، وسبق أن اتهمت كييف روسيا بنقل آلاف من سكان الأراضي المحتلة إلى أراضيها تحت غطاء الإجلاء.
بوريل
قال مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل إن "بوتين يقول إنه لا يخادع بشأن التهديد النووي. يجب عليه أن يفهم أن الدول الداعمة لأوكرانيا، الاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء والولايات المتحدة وحلف الناتو، هم بدورهم لا يخادعون".
وأضاف "أي هجوم نووي ضد أوكرانيا سيولد ردا، ليس ردا نوويا بل رد قوي عسكري من شأنه ان يقضي على الجيش الروسي".
فرنسا
وبشكل منفصل، حذّرت فرنسا الخميس إيران من إمداد روسيا بطائرات مسيّرة، قائلة إن ذلك يشكل "انتهاكا" لقرار الأمم المتحدة لعام 2015 الذي يؤيد خطة العمل الشاملة المشتركة (الاسم الرسمي للاتفاق النووي الإيراني).
بوتين وإردوغان
على الصعيد الدبلوماسي، التقى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب اردوغان في كازاخستان، لكنهما التزما الصمت حول إمكان قيام وساطة تركية بشأن أوكرانيا كان الكرملين قد أشار إليها.
وكشف بوتين أنه اقترح على نظيره إنشاء "مركز غاز" في تركيا لتسهيل تصديره إلى أوروبا.
من جهتها، تواصل أوكرانيا تلقي الوعود بتسليم أنظمة دفاع جوي لتحييد تهديد الصواريخ الروسية.
فبعد الإعلان عن وصول منظومة ألمانية والتسليم المرتقب لمنظمة أميركية، أعلنت بريطانيا الخميس أنها ستمد كييف بذخائر قادرة على إسقاط صواريخ كروز.
كما ستزودها إسبانيا أربعة أنظمة لاطلاق صواريخ أرض - جو متوسطة المدى من طراز "هوك"، وفق حلف شمال الأطلسي.
زيلينسكي
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الخميس في كلمة عبر الفيديو أمام الجمعية البرلمانية لمجلس أوروبا "نأمل في الحصول على المزيد من فرنسا وإيطاليا في مجال الدفاع الجوي"، مضيفا "لدينا 10 بالمئة فقط مما نحتاجه".
رغم تراجعها على عدة جبهات، تواصل القوات الروسية هجومها على مدينة باخموت الواقعة في الشرق والتي ناهز عدد سكانها 70 ألف نسمة قبل الحرب التي جعلتها شبه مهجورة ومدمرة جراء نيران المدفعية.
وأعلنت القوات الموالية لروسيا في المنطقة أنها سيطرت على قريتي أوبيتني وإيفانغراد إلى جنوب المدينة، فيما أكدت هيئة الأركان العامة الأوكرانية صدّ الهجمات الروسية في المنطقة.
وأفاد عسكريون أوكرانيون تجمعوا الأربعاء في مكان غير بعيد عن هذا الجزء من الجبهة، بأن المدفعية الروسية لها أفضلية هناك.
من جانبها، أفادت السلطات المحلية في بيلغورود الروسية أن صاروخًا أوكرانيًا أصاب مبنى سكنيا في المدينة الكبيرة الواقعة في منطقة حدودية مع أوكرانيا بدون أن يسفر عن إصابات.
وأدى قصف أوكراني جديد في المساء إلى تفجير مستودع ذخائر في بيلغورود، وفق ما افاد حاكمها فياتشيسلاف غلادكوف.
غروسي
الى ذلك، يعتزم رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي الذي عاد إلى أوكرانيا الخميس، التفاوض على صيغة قادرة على تأمين محطة زابوريجيا للطاقة النووية التي احتلتها روسيا وضمتها. وتتعرض المحطة باستمرار إلى قصف تسبب في انقطاع تزويدها بالتيار الكهربائي من مصادر خارجية.
وتجاوبا مع دعوة الرئيس الأوكراني الخميس أمام مجلس أوروبا إلى مقاضاة "كل معتدٍ وسفاح" أمام العدالة الدولية، اعتبر المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية في لاهاي كريم خان أن أوكرانيا يمكن أن تسلم مشتبها بارتكابهم جرائم حرب إلى المحكمة الجنائية الدولية رغم أن موسكو ليست عضوا فيها.
التعليقات