أصدرت لجنة الكونغرس الأمريكي، المكلفة بالتحقيق في أحداث الشغب واقتحام الكابيتول العام الماضي، مذكرة استدعاء رسمية للرئيس السابق دونالد ترامب، للإدلاء بشهادته.
وقال النائب الديمقراطي بيني طومسون، عن ولاية مسيسبي: "مطلوب منه (ترامب) الرد على أفعاله (في الأحداث)".
وفي حال لم يمتثل ترامب للاستدعاء، فقد يواجه اتهامات جنائية والسجن.
وتبحث اللجنة المختارة من الكونغرس في أحداث اقتحام مؤيدي ترامب لمقر الكونغرس (الكابيتول) في 6 يناير/كانون الثاني 2021، اعتراضا على إعلان فوز جو بايدن بالرئاسة.
وجاء قرار الاستدعاء للرئيس الجمهوري السابق بالإجماع من جانب أعضاء اللجنة التسعة من الجمهوريين والديمقراطيين، يوم الخميس، وسيدلي بشهادته تحت القسم ويقدم وثائق تتعلق بأحداث الشغب في الكابيتول.
وقالت النائبة الجمهورية عن وايومنغ ليز تشيني، نائبة رئيس اللجنة: "نحن ملتزمون بالسعي للحصول على إجابات مباشرة من الرجل الذي أطلق كل هذا (ترامب). ويحق لكل أمريكي معرفة هذه الإجابات".
جاءت هذه الخطوة خلال جلسة التحقيق التاسعة، وربما النهائية، للتحقيق في اقتحام مقر الكونغرس العام الماضي.
اتهامات لترامب بتدبير اقتحام الكونغرس الأمريكي في "محاولة انقلابية"
النيابة الأمريكية تحقق في محاولة ترامب قلب نتائج انتخابات الرئاسة 2020
إدانة أحد حلفاء ترامب بجريمة ازدراء الكونغرس
وقالت اللجنة في جلسة الخميس، إنها ستركز على "الحالة الذهنية" لترامب لأنه رفض الاعتراف بالهزيمة أمام جو بايدن، في الانتخابات الرئاسية التي جرت في نوفمبر/ تشرين الثاني 2020.
ومن المتوقع بصورة كبيرة أن يرفض ترامب الإدلاء بشهادته ويتحدى أمر الاستدعاء، خاصة أنه انتقد التحقيق باعتباره حيلة تهدف إلى تشتيت انتباه الناخبين الأمريكيين عن "كارثة" حكم الحزب الديمقراطي.
كما سخر ستيف بانون، مساعد سابق لترامب وكبير مستشاري الرئيس للشؤون الاستراتيجية، من استدعاء قانوني مماثل للإدلاء بشهادته أمام لجنة بالكونغرس، لتتم إدانته في يوليو/تموز بتهمة الازدراء الجنائي للكونغرس.
ورد ترامب يوم الخميس، بالكتابة على منصته الاجتماعية الخاصة Truth Social، وتساءل عن لماذا لم تطلب منه اللجنة منذ أشهر الإدلاء بشهادته.
وقال ترامب، "لماذا انتظروا حتى النهاية، واللحظات الأخيرة من جلستهم الأخيرة؟".
وأضاف بأن اللجنة عبارة عن مجموعة "مفلسين عملت فقط على زيادة انقسام بلادنا، والتي، بالمناسبة، تدار بشكل خاطئ للغاية، وأصبحت أضحوكة في جميع أنحاء العالم؟".
أمضت لجنة الكونغرس أكثر من عام في مقابلات مع أكثر من 1000 شاهد، بما في ذلك أبناء ترامب وكبار مساعديه وكبار المسؤولين العسكريين وفي الشرطة.
وخلال جلسة الاستماع يوم الخميس، عرضت اللجنة لقطات لم تشاهد من قبل لإخلاء الكونغرس حيث تم اختراق المبنى، وكذلك نقل أعضاء الكونغرس والمشرعين إلى الملاجئ الآمنة.
كما شوهدت رئيسة مجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي، في فيديو صورته ابنتها، وهي في حالة صدمة عندما أخبروها أن المشرعين في جزء آخر من المبنى طُلب منهم ارتداء أقنعة الغاز.
وشوهدت هي وغيرها من المشرعين في مقطع الفيديو وهم يتصلون بالمسؤولين العسكريين وحكام الولايات المجاورة من أجل الحصول على مزيد من الموارد لمحاربة الحشود.
واستمعت اللجنة أيضا إلى أدلة على أن ترامب كان على علم بخسارته الانتخابات، لكنه شجع نظرية المؤامرة حول فكرة الانتخابات المسروقة.
وقالت أليسا فرح، مسؤولة الاتصالات في البيت الأبيض ، في شهادة مسجلة على شريط فيديو ، إنه بعد حوالي أسبوع من الانتخابات ، كان ترامب يشاهد الأخبار عندما قال لها: "هل تصدقين أنني خسرت أمام هذا الرجل المزعج؟".
وأحد الأسئلة القليلة التي مازالت معلقة حول جلسات الاستماع في أحداث 6 يناير/كانون الثاني، هو ما إذا كانت اللجنة، التي اتهمت ترامب بمحاولة الانقلاب، ستوصي رسميا بتوجيه تهم جنائية له.
وتم تحذير أعضاء اللجنة بشأن ما إذا كانوا سيصدرون أي استنتاجات بشأن المسؤولية الجنائية. وقال النائب الديموقراطي آدم شيف، من كاليفورنيا، مؤخرا إن أي قرار يجب أن يكون بالإجماع.
وفي وقت سابق من هذا العام، كان هناك بعض الخلاف داخل اللجنة حول ما إذا كانت هناك دراسة لقرار "إحالة" جنائية، حيث استبعد رئيس اللجنة بيني طومسون، إحالة ترامب لمحاكمة جنائية، لكن سرعان ما اعترضت النائبة الجمهورية ليز تشيني وآخرون، على تصريحات طومسون.
وتركت تشيني الباب مفتوح يوم الخميس أمام كل الاحتمالات حول محاكمة ترامب جنائيا، وقالت إن اللجنة "قد تقرر القيام بذلك في نهاية المطاف"، لكن دور اللجنة "ليس اتخاذ قرارات بشأن الملاحقة القضائية".
التعليقات