دبابة أوكرانية تتقدم للأمام نحو مدينة أوكرانيا
Getty Images
أعلنت كييف مواصلة الضغط الكبير على جبهتين بالقرب من خيرسون

قال الجيش الأوكراني إنه حقق مكاسب كبيرة في محيط مدينة خيرسون، جنوبي البلاد، بعد أن أعلنت روسيا انسحابها من المدينة.

وتقول القوات الأوكرانية إنها استعادت بلدة سنيهوريفكا الرئيسية، التي تبعد 50 كيلومترا إلى الشمال من خيرسون.

كما أعلنت كييف مواصلة الضغط الكبير على جبهتين بالقرب من خيرسون، بما في ذلك تقدمها بنحو 7 كيلومترات في بعض المناطق.

وتقول روسيا إنها بدأت الانسحاب من المدينة، التي تعد أكبر مكاسبها في الغزو، بيد أن العملية قد تستغرق أسابيع.

ويُنظر إلى إعلان روسيا يوم الأربعاء على أنه انتكاسة كبيرة لجهود موسكو الحربية، على الرغم من أن مسؤولين أوكرانيين تساورهم شكوك وحذروا من أن الخطوة قد تكون مناورة وخدعة.

ولم يُرصد أي دليل مباشر على أي انسحاب روسي واسع النطاق في خيرسون.

وقال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية، يوم الخميس إنه لا يستطيع تأكيد أو نفي الانسحاب، لكنه قال إن قواته أحرزت تقدما مهما.

وأضاف أن جنوده تقدموا على جبهتين على الضفة الغربية لنهر دنيبرو، وهي منطقة تحيط بمدينة خيرسون، وسيطروا على 12 منطقة سكنية.

وقال إن المكاسب تحققت "خلال اليوم الماضي" مع تقدم القوات على طول محور في شمال شرقي المدينة ومحور منفصل في الغرب.

وأظهرت لقطات فيديو السكان المحليين يستقبلون الجنود في أحد الميادين، بعد دخولهم بلدة سنيهوريفكا، على ما يبدو.

خريطة خيرسون
BBC

وتعد سنيهوريفكا محورا مهما في شبكة خطوط السكك الحديدية بمنطقة ميكولايف، التي تحد خيرسون من الشمال والغرب.

وأظهرت رسالة فيديو نشرها مسؤول عسكري آخر، في وقت لاحق يوم الخميس، أن الجزء الذي تحتله روسيا من منطقة ميكولايف قد طُهر بالكامل من الجنود الروس.

ولم تقدم إدارة المنطقة تأكيدا فوريا، بيد أنها ذكرت ما وصفته بـ"الكثير من الأخبار الجيدة اليوم".

ولم تستطع بي بي سي التحقق بشكل مستقل من تفاصيل المكاسب والخسائر الأخيرة في المنطقة، بيد أن التقارير تأتي بعد أسابيع من تقدم مستمر للجيش الأوكراني.

وكانت خيرسون العاصمة الإقليمية الأولى والوحيدة التي تقع في أيدي روسيا بعد غزو أوكرانيا في 24 فبراير/شباط.

ومنذ أواخر سبتمبر/أيلول، كان الكرملين يعتبرها "أرضا روسية"، بعد إجراء ما وُصف بـ"بالاستفتاءات" في المناطق التي تحتلها موسكو في أوكرانيا رغم اعتراضات المجتمع الدولي.

وقالت روسيا يوم الأربعاء إنه لم يعد من الممكن توفير إمدادات للمدينة، وأضافت أنها ستتراجع عن الضفة الغربية لنهر دنيبرو، وهو النهر الذي يقسم أوكرانيا.

ولم يشارك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الإعلان الذي بثه التلفزيون.

وقال الجنرال الأوكراني زالوجني إن روسيا لم يكن أمامها خيار سوى الفرار بعد تدمير خطوط إمدادها وتعطل أنظمة القيادة.

وقال وزير الدفاع الأوكراني، في وقت لاحق يوم الخميس، إن انسحاب روسيا سيستغرق نحو أسبوع، وإنه ليس من السهل التنبؤ بأفعال العدو.

وقال ينس ستولتنبرغ، رئيس الحلف العسكري لدول الغرب في حلف الناتو، إنه من الواضح أن روسيا تتعرض "لضغوط شديدة" لكن من المهم أن نتابع "كيف يتطور الوضع على الأرض".

وقال وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، إن روسيا تبدو وكأنها تقيم خطا دفاعيا على الجانب الآخر من نهر دنيبرو باستخدام منشآت خرسانية.

وأضاف، تعليقا على الانسحاب، أن "العالم لا ينبغي أن يكون ممتنا لروسيا".

وقال مستشار رئاسي أوكراني إنه من السابق لأوانه الاحتفال، واتهم موسكو بالرغبة في تحويل خيرسون إلى "مدينة أموات" بترك ألغام والتخطيط لقصفها من بعيد.

ويمكن أن يضيف ذلك عددا إضافيا لضحايا الحرب التي أسفرت بالفعل عن مقتل أو إصابة 100 ألف جندي من الجانبين، و40 ألف مدني، بحسب آخر تقدير لجنرال أمريكي بارز.

كما أعلنت الولايات المتحدة، بشكل منفصل، عن حزمة مساعدات عسكرية أخرى بقيمة 400 مليون دولار لأوكرانيا، بما في ذلك أنظمة الدفاع الجوي "أفينجر" وصواريخ هوك.

وقال الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، في وقت سابق إنه ناقش أيضا مع رئيس الوزراء البريطاني، ريشي سوناك، الدعم الدفاعي من المملكة المتحدة.