الماتي (كازاخستان): أدلى الناخبون في كازاخستان الأحد بأصواتهم في اقتراع رئاسي مبكر من شأنه أن يسمح للرئيس المنتهية ولايته قاسم جومارت توكاييف بتعزيز سلطته بعد عام أسود شهد أعمال شغب دامية ونزاعا حادا بين أجنحة السلطة.

بحلول الساعة 12,00 ت غ، بلغت نسبة المشاركة في الاقتراع 67,85%. وأغلقت مراكز الاقتراع في أكبر دولة في آسيا الوسطى عند الساعة 15,00 ت غ.

ويتوقع أن يبدأ صدور النتائج الأولية قرابة الساعة 18,00 ت غ.

واحتجّ نحو 15 شخصًا في العاصمة الاقتصادية ألماتي للمطالبة بانتخابات حرّة، وأوقفتهم الشرطة جميعا، وفق وكالة فرانس برس. وأكّد متحدث باسم وزارة الداخلية أن محاضر توقيف 15 شخصًا أُرسلت إلى المحكمة.

غرقت هذه الجمهورية السوفياتية السابقة الغنية بالنفط والواقعة على مفترق طرق تجارية مهمة، في حالة من الفوضى في كانون الثاني/يناير عندما تحولت تظاهرات احتجاج على غلاء المعيشة إلى أعمال شغب، قبل قمعها بوحشية، ما تسبب بمقتل 238 شخصًا.

وما زالت البلاد تحت صدمة هذه الأزمة. وفي مؤشر إلى استمرار التوتر، أعلنت السلطات الخميس أنها اعتقلت سبعة من أنصار أحد المعارضين في المنفى بتهمة التحريض على "انقلاب".

ويتوقع أن تتم إعادة انتخاب توكاييف الذي أدلى بصوته في وقت مبكر في العاصمة أستانا، ليتولى الرئاسة في السنوات السبع المقبلة. وينافسه في الاقتراع خمسة مرشحين غير معروفين لدى الناخبين البالغ عددهم 12 مليونا.

والسؤال هو ما إذا كان سيحصل على أكثر من 71 بالمئة من الأصوات كما حدث في 2019 وهي نتيجة نهائية لكن بعيدة من نسبة 98 بالمئة حصل عليها سلفه نور سلطان نزارباييف في 2015.

قال توكاييف "المهمّ ألّا يكون هناك احتكار للسلطة"، علما أن كازاخستان حكمها نور سلطان نزارباييف لثلاثة عقود.

في أستانا وألماتي أكبر مدينتين في البلاد، رأى صحافيو وكالة فرانس برس عددا من الناخبين يلتقطون صوراً لأنفسهم خارج مراكز الاقتراع وتحدث بعضهم عن "واجب" إظهار الصورة في مكان العمل الإثنين.

وتهدف هذه الانتخابات إلى طي صفحة عام صعب ولكن أيضا إلى تكريس عهد الرئيس توكاييف (69 عامًا) الذي كان يحاول منذ أشهر الحد من نفوذ مجموعة سلفه القوي وراعيه نور سلطان نزارباييف الذي حكم ثلاثة عقود.

وشهد هذا العام أيضا تحول توكاييف الدبلوماسي المحترف إلى رئيس عنيد أطلق النار على مثيري الشغب في كانون الثاني/يناير واعتقل أقارب نزارباييف ووقف في وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معارضا غزو أوكرانيا في شباط/فبراير.

وقام توكاييف بحملة حول مشروعه لإنشاء "كازاخستان الجديدة" أكثر ديموقراطية وأكثر مساواة. لكن الصعوبات الاقتصادية مستمرة وكذلك ردود الفعل الاستبدادية.

ووصل توكاييف إلى السلطة في 2019 بعد الاستقالة المفاجئة لنزارباييف وتعهد رسميًا العمل لتسوية أزمة كانون الثاني/يناير بعدما كان كان يعتبر لفترة طويلة الذراع اليمنى لسلفه.

منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي صدم الجمهوريات السوفياتية السابقة، حاول توكاييف تعزيز العلاقات مع الصين وكذلك مع أوروبا كقوة تحقق توازنا مع النفوذ الروسي.

وفي الأشهر الأخيرة تلقى زيارات من رؤساء الدول الروسي والتركي والصيني ومسؤولين أوروبيين كبار، وحتى البابا فرنسيس.

وتجد وعود الانفتاح الديموقراطي والإصلاح الاقتصادي صدى لدى الناخبين.

وقال نورلان ن. الكولونيل في الشرطة والمؤيد للرئيس المنتهية ولايته "منذ الاستقلال قبل ثلاثين عامًا لم يتغير شيء تقريبًا. آمل أن أرى تغييرات كبيرة".

من جهته، قال مورزادا ماسالينا (68 عامًا) وهو متقاعد في ألماتي إن "توكاييف هو المرشح المناسب لأنه يتمتع بخبرة كبيرة".

لكن هذه الانتخابات التي يفترض أن تدشن حقبة "كازاخستان الجديدة"، لا توحي بتغيير مع مشهد سياسي مقفر بمعارضة شكلية وضغوط من السلطات.

وهذا يكفي لجعل العديد من الناخبين محبطين مثل الطالبة علياء بوكيتشوفا (19 عامًا) التي كانت تصوت في أستانا وقالت لفرانس برس "انها مضيعة للوقت. نعرف مسبقا من سيفوز ولا نعرف المرشحين الآخرين".

وفي تقرير، عبر مراقبو الانتخابات الدوليون في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا عن أسفهم لأن توصياتهم "المتعلقة بالحريات الأساسية وشروط الأهلية وتسجيل المرشحين (...) لم تلق تجاوبا".