ايلاف من لندن : أكدت رئيسة وزراء ايطاليا الجمعة لمسيحيي العراق دعم أوروبا لهم في اعادة اعمار مناطقهم ودعتهم الى عدم الهجرة من بلادهم.

وخلال اجتماع ميلوني في بغداد التي وصلتها اليوم في زيارة رسمية مع الكاردينال لويس روفائيل ساكو، بطريرك الكلدان في العراق والعالم، قدمت التهاني للمسيحيين العراقيين بمناسبة عيدي الميلاد والسنة الجديدة. وعبرت عن سرورها لزيارتها العراق ولقاءاتها اليوم مع رؤساء البلاد وحكومتها وبرلمانها، وعن ارتياحها لنتائج اجتماعاتها معهم كما اشارت في بيان تابعته "ايلاف".

وشدد كل من ميلوني وساسو على ضرورة دعم وحدة وسيادة العراق وجهوده لبناء دولة حديثة وتشجيع الاستثمار فيه.

تهميش المسيحيين

ناقشت ميلوني وساكو ملف حقوق الانسان والمواطنة ووضع المسيحيين وتهميشهم في العراق والظلم الذي وقع عليهم مؤكدة دعم اوروبا للمسيحيين وتشجيعهم على البقاء والتواصل من خلال الاسهام في اعمار مناطقهم التي دمرها تنظيم داعش بين عامي 2014 و2017 وخلق مشاريع صغيرة لامتصاص البطالة في بلداتهم.

وفي وقت سابق اليوم، أكدت ميلوني خلال مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني امتنانها لحكومته بجعل يوم 25 ديسمبر الحالي، ذكرى مولد السيد المسيح، عطلة رسمية لجميع العراقيين، مؤكدة أن هذا "يشكل إشارة كبيرة لاحترام المجتمعات المسيحية وخطوة مهمة تستحق التثمين".

يبدأ المسيحيون في العراق أعياد الميلاد الاحد المقبل في أجواء احتفالية مختلفة يشاركهم فيها المسلمون وأبناء الديانات الأخرى بعض الفعاليات، استعدادًا للاحتفال الشامل في مساء 31 من الشهر الحالي استعدادًا لاستقبال العام الجديد.

وكان مدير شؤون المسيحيين بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية في إقليم كردستان العراق خالد جمال البرت قد كشف الاربعاء الماضي عن أن مليوناً و300 ألف مسيحي يشكلون 70% من عدد المسيحيين في العراق قد تركوا البلاد منذ عام 2003.

واضاف إن "مليوناً و800 ألف مسيحي كانوا يعيشون في العراق وفق إحصاءات ما قبل عام 2003 لكن بقي منهم حالياً وفق كنائسنا نحو 500 ألف شخص أي غادر مليون و300 ألف شخص العراق".

تفقد القوات الايطالية في العراق

تأتي زيارة ميلوني الى العراق بهدف تفقد قوات بلادها في بغداد وأربيل المشاركة في التحالف الدولي لمناهضة داعش والتي تقوم بتدريب القوات العراقية، بمناسبة عيد الميلاد.

ستناقش ميلوني مع قادة قوات بلادها في العراق المهام التي تقوم بها هناك والبالغ عددها 650 عسكريا ضمن التحالف الدولي لمناهضة داعش من خلال 84 آلية عسكرية و11 طائرة عسكرية بحسب وزارة الدفاع الايطالية.

ويخدم هؤلاء العسكريون لايطاليا العضو في حلف شمال الأطلسي في مراكز القيادة المتعددة الجنسيات في بغداد وأربيل ويتولون مهمة تدريب القوات المسلحة والشرطة العراقية وقوات البيشمركة الكردية ويقدمون أيضًا الدعم الإداري لها.

قامت إيطاليا منذ يونيو عام 2015 وإلى الان بتدريب وتأهيل 58 ألف من قوات البيشمركة والشرطة والقوات الأمنية العراقية.

حماية المناطق الاثرية وإعادة مسروقاتها

أيضا تقوم وحدة من الشرطة الوطنية الإيطالية في بغداد وأربيل بتدريب شرطة إقليم كردستان والشرطة العراقية وموظفين مدنيين على سبل حماية الآثار. وقامت الشرطة الإيطالية منذ عام 2003 بتسجيل 4 آلاف قطعة أثرية مسروقة من المتحف الوطني في بغداد في قاعدة بياناتها.

وقدمت إيطاليا حتى الآن 430 مليون دولار على شكل مساعدات مالية وقروض الى العراق كما تخصص 13 مليون يورو سنوياً للمشاريع التنموية في العراق وبشكل خاص تلك التي تهدف إلى تعزيز السلام والاستقرار في المناطق التي تحررت من تنظيم داعش.

يشار الى ان ميلوني هي زعيمة حزب "أخوة إيطاليا" اليميني المتطرف، التي أصبحت في أكتوبر الماضي أول سيدة تتولى رئاسة الحكومة في البلاد. وهي تترأس الحكومة الأكثر يمينية في إيطاليا منذ الحرب العالمية الثانية.