ترأس البابا فرانسيس، يوم السبت، قداسا عشية عيد الميلاد في كاتدرائية القديس بطرس في الفاتيكان بروما.
وهذا هو قداس عيد الميلاد العاشر للبابا فرانسيس منذ توليه البابوية.
وملأ حشد من حوالى سبعة آلاف شخص كاتدرائية القديس بطرس، وهي المرة الأولى التي يُسمح فيها بذلك منذ فرض قيود كوفيد.
وشارك حوالى أربعة آلاف شخص آخر في الخارج في ساحة القديس بطرس في ليلة دافئة نسبيا.
كما كان الحال خلال الأشهر العديدة الماضية، منع مرض في الركبة البابا فرانسيس من الوقوف لفترات طويلة، ما أدى إلى تفويض الكاردينال ليكون المحتفل الرئيسي في مذبح أكبر كنيسة في العالم المسيحي.
ودخل البابا الكنيسة على كرسي متحرك، وجلس في موقع المذبح لمعظم القداس مساء يوم السبت.
ونسج البابا عظته حول موضوع الجشع والاستهلاك على مستويات مختلفة، طالبا من الناس أن ينظروا إلى ما وراء النزعة الاستهلاكية التي "غلّفت" العيد، وإعادة اكتشاف معناه، وتذكر من يعانون من الحرب والفقر.
وقال "الرجال والنساء في عالمنا، في جوعهم للثروة والسلطة، يستهلكون حتى جيرانهم وإخوتهم وأخواتهم".
"كم عدد الحروب التي رأيناها! وكم من الأماكن، حتى اليوم، تعامل كرامة الإنسان وحريته بازدراء"!
ولم يذكر على وجه التحديد الحرب الروسية الأوكرانية أثناء الكلمة.وخلال المراحل الأولى من الحرب في أوكرانيا، تعرّض البابا الأرجنتيني لانتقادات واسعة في أوكرانيا لإدلائه بما اعتبره العديد من الأوكرانيين تعليقات حذرة، دون لوم روسيا مباشرة.في يونيو/حزيران، أشار إلى أن الحرب "إما تمت إثارتها أو عدم منعها".لكن البابا ندّد فيما بعد بما وصفه بـ "الفظائع" التي ارتكبتها القوات الروسية، وهو ما تنفيه موسكو.
وقال "كالعادة، الضحايا الرئيسيون لهذا الجشع البشري هم الضعفاء"، مستنكرا "عالم مفترس بالمال والسلطة والمتعة".
وأضاف "أفكر قبل كل شيء في الأطفال الذين التهمتهم الحرب والفقر والظلم"، مع الإشارة أيضا إلى "الأطفال الذين لم يولدوا بعد، والفقراء والمنسيون منهم".
وفي سياق مقارنة بين الرضيع يسوع الذي ولد في مغارة وفقر اليوم، قال البابا "في مغارة الرفض وعدم الراحة، يجعل الله نفسه حاضرا".
"يأتي إلى هناك لأننا نرى مشكلة إنسانيتنا: اللامبالاة الناتجة عن الاندفاع الجشع إلى الامتلاك والاستهلاك".
في وقت سابق من هذا الشهر، حث البابا الناس على تقليل الإنفاق على احتفالات عيد الميلاد والهدايا وإرسال الفارق إلى الأوكرانيين لمساعدتهم على تجاوز الشتاء.
وقد احتفل البابا بعيد ميلاده السادس والثمانين الأسبوع الماضي، وبصرف النظر عن مرض الركبة، يبدو أنه بصحة جيدة بشكل عام.
ومن المقرر أن يسلم يوم الأحد رسالته "إلى المدينة والعالم" من الشرفة المركزية لكاتدرائية القديس بطرس، إلى عشرات الآلاف من الأشخاص في الساحة.
وفي بريطانيا، من المتوقع أن يقول رئيس أساقفة كانتربري، جوستين ويلبي، أنه على الرغم من الحروب والصراعات حول العالم، بالإضافة إلى أزمة تكلفة المعيشة في المنزل، هناك "أمل لا يقهر" يتمثل بولادة يسوع المسيح.
عشرات الآلاف يحتفلون في بيت لحم
أما في بيت لحم، في الضفة الغربية المحتلة، كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس من بين الذين حضروا قداس منتصف الليل في كنيسة المهد.
ويعتبر الموقع تقليديا هو مسقط رأس يسوع.
وانضم القادة المسيحيون إلى عشرات الآلاف من الزوار من جميع أنحاء العالم الذين تجمعوا للاحتفال في المدينة.
وتعتمد بيت لحم على السياحة. لكن الأعمال التجارية في البلدة الفلسطينية تضررت بشدة من عمليات الإغلاق المرتبطة بكوفيد - 19 في العامين الماضيين.
وأفسحت سنتان من الاحتفالات الصامتة المجال أمام احتفالات صاخبة في الشوارع ، لكن الأرقام لم تتطابق مع الرقم القياسي لعام 2019.
في حين أن رجال الأعمال متفائلون بشأن التعافي الاقتصادي، فهناك قلق أيضا بشأن تأثير الزيادة الأخيرة في العنف بين الضفة الغربية المحتلة وإسرائيل، وكيف يمكن لسياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة القادمة أن تزيد التوترات.
التعليقات