ايلاف من لندن : وصف العراق الرسمي الخميس اغتيال المهندس وسليماني بأنه جريمة واعتداء على سيادة البلاد وانتهاك للاتفاقياتِ الثنائيةِ وعلاقاتِ الصداقةِ بين العراق والولايات المتحدة.
جاء ذلك في كلمات ألقاها رؤساء للبلاد والحكومة والقضاء بغياب رئيس البرلمان محمد الحلبوسي (سني) في حفل تأبيني اقامته هيئة الحشد الشعبي في بغداد اليوم وبثتها الوكالة الرسمية وتابعتها "ايلاف" لمناسبة الذكرى الثالثة لاغتيال طائرة أميركية مسيرة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ورئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس في الثالث من كانون الثاني يناير عام 2020 قرب مطار بغداد الدولي.
السوداني: اعتداء أميركي صارخ
واعتبر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني في كلمة له ما قال انها "دماء شهداء قادة النصر يجبُ أن لا تذهبَ سُدى" . واشار الى ان اغتيال سليماني والمهندس كان مفجعا وتطوّراٍ خطيرٍا .
واضاف ان "قيامَ الإدارةِ الأميركيةِ السابقةِ بهذا العملِ يُعدُ اعتداءً صارخاً على الارضِ والسيادةِ العراقيةِ وهو مدانٌ بجميعِ الأعرافِ والقوانينِ الدولية، كما إنهُ عملٌ خطيرٌ كانَ يمكنُ أنْ تؤدي تداعياتهُ إلى تهديدِ الأمنِ والاستقرارِ في المنطقةِ جمعاء".
وعد السوداني "استهدافَ قيادةٍ كان لها الدورُ البارزُ في دفعِ الهجمةِ الإرهابيةِ الخطيرةِ على العراقِ والمنطقةِ في أثناءِ المعركةِ لا يعبرُ عن احترامٍ للاتفاقياتِ الثنائيةِ وعلاقاتِ الصداقةِ بين الدولتين" خاصة وان المغدورين كان لهما "بطولاتِ في ميادينِ الوغى وتصديهم لأعتى جماعةٍ إرهابيةٍ متطرفةٍ عرفها تاريخُنا المعاصر" في اشارة الى تنظيم داعش.
ولفت إلى أن "دماءَ الشهداءِ الزكيةَ يجبُ أن لا تذهبَ سُدى، ولهذا الهدف، تعملُ حكومتُنا الجديدةُ على بناءِ الأساسِ المتينِ للسيادةِ العراقية، عراقٌ مستقلٌ في سياساتِه، يبني علاقاتهِ على أساسِ المصالحِ المشتركةِ مع المجتمعِ الإقليمي والدولي ويحافظُ على سيادةِ أراضيهِ ومياههِ ويمنعُ الاعتداءَ على البلدِ وأهلهِ وضيوفِه" في اشارة الى سليماني الذي اعتبره العراق رسميا ضيف عليه حين تمت عملية اغتياله.
وقال السوداني في ختام كلمته رحمَ اللهُ شهداءَ العراقِ جميعاً والشهيدينِ السعيدين قادة النصر، ونُعزي انفسَنا والشعبينِ العراقي والإيراني في ذكرى استشهادِهما، حمى اللهُ العراقَ وشعبَه".
الرئيس العراقي: لتحقيق العدالة
من جانبه أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد في كلمة القاها نيابة عنه ممثله عبدالله العلياوي عبد اللطيف رشيد على ضرورة تحقيق العدالة في عملية اغتيال سليماني والمهندس.
وقال في كلمة خلال الحفل التأبيني "ان جريمة اغتيال قادة النصر يجب ان تبقى موقعا للاستنكار والرفض".. معتبرا ذلك "ضرب لكل الضوابط الاخلاقية والقانونية والسياسية، مما يؤكد عظمة واهمية وتاثير هذين القائدين في احباط مخططات العدو ويؤكد ان المنهج الذي سارى عليه انما هو المنهج الصحيح لنهضة الامم المقاومة ولتحقيق ذاتها".
واضاف ان "جريمة الاستهداف يجب ان تبقى موضعاً للاستنكار والرفض وتكون في اولويات التعامل السياسي العراقي حتى تحقيق العدالة".
القضاء العراقي يعلن اصداره مذكرة اعتقال بحق ترمب
اما رئيس المجلس الاعلى للقضاء العراقي فائق زيدان فقد اعلن ان بلاده اصدرت مذكرة اعتقال بحق الرئيس الاميركي السابق ترامب لاصداره امر اغتيال المندس وسليماني.
زيدان خلال القاء كلمته في الحفل التأبيني لمقتل سليماني والمهندس، الخميس 5 يناير 2023
ووصف اغتيال سليماني والمهندس بأنه "جريمة غادرة ليس لها أساس قانوني وخسارة كبيرة لن تعوض ومسؤولية القضاء محاسبة من ارتكب الجريمة مضاعفة".. داعياً القائمين بالتحقيق في الحادث إلى بذل جهد استثنائي لكشف المرتكبين. كما وصف عملية الاغتيال بأنها "جريمة غادرة جبانة ليس لها أساس أخلاقي أو قانوني هي بلا شك ذكرى حزينة ومؤلمة".
وأضاف أن "الخسارة كبيرة لن ولن تعوض"، منوهاً أن "المهندس بصفات إنسانية نادراً ما تجتمع في شخص واحد لذا فالخسارة كانت وستبقى كبيرة".
وعن اسباب عدم محاسبة من ارتكب عملية الاغتيال اوضح زيدان أن "القضاء يتعامـل مـع أية جريمـة تعرض عليـه وفـق الأدلة المنصوص عليها في القانون وهذه الأدلة تقدم للقضاء من الجهات الأمنية التي تتولى التحقيق".. مشددا على ان "القضاء لن يتردد في اتخاذ الإجراءات القانونية بحق كل من يثبت عليه دليل اشتراكه في هذه الجريمة بأي شكل من الأشكال أيا كان منصبه وموقعه ومصداق ذلك صدور مذكرة قبض بحق الرئيس السابق للولايات المتحدة الأميركية (دونالد ترمب) الذي اعترف علناً أنه من أمر بارتكاب هذه الجريمة لذا اعتبر القضاء هذا دليلاً كافياً لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه".
وعد رئيس مجلس القضاء الأعلى اغتيال المهندس وسليماني "وصمة عار في جبين كل من ارتكبها أو اشترك بها".
الفياض يتعهد بانضباط الحشد
اما رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض فقد تعهد بأن يكون الحشد الشعبي منضبطا وتحت قيادة رئيس الوزراء.
وقال في كلمة له أن "الحاج قاسم سليماني كيف لا نذكره وقد قاتل معنا في كل البقاع وخطط وقدم ودعم واسند وأبا ألا أن تختلط دمائه بدمائنا" موضحا أن "ملحمة الاستشهاد جعلت من الحاج سليماني شخصاً يعتز به العراقيون، ونتشرف به، ونكن له كل الحب والاحترام والتقدير" على حد قوله.
وقال متعهدا "سنكون كتفا بكتف دفاعاً عن هذا البلد تحت ظل القانون والدستور".. وعاهد رئيس الوزراء محمد شياع السوداني وكل القيادات العسكرية والأمنية بأن يكون الحشد الشعبي "قمة في الانضباط والطاعة تحت أوامر القائد العام للقوات المسلحة لبناء العراق والدفاع عنه وسيادته".
والأحد الماضي، اتهمت السلطات الإيرانية الولايات المتحدة والغرب بوضع العراقيل أمام التحقيق في اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني.
وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن "أميركا والغرب يضعون العراقيل أمام متابعة موضوع اغتيال قاسم سليماني".. مؤكدا أن "طهران أدرجت 60 مسؤولا أميركيا تورطوا بعملية الاغتيال في قائمتها السوداء".
أضاف الوزير الايراني أن "الأميركيين طلبوا في إحدى جولات مفاوضات فيينا حذف المسؤولين الذين أدرجتهم طهران في قائمتها السوداء".
التعليقات