ايلاف من لندن: عبر عراقيون عن غضبهم الخميس من رفع المليشيات والقوى الموالية لايران لصور سليماني والمهندس في نصب الشهيد ببغداد الذي يخلد ذكرى الجنود العراقيين الذين استشهدوا في الحرب مع ايران.
جاء ذلك اثر تنظيم مليشيات الحشد الشعبي والقوى العراقية الموالية لايران اليوم ما اسمته بالمخيم الثقافي الفني "لقادة النصر" في اشارة الى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقية ابو مهدي المهندس ذو الاصول الايرانية واللذين قتلا في غارة جوية لطائرة مسيرة اميركية قرب مطار بغداد الدولي في 3 كانون الثاني يناير عام 2020.
تعمد المنظمون للمخيم رفع صور سليماني في محيط نصب الشهيد وكذلك المهندس في تحد لمشاعر العراقيين الذي فقدوا ابناءهم في الحرب مع ايران بين عامي 1980 و1988 وحقق فيها العراق نصرا تاريخيا على ايران التي اضطرت للموافقة على وقف اطلاق النار اعترافا بهزيمتها المذلة فيها.
النصب التذكاري للشهداء العراقيين في الحرب مع ايران يتوسط العاصمة بغداد
ولاء مطلق لولاية الفقيه
وفي تعليقات على تويتر فقد وصف الاعلامي والمحلل السياسي رعد هاشم رفع صور سليماني والمهندس في نصب الشهيد بأنه "مسخرة وعبث".. فيما قال الناشط صباح الناصري ان "وضع صورة الارهابي سليماني عند نصب الشهيد هو فرض لسيادة دولة خارجية على الشعب العراقي وفرض لأحقية نظام خميني في قتل هذا الشعب أثناء حرب الثمانينات. بهذا أثبت الحشد و الإطار التنسيقي للقوى السياسية الشيعية ولائهم المطلق إلى ولاية الفقيه الفارسية. هل هناك من يدعي أن هؤلاء يمثلون شيعة العراق؟".
اما سارة فقد علقت بالقول "صح دولتنا ليس لها اي قيمة او سيادة او رأي امام ايران لكن اذا هم بايران ما حاطين صورته ليش احنه نحطها؟" .. بينما علق رياض العراقي بالقول انه "حقد وحرب نفسية".. في حين اعتبر هشام الطائي ذلك "استفزاز لمشاعر اهالي شهداء حرب القادسية".
ومن جانبه رأى جابر عبد الله رفع صور سليماني في نصب الشهيد "القصد منه تفريس العراق". واشار الناشط على مواقع التواصل الاجتماعي ايهاب عيسى بالقول "بلد محتل من ايران ، شي طبيعي نشوف هل الازعاجات".. فيما شدد مصطفى سلام بالقول "قسماً بالله حال يدمي القلب، إلى أي درجة من الهوان وصلنا. حسبنا الله ونعم الوكيل".. بينما تساءلت الناشطة ريم عبد السحين قائلة "اين هو رئيس الوزراء السوداني من هذا الاستفزاز وهل من كلمة يدافع فيها عن مشاعر العراقيين الذين يدعي تمثيلهم؟".
وخلال افتتاح المخيم اليوم قال رئيس تحالف الفتح الذي يضم المليشيات المسلحة الموالية لايران هادي العامري في كلمة له أن "ابو مهدي المهندس وقاسم سليماني قاما بتحشيد الأمة وقيادتها في الحرب ضد عصابات داعش الإرهابية عندما كان الجميع يعيش اليأس والقنوط" في تجاهل متعمد لتضحيات العراقيين وقواتهم المسلحة في مواجهة التنظيم.
وفي دعوة صريحة الى الولاء لايران قال رجلها في العراق العامري "نحتاج الى عمل دؤوب لتجذير مبادئ الشهيدين المهندس وسليماني، ويجب ان تبقى مدرستهما حية في روح الأمة" على حد قوله.
تخليد لدماء شهداء العراق في الحرب مع ايران
يشار الى ان نصب الشهيد التذكاري وسط بغداد كان قد صممه النحات العراقي اسماعيل فتاح الترك عام 1983 وسط بغداد تخليدا لذكرى الجنود العراقيين الذين استشهدوا في الحرب العراقية الايرانية بين عامي 1980 و1988.
وبُني نصب الشهيد كجزء من برنامج أوسع للحكومة السابقة وأصل الفكرة هي من عقد السبعينات لإقامة عدد من الأعمال الفنية التي تهدف إلى تجميل معالم بغداد، والمساعدة في غرس الشعور بالفخر الوطني.
هذا النصب هو واحد من ثلاثة نُصب بنيت لتذكر آلام العراق ومعاناته نتيجة الحرب التي استمرت ثماني سنوات والتي شنها النظام الايراني ضد العراق.
وتتمثل جمالية هذا النصب في الخداع البصري لهاتين القبتين حيث يرى الشخص القادم من بداية الشارع ان القبتين تبدوان كقبة واحدة مغلقة وكلما اقتربنا أكثر تبدأ بالانشطار إلى نصفين تدريجيا إيذانا بخروج شيء وهو العلم العراقي الذي يرتفع إلى الأعلى.
وتقع القبتان على منصة دائرية قطرها 190 مترا واسفلها يوجد متحف ويبلغ ارتفاع القبتين 40 مترا ويحتل رقعه فسيحه مساحتها حوالي 42 هكتارا. وهذا المعلم بأكمله يرقد وسط بحيرة صناعيه واسعه وبلغت كلفة بناء نصب الشهيد حوالي 52 مليون دينار عراقي (45 الف دولار أمريكي) ومدة العمل بلغت 600 يوم.
ايران ضغطت لازالة نصب الشهيد
وكلف تنفيذ النصب الخزينة العراقية ربع مليار دولار اذ قامت ببنائه شركة ميتسوبيشي اليابانية وفقا لمواصفات صارمه وضعتها مؤسسة اوف اروب البريطانية وشركائها للاستشارات الهندسية التي اشتهرت بتصميمها لمبنى دار الاوبرا في سيدني كما تولت تنفيذ مختلف مراحل التصميم التفصيلي ورسومات التشغيل مجموعه من المهندسين العراقيين الشباب وكلهم درسوا في جامعة بغداد للهندسة المعمارية
وبعد سقوط النظام العراقي السابق ضغطت ايران على حلفائها في العراق الذين استلموا السلطة عام 2003 لإزالة هذا النصب برغم انه رمز للشهيد في كل زمان ومكان غير ان الرفض الشعبي الواسع لازالة هذا المعلم التاريخي الذي يخلد تضحيات العراقيين دفاعا عن بلدهم منع ذلك.
التعليقات