إيلاف من لندن: تعهد رئيس الوزراء العراقي للشركات الالمانية بتذليل عقبات توسيع استثماراتها في إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية في بلاده، وأكد سعيها لفتح خطوط جوية بين المدن العراقية والألمانية.
وخلال اجتماع مع ممثلي الشركات الالمانية في برلين، اكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني توجه حكومته نحو المزيد من مشاركة الشركات الألمانية في إعادة الإعمار وتطوير البنية التحتية في بلاده.

وقال في لقاء نظمته غرفة التجارة العربية الألمانية في برلين للسوداني مع ممثلي الشركات الالمانية الليلة الماضية ان العراق يضـع ثقته بالشركات الألمانية، لما تمتاز به من خبرة وكفاءة عاليتين وسمعة عالمية.
واشار السوداني الذي وصل الى برلين أمس في زيارة رسمية تستغرق يومان الى ان حكومته تسعى إلى تشخيص التحديات التي تواجه عملية الاستثمار في العراق ووضعها في الاتجاه الذي ينسجم مع المعايير العالمية كما تعمل على تذليل العقبات أمام عمل الشركات في العراق، وتقديم التسهيلات اللازمة، والحد من البيروقراطية التي تواجه المستثمرين وتبسيط الإجراءات.
ويترأس السوداني في زيارته الى المانيا وفدا رسميا رفيعا يضم كلا من وزراء الخارجية فؤاد حسن والصناعة والمعادن خالد بتال النجم والهجرة والمهجرين ايفان فائق يعقوب إضافة الى رجال أعمال صناعيين ومجموعة من المستشارين.

مذكرات تفاهم في قطاع الكهرباء

وأشار السوداني الى انه سوقع هناك "مذكرات تفاهم في قطاع الكهرباء واتفاقات حول برامج التنمية والتدريب المهني والتعليم تنطوي على فقرات تمثل خطة واعدة للنهوض بقطاع الكهرباء مع شركة سيمنس الالمانية في مجال الإنتاج والنقل والتوزيع".. فما قال مصدر عراقي ان تمويل هذه الماريع سيكون أميركيا.
وأوضح أن المذكرات ستتضمن عقداً طويل الأمد لأعمال التأهيل والصيانة، متجاوزةً العقبات التي كانت تواجه هذا الجانب، وستوفر كُلفاً بحدود 20% وتضمن انسيابيةً في أعمال الصيانة وبقاء المحطات بكامل طاقاتها التصميمية.
ولفت الى ان "شركة سيمنز تعمل على توفير الكهرباء لنحو 23 مليون عراقي من خلال 13 محطة كهرباء في جميع أنحاء البلاد".. مؤكدا ان "محطات الطاقة هذه هي حجر الزاوية لإعادة إعمار العراق لأنها ضرورية للتنمية الاقتصادية للبلاد".
وقال السوداني قبيل مغادرته بغداد الخميس "سيتم توقيع مذكرة تفاهم تنطوي على فقرات تمثل خطة واعدة للنهوض بقطاع الكهرباء مع شركة سيمنس في مجال الإنتاج والنقل والتوزيع".
ويعاني العراق الذي أنهكته عقود من الحروب والنزاعات وأثقله الفساد، من نقص كبير في التيار الكهربائي على الرغم من أنه بلد غني بالنفط.
ولمواجهة النقص في الطاقة فإنّ السلطات العراقية التي تعتمد بشكل كبير للحصول على الكهرباء والغاز لتشغيل محطاتها على إيران فأنها تحاول تنويع مصادرها وزيادة الإنتاج.

السوداني خلال لقائه في برلين مع ممثلي الشركات الالمانية مساء الخميس 12 يناير 2023 (مكتبه)

تسهيل سمات الدخول للمستثمرين
واضاف ان الحكومة عمدت الى تسهيل منح سمات الدخول إلى الأراضي العراقية للمستثمرين مباشرة في المنافذ الحدودية العراقية (البرية، والبحرية، والجوية) لغرض الاستثمار.
ودعا الشركات الألمانية للاستثمار في العراق بمختلف المجالات، لاسيما في مشاريع الطاقة المتجددة والغاز والبتروكيمياويات.. منوها الى انه من المتوقع أن تكون كلف إنتاج الطاقة المتجددة في العراق منخفضة مقارنة بالدول الأخرى وكذلك دعم خطة الحكومة العراقية في تطوير قطاع الطاقة والكهرباء.
كما حث الشركات الألمانية للمشاركة الفعالة في المعارض والمؤتمرات المشتركة التي ستمثل خارطة طريق في عمل الشركات الألمانية في العراق.

فتح خطوط جوية بين المدن العراقية والالمانية
واشار الى ان الحكومة العراقية تسـعى إلى فتح خطوط جوية بين العاصمتين بغداد وبرلين وباقي المدن العراقية والألمانية لتعزيز العلاقات التجارية والاستثمارية والسياحية بين البلدين.
وشدد بالقول " نطمح إلى شراكة ستراتيجية وتعاون في جميع المجالات بين البلدين واشتراك شركات القطاع الخاص العراقي بالمشاريع التي في عهدة الشركات الألمانية، وعمل شراكات استثمارية بين الجانبين، لتحقيق الشراكة الاستراتيجية وديمومتها".
واشار الى أهمية تنشيط السياحة بطريقة المجاميع السياحية، لزيارة المناطق الأثرية والسياحية في العراق، وتجاوز العقبات التي تقف امام ذلك.

مباحثات بين شولتس والسوداني اليوم

وسيبحث المستشار الألماني أولاف شولتس مع رئيس الوزراء العراقي "في مقرّ المستشارية اليوم مباحثات تركّز خصوصاً على قضايا الطاقة والكهرباء ويتخلّلها توقيع مذكرة تفاهم للنهوض بهذا القطاع الذي يعاني من مشاكل في العراق.. اضافة الى مناقشة ملفات ثنائية وإقليمية .

لجنة مشتركة لاعادة عراقيي ألمانيا طوعا الى بلدهم

وكشف السوداني انه سيقترح على الحكومة الألمانية تشكيل لجنة مشتركة لتمهيد الطريق للعودة الطوعية للعراقيين المهاجرين الى المانيا والعمل معها عن كثب بشأن القضايا الحساسة مثل عمليات الترحيل والفحص بدقة كل حالة وفقًا للقانون والاتفاقيات بين البلدين .
ونوه الى ان "الحكومة العراقية لا تمنع أي مواطن من السفر والهجرة وهي بالتأكيد حريصة على أن توفر الظروف الملائمة لكل المواطنين سواء بتحقيق الأمن والاستقرار أو توفير فرص العمل للبقاء.
واشار الى ان الجالية العراقية في المانيا التي يبلغ تعداد افرادها حوالي 150 الف نسمة تمثل ثاني أكبر جالية عربية ومن حق أي مواطن هناك أن يقرر العودة طوعاً "ونحن من جانبنا كحكومة ملتزمون بتقديم التسهيلات كافة لتحقيق هذه العودة".

3.4 مليارات دولار مساعدات ألمانيا للعراق

ونوه السوداني الى أن "برلين ساهمت بحوالي 3.4 مليارات دولار في جهود التنمية وإعادة الإعمار في العراق".. موضحا ان "الوكالة ألالمانية للتعاون الدولي ساعدت أكثر من 37 الف عراقي في الحصول على وظائف أو بدء أعمالهم التجارية الخاصة بينهم 30 في المائة من النساء .

وبين أن "ألمانيا تساهم بفاعلية في صندوق الإصلاح والتعافي وإعادة إعمار العراق".. مشيرا الى ان "المانيا قامت بتدريب أكثر من 4000 مهندس وقاضٍ ودبلوماسي وصحفي وموظف حكومي عراقي وهي تساهم أيضًا بفاعلية في صندوق الإصلاح والتعافي وإعادة إعمار العراق ، الذي يعزز الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية في مجالات مثل إعادة الإعمار والزراعة والمياه والبيئة والطاقة والحماية الاجتماعية والتعليم والصحة وإدارة الأموال العامة كما تم اعادة تاهيل العديد من المستشفيات وتجهيزها بأموال ألمانية.