نيروبي: أعلن الجيش الأثيوبي الخميس أنّ قوة عسكرية تابعة لإقليم أمهرة كانت تؤازره في هجومه على المتمرّدين في تيغراي انسحبت من مدينة استراتيجية في الإقليم الواقع في شمال البلاد تنفيذاً لاتفاق السلام الذي أبرمته أديس أبابا مع المتمردين.

وقال الجيش في بيان إنّ "قوة أمهرة الخاصة التي شاركت في مهمة وطنية مع الجيش غادرت اليوم منطقة شير تنفيذاً لاتفاق السلام" الذي وقّعته الحكومة الفدرالية مع المتمردين في تشرين الثاني/نوفمبر في بريتوريا.

وأضاف أنّ هذا الانسحاب يأتي غداة بدء المتمردين بتسليم أسلحتهم الثقيلة تنفيذاً لبند آخر أساسي من اتّفاق السلام.

اتّفاق بريتوريا

وينصّ اتّفاق بريتوريا على أن تنسحب من تيغراي القوات الأجنبية وتلك غير التابعة للجيش الفدرالي "بالتزامن" مع نزع سلاح المتمرّدين.

ويؤكّد سكّان وعمّال إغاثة أنّ قوات تابعة لإقليم أمهرة وأخرى تابعة للجيش الإريتري آزرت القوات الفدرالية في هجومها على تيغراي وارتكبت في مدينة شير كما في أنحاء أخرى من الإقليم المتمرّد جرائم قتل واغتصاب وأعمال نهب.

وشكّل انسحاب الجيش الإريتري الذي كان دوره أساسياً في الحرب إلى جانب القوات الإثيوبية، مطلباً أساسياً للمتمردين كما للدول الغربية.

لكنّ اتفاق السلام الذي وقّع في بريتوريا لم يذكر الجيش الإريتري على وجه التحديد.

ونصّ اتّفاق بريتوريا خصوصاً على نزع سلاح المتمرّدين وعودة السلطات الفدرالية إلى تيغراي وإعادة ربط الإقليم بالخارج بعد عزلة استمرت منذ منتصف 2021.

وبدأت المعارك في تيغراي في تشرين الثاني/نوفمبر 2020 عندما أرسل رئيس الوزراء أبيي أحمد الجيش الفدرالي لتوقيف مسؤولي المنطقة بعدما اتّهمهم بشنّ هجمات على قواعد عسكرية فدرالية.

وحصيلة هذا النزاع الحافل بالفظائع والذي دار جزء كبير منه بعيداً عن الأضواء غير معروفة. غير أنّ مجموعة الأزمات الدولية ومنظمة العفو الدولية يعتبرانه "من الأكثر فتكاً في العالم".

وتسبّب النزاع بتهجير أكثر من مليوني إثيوبي وأغرق مئات الآلاف في ظروف تقارب المجاعة، بحسب الأمم المتحدة.