أكدت كييف استمرار المعارك في مدينة سوليدار التي شهدت دمارا واسعا من جراء القتال بين القوات الأوكرانية والروسية، بحسب ما كشفته صور بالأقمار الاصطناعية.

وأشاد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الشكر بصمود قواته في المدينة، وخص بالذكر وحدتين قتاليتين قال إنهما "تحافظان على مواقعهما، وكبدتا العدو خسائر ضخمة".

وفي وقت سابق، زعمت مجموعة فاغنر الروسية، التي يتزعمها يفغيني بريغوجين، حليف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أنها سيطرت على المدينة الغنية بمناجم الملح.

وقالت فاغنر إنها أحكمت قبضتها على المدينة بعد معارك شرسة انتهت بمئات القتلى من الأوكرانيين.

لكن أوكرانيا نفت صحة ذلك. ولم تعلن موسكو سيطرتها على المدينة بشكل رسمي، ولا حتى الانتصار في المدينة، وهو أمر سيمثل مكسبا كبيرا لو حدث.

وتعهد زيلينسكي بإمداد القوات الأوكرانية التي تدافع عن مدينتي باخموت وسوليدار بكل الأسلحة المطلوبة لكي تكمل صمودها أمام القوات الروسية، في واحدة من أكثر معارك الحرب دموية حتى الآن.

وقال: "أود أن أؤكد أن القوات التي تدافع عن هاتين المدينتين ستزود بالذخيرة وكل ما تحتاجه في الوقت المناسب، ودون أي تأخير".

وكانت نائبة وزير الدفاع، غانا ماليار، قالت إن معركة سوليدار "هي الأعنف والأكثر شراسة" في الحرب حتى الآن.

وأضافت "رغم كل الصعوبات فإن الجنود الأوكرانيين يقاتلون بكل شراسة".

وتظهر صور بالأقمار الاصطناعية، كشفت عنها شركة "مكسار" الأمريكية، مدى الدمار الذي وقع في مدينة سوليدار.

وتبدو العديد من المباني الزراعية ومدرسة مدمرة في المدينة.

ويعتقد أن الكثير من الدمار وقع خلال الأسابيع الأخيرة تزامنا مع سعي روسيا للسيطرة عليها.

صور
BBC
العديد من المباني الزراعية في سوليدار تعرضت للدمار
صور لمدرسة مدمرة
BBC
مدرسة تضررت من جراء الهجمات في سوليدار

ما أهمية سوليدار وباخموت؟

سيكون سقوط سوليدار أو باخموت مهما للقوات الروسية، التي لم تتمكن من السيطرة على أي مدينة كبرى في أوكرانيا منذ أشهر، رغم محاولاتها الشرسة لتحقيق مكاسب عسكرية.

وتوجد في سوليدار مناجم ملح ضخمة يمكن استخدامها لتمركز القوات وتخزين المعدات، بحيث تكون في مأمن من الغارات الجوية الأوكرانية.

كما توجد شبكة من الأنفاق تتصل بالمناجم، وقد يكون لها أهمية استراتيجية، في الوقت الذي تسعى فيه روسيا لتحقيق تقدم في الأراضي الأوكرانية.

وتحوي مناجم سوليدار على الملح والجبس، وهو ما يمكن أن يوفر عائدات لمن يسيطر عليها، ويتمكن من إدارتها.

كما يرى مراقبون أن السيطرة على مدينة بوخموت ستكون بمثابة الجائزة للقوات الروسية في المنطقة.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد أقال قائد القوات الروسية في أوكرانيا، بعد ثلاثة أشهر من تنصيبه.

وتم تعيين رئيس الأركان العامة فاليري غيراسيموف لقيادة "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا، ليحل محل سيرغي سوروفيكين الذي أشرف على ضربات موسكو للبنية التحتية للطاقة في أوكرانيا.

خريطة
BBC