طهران: أعلنت إيران ليل السبت الأحد أنّ دفاعاتها تصدّت لهجوم بطائرات مسيّرة على موقع عسكري في محافظة أصفهان بوسط البلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانيّة الرسميّة "إرنا" عن بيان لوزارة الدفاع أنّه "في مساء 28 كانون الثاني/يناير، قرابة الساعة 23,30 (20,00 ت غ)، تمّ تنفيذ هجوم فاشل باستخدام طائرات مسيّرة على أحد المجمّعات العسكريّة التابعة لوزارة الدفاع".
وأشار البيان إلى أنّ "الدفاعات الجوّية للمجمّع أسقطت إحدى المسيّرات، بينما حوصِرت مسيّرتان وانفجرتا".
وقالت الوزارة إنّ الهجوم "لم يتسبّب في أيّ تعطيل لعمل المجمّع" العسكري.
وأشارت إلى أنّ الهجوم لم يتسبّب في وقوع إصابات وإنّما أحدث فقط "أضرارًا طفيفة في سقف" أحد المباني.
ويأتي الإعلان عن هذا الهجوم في سياق متوتّر على خلفيّة حراك احتجاجي في إيران بعد وفاة مهسا أميني في أيلول/سبتمبر واستمرار الخلافات حول الملف النووي الإيراني واتّهامات بعض الدول لطهران بإمداد الجيش الروسي بطائرات في إطار الحرب الروسيّة على أوكرانيا.
وذكر نائب محافظ أصفهان محمد رضا جانيساري في تصريح متلفز أنّ الهجوم الذي شنّته المسيّرات "لم يُسفر عن إصابات"، مضيفًا أنّ تحقيقًا فُتح لتحديد أسبابه.
ولم تذكر السلطات تفاصيل عن نشاط الموقع المستهدف والواقع شمال مدينة أصفهان الكبيرة.
يُظهر مقطع فيديو تمّ تداوله على نطاق واسع عبر مواقع التواصل الاجتماعي ولم تتمكّن وكالة فرانس برس من التحقّق من صحّته، انفجارًا قويًّا في الموقع وصورًا لسيّارات إسعاف متّجهة نحو المنطقة.
تضمّ إيران الكثير من مواقع الأبحاث النوويّة المعروفة في هذه المنطقة، بما في ذلك محطّة لتحويل اليورانيوم.
في نيسان/أبريل 2022، أعلنت طهران أنّها بدأت في إنتاج يورانيوم مخصّب بنسبة 60% في موقع نطنز، مقتربة من عتبة الـ90% اللازمة لصنع قنبلة ذرّية.
وتوقّفت المفاوضات لإحياء الاتّفاق النووي لعام 2015 بين إيران والاتّحاد الأوروبّي وستّ قوى كبرى، بعد انسحاب الولايات المتّحدة منه في العام 2018. وكان هذا الاتّفاق يهدف إلى منع طهران من تطوير سلاح ذرّي، وهو هدف لطالما نفت إيران نيّتها بلوغه.
وشكّل البرنامج النووي الإيراني هدفًا لحملات عدّة من الهجمات الإلكترونيّة ومحاولات التخريب وعمليّات الاغتيال التي استهدفت علماء.
في السنوات الأخيرة، اتّهمت إيران إسرائيل بتنفيذ عدد من العمليّات السرّية على أراضيها، بينها هجوم استُخدِم فيه بحسب طهران مدفع رشّاش يجري التحكّم به عبر الأقمار الصناعيّة، ما أدّى إلى مقتل عالم الفيزياء النوويّة البارز محسن فخري زاده في تشرين الثاني/نوفمبر 2020.
كما اتُّهمت طهران في الأشهر الأخيرة بتزويد روسيا طائرات مسيّرة في إطار الحرب على أوكرانيا، وهو ما نفته إيران.
ولم تستبعد إسرائيل، العدوّ اللدود لإيران، أن تشنّ عمليّة عسكريّة إذا رأتها ضروريّة لمنع طهران من اكتساب القدرة على تطوير أسلحة نوويّة.
وتُعتبر إسرائيل القوّة العسكريّة الأولى في الشرق الأوسط ويُعتقد أنّها تملك ترسانة نوويّة، وإن لم يكن ذلك معلنًا.
التعليقات