سانتياغو: لقي 16 شخصاً على الأقل مصرعهم الجمعة في أكثر من 250 حريق غابات في وسط تشيلي حيث تستعر موجة حر شديدة، حسبما أفادت السلطات السبت في حصيلة جديدة.

وقال الجهاز الوطني للوقاية والاستجابة للكوارث السبت انه من بين 251 حريقاً نشطاً، خرج 80 حريقاً عن السيطرة.

وبحسب المصدر، أصيب 24 شخصاً ودُمر 88 منزلاً.

وكانت حصيلة سابقة اشارت الجمعة الى مقتل 13 شخصاً بينهم طيار يحمل الجنسية البوليفية وميكانيكي من الجنسية التشيلية بعد تحطم مروحية كانت تسعى لاخماد الحرائق، بحسب المصدر ذاته.

سقوط قتلى

وكان موريسيو تابيا نائب المدير الوطني للجهاز الوطني للوقاية والاستجابة للكوارث قال في وقت سابق "نعرب عن حزننا على 13 شخصاً قتلوا"، موضحاً أن "11 منهم لقوا مصرعهم في مدينة سانتا خوانا (منطقة بيوبيو)".

وأعلن وزير الزراعة التشيلي إستيبان فالينزويلا من جهته أنه "حزين جداً لتحطم مروحية أسفر عن مقتل الطيار وميكانيكي كانا يعملان على مكافحة الحريق" في قطاع غالفارينو في منطقة لا أروكانيا، مشيراً إلى أن الطيار بوليفي والميكانيكي تشيلي.

وتشمل حصيلة القتلى أربعة مدنيين على الأقل ورجل إطفاء أعلن مقتله من قبل. وقالت وزيرة الداخلية كارولينا توها إن المدنيين الأربعة قتلوا في منطقة بيوبيو.

وأضافت توها أن اثنين من القتلى سقطا عندما اندلعت النيران على طريق كانا يسيران فيه بينما لقي الآخران حتفهما في حادث سيارة على الأرجح أثناء محاولتهما الهرب من الحرائق.

حالة الكارثة

من جهته، صرح الرئيس التشيلي غابرييل بوريك في تغريدة على تويتر أنه علق إجازته للسفر إلى مدينة كونسبسيون في منطقة بيوبيو ثم إلى مدينة نوبل، حسبما أفاد في تغريدة على تويتر.

وذكر مكتب المدعي العام في تشيلي أنه تمّ اعتقال شخصين مرتبطين بالحرائق في منطقة بيوبيو ولا أراوكانيا.

أعلنت الحكومة التشيلية حالة الكارثة في منطقتي نوبلي وبيوبيو لكن حرائق تستعر في لا أروكانيا ومولي أيضاً. ويسمح إعلان حالة الكارثة بتوفير موارد إضافية لمكافحة حالات الطوارئ.

وتحدثت السلطات عن سقوط 22 جريحًا ثمانية منهم في حالة خطيرة، مشيرة إلى أنّ أكثر من مئتي حريق دمّرت حتى الآن أكثر من أربعين ألف هكتار. كما دمّرت 97 منزلاً بشكل كامل.

وتمّت تعبئة أكثر من 2300 من رجال الإطفاء لمكافحة الحرائق، تساندهم 75 طائرة.

موجة حرّ شديدة

وتأتي هذه الحرائق وسط موجة حرّ شديدة مع درجات حرارة قريبة من 40 درجة مئوية، ممّا يثير مخاوف لدى السلطات من وقوع كارثة مثل تلك التي حدثت في العام 2017. وفي ذلك العام، تسبّب حريق غابات هائل في مقتل 11 شخصاً، ودمّر أكثر من 1500 منزل، وأتلف 467 ألف هكتار من الأراضي.

كما خلال الكارثة السابقة، بدأت الحرائق في المناطق الزراعية والغابات قبل أن تمتد وتهدّد المناطق السكنية.

وكانت حركة المرور على إحدى الطرق الرئيسية المؤدّية إلى مدينة كونسبسيون الواقعة على بعد 510 كيلومترات جنوب العاصمة سانتياغو، محدودة منذ الخميس بسبب قرب الحريق.

وفي مدينة سانتا خوانا الواقعة على بعد 52 كلم جنوب كونسبسيون، قال أحد السكان لإذاعة "كووبيراتيفا" إنّ الحريق بدأ يهدّد المنازل، مضيفًا "أسأل الله الرحمة. هذا كلّ شيء. ما يحدث في يد الله".