إيلاف من لندن: فيما بحث وزير الخارجية الروسي في بغداد الاثنين مع الرئيس العراقي ورئيس الحكومة تطوير وتعزيز علاقات البلدين فقد أعلن انه بحث ترتيب اجتماع بين بوتين والسوداني.
وخلال اجتماع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني اليوم فقد نقل له رغبة الرئيس الروسي فلاديمير في تطوير العلاقات بين البلدين وتطويرها في مجالات متعدّدة .


السوداني ومساعدوه خلال اجتماعهم في بغداد الاثنين 6 فبراير 2023 مع وزير الخارجية الروسي الزائر سيرغي لافروف والوفد المرافق له (مكتبه)

وشدد على حرص بلاده على أمن العراق واستقراره، والإشادة بجهود العراق في محاربة الإرهاب، ودوره الريادي في تخفيف التوترات بالمنطقة كما قال المكتب الإعلامي لرئاسة الحكومة في بيان صحافي تابعته "ايلاف".
ومن جانبه عبّر السوداني عن حرص العراق على إدامة العلاقات مع الأصدقاء، وبيّن أنّ الحكومة تتحرك في مجال العلاقات الخارجية من منطلق المصالح المتبادلة والشراكات المستدامة.
وتم خلال الاجتماع التأكيد على تعزيز واستمرار التواصل والتنسيق المعلوماتي بين البلدين، في مجال مكافحة الارهاب والتطرّف.

وأعلن لافروف أنه بحث مع رئيس الوزراء العراقي ترتيبات لعقد اجتماع بينه وبين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يوضح مكانه الذي يعتقد أنه سيكون في موسكو خلال زيارة للسوداني لها سيعلن عن موعدها لاحقاً.
وأضاف لافروف في تصريح نقله الإعلام الروسي المرافق وأطلعت عليه "ايلاف" قائلاً للسوداني "نحن سعداء للغاية بوجودنا هنا مرة أخرى. أود أن أنقل لكم، بادئاً ذي بدء، تحيات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحارة، وهو يتذكر محادثتكما نهاية العام الماضي ويأمل، بناء على نتائج الاتصال اليوم أن نعد للقائكما" في إشارة الى اتصال هاتفي أجراه بوتين معه أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي هنأه خلاله على تولي منصبه، فيما ناقشا الأوضاع في شمال العراق في ظل هجمات تركيا وإيران، وناقشا قضايا تعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية بين بلديهما.

ترسيخ الاستقرار
وخلال اجتماع لافروف مع الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، تم بحث سبل تعزيز العلاقات والتعاون بين بلديهما وناقشا مستجدات الأحداث الإقليمية والدولية، حيث أشار الرئيس إلى ضرورة تدعيم وتطوير العلاقات في المجالات ذات الطابع الاستراتيجي والحيوي وأهمية ترسيخ الاستقرار عبر الحلول السلمية والحوار البنّاء.

وشدد رشيد على أهمية الارتقاء بالتعاون الاقتصادي بين البلدين.. لافتاً إلى ضرورة التنسيق والتشاور بشأن القضايا ذات الاهتمام المشترك لتعزيز الأمن والسلام في المنطقة والعالم.
وأشاد بمواقف روسيا الداعمة للعراق في حربه ضد الإرهاب وجهوده لحماية أمنه حيث أكد في هذا السياق عمق العلاقات بين البلدين.. مشيراً الى أن العراقيين عانوا من الحروب والعنف طيلة العقود الماضية.. منوهاً الى ان العراق يسعى إلى بناء علاقات متوازنة مع جميع دول العالم وبما يحقق المصالح المشتركة كما نقل عنه بيان رئاس تابعته "ايلاف".
بدوره ثمن لافروف موقف العراق الداعي إلى الحوار وتجنب الأزمات وتغليب خيارات السلام بدل الحروب. وأكد دعم بلاده للعراق، ورغبتها الجادة في تعزيز العلاقات معه وتوسيع أطر التعاون في المجالات الاقتصادية والعسكرية وتأهيل البنى التحتية.

العقوبات ومستحقات روسيا
وفي وقت سابق اليوم بحث وزيرا خارجية العراق وروسيا في التعاون في المجالات التسليحية والأمنية والسياسية والطاقوية ونلقشا قضايا فلسطين وأوكرانيا وسوريا.
وقال لافروف خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره العراقي فؤاد حسين في بغداد اليوم تابعته "ايلاف" أنهما بحثا العلاقات الثنائية ووجود الشركات الروسية في العراق منوهًا الى أن استثمارات هذه الشركات بلغت في مجال النفط أكثر من 10 مليارات دولار.
وبين أن بغداد تدرس فرص سداد ديونها لشركات النفط والغاز العاملة في العراق.. وأوضح أن 4200 طالب عراقي يدرسون في روسيا حالياً.
واعتبر أنه من الضروري إعفاء العلاقات العراقية الروسية من العقوبات المفروضة من قبل الغرب. وأضاف انه بحث مع الوزير حسين الفرص الاستثمارية بين البلدين منوهاً الى أن اللجنة العراقية الروسية ستعقد اجتماعها في بغداد من دون تحديد موعد لذلك.
وقال أنه ناقش مع نظيره العراقي الوضع في أوكرانيا .. وأشار الى أن بلاده مستمرة بالتنسيق مع العراق حول القضايا الاقليمية خصوصاً القضية الفلسطينية وقال أن الغرب يماطل بشأن هذه القضية .
ومن جانبه أوضح وزير الخارجية العراقي أنه بحث مع نظيره الروسي القضايا العسكرية والاقتصادية بين بلديهما إضافة الى تعزيز التعاون في مجالات الامن والسياسة والطاقة.
وأوضح أنه تم أيضاً مناقشة المستحقات المالية للشركات الروسية العاملة في مجال النفط في العراقي. وبين أنه سيبحث مع الجانب الاميركي خلال زيارته لواشنطن الاربعاء المقبل على رأس وفد مالي لبحث أزمة الدولار في بلاده التعاون مع الشركات الروسية في ظل العقوبات المفروضة على موسكو بسبب حربها على أوكرانيا.
وأوضح أن العراق يدرس كيفية التعامل مع المستحقات المالية للشركات الروسية حيث أن بغداد لديها تعاون اقتصادي وأمني مع موسكو.

علاقات استراتيجية
وكان لافروف قد وصل الى بغداد مساء أمس الاحد حيث سيستكمل في وقت لاحق اليوم مباحثاته مع رئيسي الحكومة محمد شياع السوداني والبرلمان محمد الحلبوسي والحكومة والبرلمان وعدداً من الشخصيات السياسية .
ومن جهته اشار المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف ان زيارة لافروف الى بغداد تأتي في سياق تأكيد انفتاح العراق على جميع شركائه واصدقائه واهمية العلاقات الستراتيجية مع الجانب الروسي في ظل تعزيز الجذب الاستثماري والاقتصادي.. مشيراً الى أن "العلاقة مع الجانب الروسي أساسية وستراتيجية ومتعددة المصالح".
وكانت زيارة لافروف السابقة للعراق قد جرت في تشرين الأول/ أكتوبر عام 2019 عندما زار بغداد وأربيل حيث التقى بممثلي القيادة العليا للبلاد وسلطات إقليم كردستان الشمالي .
يذكر أن للعراق سفارة في موسكو ولروسيا سفارة في بغداد وقنصليتان في أربيل الشمالية والبصرة الجنوبية.