يريفان: أجرى وزير خارجية أرمينيا أرارات ميرزويان الاربعاء زيارة نادرة من نوعها لتركيا حيث أكد على رغبة بلاده "بناء السلام" غداة الزلزال المدمّر الذي أودى بنحو 40 ألف شخص.

تداعيات الزلزال

وبعد زلزال الأسبوع الماضي البالغة قوّته 7,8 درجات، أعيد إحياء المحادثات بين تركيا وخصومها التاريخيين بما في ذلك أرمينيا واليونان.

وزار وزير الخارجية اليوناني المناطق التي ضربها الزلزال نهاية الأسبوع فيما وصل الوزير الأرميني إلى أنقرة الأربعاء.

منذ انهيار الاتحاد السوفياتي في 1991، لم يقم البلدان الجاران الخصمان علاقات دبلوماسية رسمية.

ميرزويان

وقال ميرزويان "أود التأكيد مجددا على استعداد ورغبة أرمينيا بناء السلام في المنطقة وخصوصا تطبيع العلاقات مع تركيا بالكامل لإقامة علاقات دبلوماسية وفتح الحدود بالكامل بين أرمينيا وتركيا".

بدوره، أشار وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو إلى أن أرمينيا "مدت يد الصداقة لشعبنا"، شاكرا يريفان على مساعداتها الإنسانية.

وتعد الزيارة الثانية لميرزويان منذ آذار/مارس 2022 عندما أجرى محادثات مع تشاوش أوغلو على هامش منتدى دبلوماسي في أنطاليا.

والسبت فُتح معبر حدودي بين أرمينيا وتركيا للمرة الأولى في 35 عاما، للسماح بعبور مساعدات إنسانية بعد زلزال مدمر في المنطقة.

وقال تشاوش أوغلو إن أرمينيا أرسلت فريقا من 28 عنصرا "عملوا بجد منذ 8 شباط/فبراير في أديامان"، وهي محافظة في جنوب البلاد، مشيدا بإنقاذهم طفلة وامرأة.

ويسود التوتر بين البلدين بسبب رفض أنقرة الاعتراف بمجازر الأرمن على يد السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى باعتبارها إبادة.

ترفض تركيا بشدة مصطلح "إبادة جماعية" وتقول إن 300 ألف إلى 500 ألف أرميني ومثلهم على الأقل من الأتراك قضوا في مذابح متبادلة.

لكن في كانون الأول/ديسمبر 2021 عين البلدان موفدين خاصين للعمل على تطبيع العلاقات، بعد عام على تنازل أرمينيا لأذربيجان، حليفة تركيا، عن منطقة ناغورني قره باغ المتنازع عليها بعد هزيمتها في حرب للسيطرة عليها.

في شباط/فبراير 2022 استأنفت تركيا وأرمينيا أولى الرحلات التجارية بينهما في عامين.

ولا تزال الحدود البرية بينهما مقطوعة منذ 1993 ما يرغم الشاحنات على العبور في جورجيا أو إيران.