ميونيخ (ألمانيا): دعا وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السبت، أرمينيا وأذربيجان الى انتهاز "فرصة تاريخية" لإرساء السلام بعد نزاع عمره ثلاثون عاما حول منطقة ناغورني قره باغ.

وقال بلينكن قبل اجتماع مع رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف على هامش مؤتمر الأمن في ميونيخ، "نرى أن لدى أرمينيا وأذربيجان فرصة تاريخية حقاً للتوصل الى سلام دائم بعد أكثر من ثلاثين عاما من النزاع".

وأشاد بكون "الطرفين باشرا مجدداً عملية سلام تشمل حوارا مباشرا أو عبر الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة".

معاهدة سلام

وأكد بلينكن أن بلاده "تظل ملتزمة القيام بكل ما نستطيع" دعماً لهذه العملية.

ويأتي اللقاء بعد أيام قليلة من إعلان رئيس الوزراء الارميني أنه سلم أذربيجان مشروع معاهدة سلام.

وفي بيان صدر إثر الاجتماع في ميونيخ، أكد رئيس الوزراء الارميني أنه تمت مناقشة هذا المشروع مكرراً نيته التوصل إلى معاهدة "تضمن سلاماً بعيد المدى".

وفي الوقت نفسه، ندد بالإغلاق "غير القانوني" لممر لاتشين، طريق الإمداد الوحيدة لقره باغ، و"الأزمة الانسانية والبيئية و(أزمة) الطاقة الناجمة عن ذلك".

من جهته، رحب علييف بـ"اجتماع جرى في شكل بناء"، لافتاً إلى أنه "يدرس" الاقتراحات الأرمينية.

وصرح لصحافيين كما نقلت عنه وكالة ريا نوفوستي الروسية للانباء "الانطباع الأول يدل على تقدم يتصل بموقف أرمينيا، لكن هذا غير كاف".

نزاع

اندلع نزاع بداية تسعينات القرن الفائت بين الجمهوريتين السوفياتيتين السابقتين في القوقاز للسيطرة على ناغورني قره باغ، المنطقة الأذربيجانية ذات الغالبية الأرمينية.

أسفر النزاع الأول عن ثلاثين ألف قتيل وانتهى بانتصار أرمينيا. لكن أذربيجان انتصرت في حرب ثانية في خريف 2020 خلفت نحو 6500 قتيل وأتاحت لها استعادة مساحات كبيرة من الأراضي.

واتهمت يريفان باكو أخيراً بممارسة "تطهير عرقي" في قره باغ عبر إجبار الأرمن الذين يقيمون في المنطقة على مغادرتها، علماً بأنها تشهد منذ أسابيع إغلاقاً لمعبر حيوي لإمداداتها.