وصف زعيم عسكري بارز في السودان الإطاحة بالسلطات المدنية قبل عامين بـ"الخطأ".

وقال الفريق محمد دقلو، نائب رئيس المجلس الحاكم في السودان، إن الانقلاب أفاد سياسيا أنصار الرئيس السابق عمر البشير.

واتُهم قادة عسكريون بتقويض الانتقال إلى الحكم المدني بعد الإطاحة بالبشير في عام 2019.

وما زال نشطاء مؤيدون للديمقراطية ينظمون احتجاجات على السلطات العسكرية منذ ذلك الحين.

ويواجه السودان اضطرابات اقتصادية وسياسية منذ عام 2021 عندما استولى المجلس العسكري على السلطة من الحكومة الانتقالية التي كان يقودها مدنيون.

وقال دقلو، المعروف على نطاق واسع باسم "حميدتي"، في خطاب متلفز الأحد:

"أصبح (الانقلاب) للأسف بوابة لعودة النظام السابق".

وحذر من أن حلفاء الرئيس السابق البشير، الذي حكم البلاد لما يقارب ثلاثة عقود، يستعيدون موطئ قدمهم سياسيا.

وكان يشير بذلك إلى أنصار حزب المؤتمر الوطني الحاكم السابق في الجيش، الذين عينوا في الحكومة بعد الانقلاب.

وأشاد دقلو بخطة انتقالية وُقّعت العام الماضي تهدف إلى إعادة تأسيس عملية سياسية من مرحلتين لاستعادة الحكم المدني. وقال أيضا إنه يؤيد مطالب المتظاهرين المناصرين للديمقراطية لكنه أقر بأنه "ارتكب أخطاء في بعض الأحيان".

وتأتي تصريحاته وسط توتر متزايد بين وحدته شبه العسكرية المسماة قوات الدعم السريع وقائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان، القائد الفعلي للبلاد.

وحذر البرهان الأسبوع الماضي من أنه لن يتسامح مع عمل قوات الدعم السريع بوصفها قوة مستقلة، ويجب بدلا من ذلك دمجها في الجيش.

وقال دقلو في خطابه إنه لن يسمح "لبقايا النظام البائد بدق إسفين" بين قوات الدعم السريع والجيش النظامي، لكنه لم يخض في التفاصيل.

ويمكن اعتبار تعليقاته الأخيرة، بالنسبة إلى رجل مثله لم يخجل في السنوات الأخيرة من التعبير عن طموحاته السياسية، محاولة متعمدة للانفصال عن الجيش والتحالف مع بعض الجماعات المدنية.

وتوجد بعض الدلائل على أن مثل هذا العرض يمكن الترحيب به، إذ تشعر الجماعات المدنية أنها بحاجة إلى حليف مسلح لمواجهة السلطات العسكرية.

لكن هناك مخاوف من أن تؤدي مثل هذه الخطوة إلى مزيد من عدم الاستقرار.

واتسم رد الفعل المبكر على خطاب دقلو بالسخرية في الغالب.

ويشير منتقدون إلى أن الخطاب لم يتطرق إلى المحاسبة بشأن قتل مدنيين، بما في ذلك مذبحة حدثت في 3 يونيو/حزيران 2019 قيل إن قوات الدعم السريع ارتكبتها.

ويقولون أيضا إنه لم يتطرق إلى مزاعم بشأن ارتكاب الوحدة نفسها التي كانت متحالفة مع البشير وقتها إبادة جماعية في غرب دارفور. وبدأ هذا الصراع في عام 2003 ويقدر أنه قتل مئات الآلاف من الناس وأجبر الملايين على ترك منازلهم.