دمشق: هبطت أكثر من مئتي طائرة محملة بالمساعدات الإنسانية والإغاثية في المطارات السورية منذ الزلزال المدمر الذي ضرب البلاد، نصفها تقريباً من دولة الإمارات، وفق ما أفاد مسؤول في وزارة النقل وكالة فرانس برس الأربعاء.

وتصل الطائرات المحملة بعشرات الأطنان من المساعدات إلى مطارات دمشق وحلب (شمال) واللاذقية (غرب) لإغاثة السكان المقيمين في مناطق سيطرة الحكومة السورية والمتضررين جراء الزلزال الذي تسبب بمقتل قرابة 46 ألف شخص في تركيا وسوريا.

وقال مسؤول الجاهزية في وزارة النقل سليمان خليل لوكالة فرانس برس "هبطت حتى اللحظة 213 طائرة محملة بالمساعدات في سوريا منذ حصول الزلزال" 92 منها على الأقل من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وتقود الإمارات، الاستجابة الإقليمية لكارثة الزلزال الذي أودى بأكثر من 3600 شخص في سوريا وحدها.

العويس

وقال وزير الصحة الإماراتي عبد الرحمن محمّد العويس خلال تفقده الثلاثاء مدينة جبلة المتضررة في محافظة اللاذقية لصحافيين "نتمنى أن نرى موقفاً موحداً تجاه هذا التحدي الانساني الكبير على مستوى العالم".

وهبطت بعد ظهر الأربعاء في مطار دمشق طائرة آتية من النروج محمّلة بـ14 طناً من المساعدات المقدّمة من الصليب الأحمر النروجي.

المساعدات الأوروبية

وقال المسؤول في المنظمة النروجية يورجن هالدورسن إن "الأشخاص المتضررين في وضع هش للغاية جراء سنوات من الحرب والأزمات".

وتعدّ النروج من أكبر الدولة المانحة واستجابة للأزمة الانسانية التي خلفها النزاع السوري.

وكانت دمشق تقدمت إثر الزلزال بطلب مساعدة رسمي إلى الاتحاد الأوروبي عبر آلية الحماية المدنية. وإثر ذلك، دعت المفوضية الأوروبية، وفق المفوض يانيز ليناركيتش، الدول الأوروبية إلى "الاستجابة ايجابًا لهذا الطلب".

ويشمل المساهمون في هذه الآلية الدول الـ27 في الاتحاد الأوروبي، إضافة إلى ثماني دول مجاورة غير منتسبة للتكتّل بينها النروج.

وكانت جمعية إيطالية أرسلت طائرتين إلى مطار بيروت محملتين بمساعدات مقدمة الى الهلال الأحمر السوري.

وتتدفّق المساعدات إلى دمشق، في وقت انتقدت سلطات محلية وناشطون معارضون في المناطق الخارجة عن سيطرة الحكومة السورية تأخر الأمم المتحدة في الاستجابة للزلزال وإدخال قوافل المساعدات للمتضررين.

قبل حدوث الزلزال، كان غالبية السوريين وفق الأمم المتحدة بحاجة الى مساعدات إنسانية بعد قرابة 12 عاماً من نزاع مدمر، أودى بحياة نصف مليون شخص وأنهك الاقتصاد وشرّد أكثر من نصف عدد السكان داخل البلاد وخارجها.