إيلاف من لندن: أكد الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوريتيش لدى وصوله الى بغداد الاربعاء أنه واثق من أن العراقيين سيتغلبون على الصعوبات والتحديات التي يواجهونها من خلال حوار مفتوح وشامل.

وخلال مؤتمر صحافي مع وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين في بغداد اليوم قال الامين العام للامم المتحدة انطوني غيريتيش انه "لمن دواعي سروري البالغ أن أعود إلى بغداد ، المدينة التي زرتها بالفعل بصفتي الأمين العام للأمم المتحدة والمدينة التي أتيت إليها مرات عديدة كمفوض سامٍ للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين".

التزام بدعم وتوطيد المؤسسات العراقية
واستدرك غوريتيش بالقول " لكن هذه زيارة تضامن..تضامن مع شعب العراق ومؤسساته الديمقراطية وتضامن يعني أن الأمم المتحدة ملتزمة التزاماً كاملاً بدعم توطيد المؤسسات في هذا البلد".
وأضاف أنه واثق في أن العراقيين سيتمكنون من التغلب على الصعوبات والتحديات التي يواجهونها من خلال حوار مفتوح وشامل".
وشدد بالقول "لدي إعجاب كبير بالشعب العراقي لقد أتيحت لي الفرصة للقاء العراقيين المهجرين داخل البلاد عدة مرات وأشهد شجاعتهم كما أتيحت لي الفرصة لزيارة اللاجئين العراقيين في الأردن وسوريا حيث يمكن ان نرى كيف تمكنوا من العيش في تضامن مع بعضهم البعض ، لمساعدة بعضهم البعض بروح، في رأيي، هي أفضل أمل لمستقبل البلاد".
وأشاد غوتيريش بالجهود التي تبذلها الحكومة للسماح للعراقيين خارج البلاد بالعودة قائلاً "سندعم هذه الجهود بشكل كامل وأود أن أعرب عن تضامني العميق مع الشعب العراقي وأملي أن مواجهة مستقبل من السلام والازدهار ومع مؤسسات ديمقراطية راسخة".

مباحثات سياسية مكثفة
ومن جهته أشار وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين الى أن "العلاقات بين العراق وبعثة يونامي قوية وبالنتيجة العلاقات بين العراق والأمم المتحدة تفاعلية".
وبين ان غوتيروش زار العراق في العديد من المرات واطلع على وضع اللاجئين والنازحين وعلى الوضع السياسي".. وقال "أتطلع لإجراء لقاءات ومباحثات مكثفة مع الأمين العام حول تطورات الوضع السياسي في العراق والمنطقة والوضع العالمي".
وأضاف أن "هنالك تحديات كبيرة سواء تحديات وطنية أو إقليمية وعالمية ونحتاج إلى تبادل وجهات النظر وإلى دعم الأمين العام للأمم المتحدة لهذه التحديات".. مؤكداً أن "للأمين العام أفكاراً مهمة ونتطلع لسماع هذه الطروحات خاصة للوضع والأمن الإقليميين".

لقاءات مع الرئاسات العراقية الثلاث
وسيناقش غوريتوش خلال زيارته الرسمية هذه الى العراق التي تستمر يومان مع الرئاسات العراقية الثلاث للبلاد عبد اللطيف رشيد والحكومة محمد شياع السوداني والبرلمان محمد الحلبوسي إضافة الى نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية فؤاد حسين تعزيز وتوسيع دور الأمم المتحدة السياسي والإنساني في العراق كما قال مصدر عراقي.


غوتيريش سيلتقي الرئاسات العراقية الاربعاء ويتوجه الى اربيل لمباحثات مع القادة الاكراد (تويتر)

ثم ينتقل غوريتوش الى أربيل عاصمة إقليم كردستان الشمالي لإجراء مباحثات مع قادته ستركز على الدور السياسي للامم المتحدة ودعمها لللاجين والنازحين على إرضه والاطلاع على أوضاع مخيم الجدعة للنازحين في محافظة نينوى الشمالية.
وعادة مايؤكد غوتيريش على التزام الأمم المتحدة التزاماً كاملاً بدعم العراق حكومة وشعباً.

ثاني زيارة لغوتيريش للعراق
وهذه هي الزيارة الثانية للأمين العام للأمم المتحدة الى العراق بعد زيارته الأولى في 30 آذار/مارس عام 2017 حيث بحث الأوضاع الإنسانية وجهود الإغاثة الدولية في العراق.
كما ناقش غوتيريش الذي تولى منصبه في كانون الثاني/ يناير من ذلك العام مع المسؤولين العراقيين دعم المنظمة الدولية للعراق في حربه على الإرهاب والأوضاع الإنسانية ودور منظمات الأمم المتحدة العاملة على الساحة العراقية في تقديم الدعم للمدنيين.
يشار الى أن للأمم المتحدة في بغداد بعثة لمساعدة العراق (يونامي) وهي كيان تم إنشاؤه بالاستناد إلى قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1500 في 14 آب/ أغسطس عام 2003 .
وتمتلك البعثة التفويض الرسمي لعملها من خلال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في العراق ومن مهماتها تطبيق اتفاق العهد الدولي مع العراق ودعم البلاد سياسيا ومواجهة الازمات النتجة عن الحرب ضد الارهاب وتقديم الدعم الانساني للنازحين الذي تركوا مناطق سكناهم الاصلية بسبب هذه الحرب.
وتمتد علاقة العراق مع الأمم المتحدة إلى عام 1945 حيث كان واحداً من الدول المؤسسة للمنظمة عقب الحرب العالمية الثانية.
وقد أنشئت بعثة "يونامي" إثر سقوط النظام العراقي السابق ربيع عام 2003 حيث تقوم بولايتها بناء على موافقة الحكومة العراقية.
ومنذ ذلك الحين يجدد مجلس الأمن الدولي كل عام ولاية بعثة يونامي وصولاً إلى القرار 2631 في أيار/ مايو الماضي الذي جدد فيه مجلس الأمن ولاية البعثة حتى نهاية أيار من العام الحالي 2023.

دور "يونامي" السياسي
وتتمتع بعثة "يونامي" بدور واسع في البلاد وفق قرار مجلس الأمن الدولي 2631 اذ نص على إعطاء الأولوية لتقديم المشورة والمساعدة للعراق - حكومة وشعباً- بشأن تعزيز الحوار السياسي والمصالحة على المستوى الوطني وعلى صعيد المجتمعات المحلية، فضلاً عن تقديم مزيد من الدعم والمشورة للحكومة العراقية وللمفوضية العليا المستقلة للانتخابات ومؤسسات العراق الأخرى في الجهود المبذولة لتعزيز الأعمال التحضيرية للانتخابات.
وأشار نص القرار على تقديم البعثة المشورة والمساعدة للحكومة العراقية ومجلس النواب بشأن مراجعة الدستور وتسوية الحدود المتنازع عليها داخليا وإصلاح قطاع الأمن وتيسير الحوار والتعاون الإقليميين بما في ذلك بشأن قضايا أمن الحدود والطاقة والتجارة والبيئة والمياه وبناء القدرة على الصمود والبنية التحتية والصحة العامة واللاجئين والآثار السلبية لتغير المناخ وحقوق المرأة والمساواة.
ويبدو من خلال نص قرار مجلس الأمن الدولي أن لبعثة يونامي سنداً قانونياً بلعب دور في الوضع السياسي في العراق.