المملكة العربية السعودية وإيران تستأنفان العلاقات الدبلوماسية بعد سبع سنوات من الخلاف، من خلال اتفاقية بوساطة الصين تسعى إلى تخفيف التوترات في المنطقة الغنية بالنفط.
إيلاف من بيروت: اتفقت السعودية وإيران على إنهاء الخلاف المستمر منذ سبع سنوات وإعادة العلاقات الدبلوماسية في إطار اتفاق بوساطة الصين يهدف إلى تخفيف التوترات في المنطقة الغنية بالنفط. وقال البلدان في بيان مشترك إن الاتفاق الذي تم التوصل إليه الجمعة في بكين سيؤدي إلى إعادة فتح سفارتي البلدين في غضون شهرين، فضلا عن تفعيل ترتيبات التعاون الأمني.
في ظل توتر أوكرانيا
يمثل الاتفاق الإيراني - السعودي انتصاراً للدبلوماسية الصينية، ويؤكد نفوذ بكين المتنامي في الشرق الأوسط. كما يمثل تحديًا للولايات المتحدة، التي فترت علاقاتها القوية تقليديًا مع الرياض. وكانت إيران والسعودية قد أجرتا في السابق جولات عدة من المحادثات استضافتها العراق وسلطنة عمان.
يأتي التحسن في العلاقات السعودية الإيرانية أيضًا خلال فترة التوترات المتزايدة بين الجمهورية الإسلامية والغرب بسبب قمع طهران للمتظاهرين وطموحاتها النووية وبيع طائرات بدون طيار لروسيا تُستخدم لمهاجمة أوكرانيا. ووصفت آنا جاكوبس، كبيرة محللي السياسة في دول الخليج بمركز أبحث الأزمات، الاتفاقية بأنها "انتصار كبير لجهود خفض التصعيد الإقليمية".
أضافت أن الاتفاق السعودي - الإيراني "علامة واضحة على استعداد البلدين لطي صفحة الخلاف بعد سنوات من الاضطراب. وستكون هناك حاجة لمزيد من الحوار وتدابير بناء الثقة، لكن هذه بداية رائعة"، مشيرةً إلى أنها خطوة نحو تحسين الحوار بين إيران والأعضاء الآخرين في مجلس التعاون الخليجي الذي يضم قطر والإمارات العربية المتحدة.
مباشرة وشفافة وشاملة وبناءة
وقال علي شمخاني، سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، الذي كان في بكين لإجراء المفاوضات، إن الأساس للاتفاق تم وضعه في اجتماع الشهر الماضي في بكين بين الرئيس إبراهيم رئيسي ونظيره الصيني شي جين بينغ. أضاف: "الزيارة مهدت الطريق لمفاوضات جديدة وجادة للغاية بين الوفدين الإيراني والسعودي. كانت المحادثات مباشرة وشفافة وشاملة وبناءة. يمكن أن تساعد معالجة سوء التفاهم والنظر إلى المستقبل في تطوير الاستقرار والأمن الإقليمي".
كما زار شي المملكة العربية السعودية في أواخر العام الماضي لحضور مؤتمرات قمة مع القادة العرب، في خطوة كانت تهدف إلى إظهار طموح بكين الأوسع في المنطقة. ووصف كبير الدبلوماسيين الصينيين وانغ يي الاتفاق بأنه "انتصار للسلام"، وفقا لبيان صادر عن وزارة الخارجية. وقال وانغ أيضًا إنه أظهر أن مشاكل العالم "لا تقتصر على قضية أوكرانيا" - في إشارة إلى الغزو الروسي - وأن هناك مشكلات أخرى "تتعلق بالسلام ومعيشة الناس تتطلب اهتمام المجتمع الدولي".
أميركيًا، قال متحدث باسم مجلس الأمن القومي إن الولايات المتحدة ترحب "بالجهود المبذولة للمساعدة في إنهاء الحرب في اليمن وتهدئة التوترات في الشرق الأوسط، فخفض التصعيد والدبلوماسية جنبًا إلى جنب مع الردع هما الركائز الأساسية لسياسة الرئيس جو بايدن خلال زيارته للمنطقة العام الماضي".
أعدت "إيلاف" هذا التقرير عن مقالة كتبها سامر الأطرش ونجمة بزرجمهر ونشرتها صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية
التعليقات